حديث: من قتل قتيلا فله سلبه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب سيرة النبي ﷺ

باب شجاعة أبي قتادة يوم حنين

عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنينٍ نَظَرْتُ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُقَاتِلُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَآخَرُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَخْتِلُهُ مِنْ وَرَائِهِ لِيَقْتُلَهُ، فَأَسْرَعْتُ إِلَى الَّذِي يَخْتِلُهُ فَرَفَعَ يَدَهُ لِيَضْرِبَنِي، وَأَضْرِبُ يَدَهُ، فَقَطَعْتُهَا، ثُمَّ أَخَذَنِي، فَضَمَّنِي ضَمًّا شَدِيدًا حَتَّى تَخَوَّفْتُ، ثُمَّ تَرَكَ فَتَحَلَّلَ، وَدَفَعْتُهُ ثُمَّ قَتَلْتُهُ، وَانْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ، وَانْهَزَمْتُ مَعَهُمْ، فَإِذَا بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي النَّاسِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ؟ قَالَ: أَمْرُ اللَّهِ، ثُمَّ تَرَاجَعَ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ أَقَامَ بَيِّنَةً عَلَى قَتِيلٍ قَتَلَهُ فَلَهُ سَلَبُهُ» فَقُمْتُ لأَلْتَمِسَ بَيِّنَةً عَلَى قَتِيلِي، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا
يَشْهَدُ لِي فَجَلَسْتُ، ثُمَّ بَدَا لِي، فَذَكَرْتُ أَمْرَهُ لِرَسُول اللَّهِ ﷺ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: سِلَاحُ هَذَا الْقَتِيلِ الَّذِي يَذْكُرُ عِنْدِي، فَأَرْضِهِ مِنْهُ. فَقَال أَبُو بَكْرٍ: كَلَّا لَا يُعْطِهِ أُصَيْبغَ مِنْ قُرَيْشٍ، وَيَدَعَ أَسَدًا مِنْ أُسْدِ اللَّهِ، يُقَاتِلُ عَنِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﷺ قَالَ: فَقَامَ رَسُول اللَّهِ ﷺ فَأَدَّاهُ إِلَيَّ، فَاشْتَرَيْتُ مِنْهُ خِرَافًا، فَكَانَ أَوَّل مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ فِي الإسْلَامِ.
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٢٢) قال: وقال اللّيث، حَدَّثَنِي يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن أبي محمد مولى أبي قتادة فذكره واللّفظ له، وأسنده في الأحكام (٧١٧٠) فقال: حَدَّثَنَا قُتَيبة، حَدَّثَنَا اللّيث فذكره مختصرًا.

عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنينٍ نَظَرْتُ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُقَاتِلُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَآخَرُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَخْتِلُهُ مِنْ وَرَائِهِ لِيَقْتُلَهُ، فَأَسْرَعْتُ إِلَى الَّذِي يَخْتِلُهُ فَرَفَعَ يَدَهُ لِيَضْرِبَنِي، وَأَضْرِبُ يَدَهُ، فَقَطَعْتُهَا، ثُمَّ أَخَذَنِي، فَضَمَّنِي ضَمًّا شَدِيدًا حَتَّى تَخَوَّفْتُ، ثُمَّ تَرَكَ فَتَحَلَّلَ، وَدَفَعْتُهُ ثُمَّ قَتَلْتُهُ، وَانْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ، وَانْهَزَمْتُ مَعَهُمْ، فَإِذَا بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي النَّاسِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ؟ قَالَ: أَمْرُ اللَّهِ، ثُمَّ تَرَاجَعَ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ أَقَامَ بَيِّنَةً عَلَى قَتِيلٍ قَتَلَهُ فَلَهُ سَلَبُهُ» فَقُمْتُ لأَلْتَمِسَ بَيِّنَةً عَلَى قَتِيلِي، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا يَشْهَدُ لِي فَجَلَسْتُ، ثُمَّ بَدَا لِي، فَذَكَرْتُ أَمْرَهُ لِرَسُول اللَّهِ ﷺ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: سِلَاحُ هَذَا الْقَتِيلِ الَّذِي يَذْكُرُ عِنْدِي، فَأَرْضِهِ مِنْهُ. فَقَال أَبُو بَكْرٍ: كَلَّا لَا يُعْطِهِ أُصَيْبغَ مِنْ قُرَيْشٍ، وَيَدَعَ أَسَدًا مِنْ أُسْدِ اللَّهِ، يُقَاتِلُ عَنِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﷺ قَالَ: فَقَامَ رَسُول اللَّهِ ﷺ فَأَدَّاهُ إِلَيَّ، فَاشْتَرَيْتُ مِنْهُ خِرَافًا، فَكَانَ أَوَّل مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ فِي الإسْلَامِ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الغزوات النبوية، يرويه الصحابي الجليل أبو قتادة الأنصاري رضي الله عنه، ويحمل في طياته دروسًا وعبرًا جليلة. وإليكم الشرح الوافي لهذا الحديث:

أولاً. شرح المفردات:


● يَخْتِلُهُ: أي يناوشه ويتربص به من الخلف ليقتله غدرًا.
● فَتَحَلَّلَ: أي ارتخت عضلاته وضعف قبضته.
● انْهَزَمَ: أي فرّ وهرب من أرض المعركة.
● السَّلَبُ: هو ما يأخذه الغانم من القتيل من سلاح أو متاع أو دابة.
● بَيِّنَةً: أي شهادة شاهد أو دليل يثبت به الحق.
● تَأَثَّلْتُهُ: أي اكتسبته واجتهدت في جمعه.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا أبو قتادة رضي الله عنه عن واقعة في غزوة حنين، حيث رأى مسلمًا يقاتل مشركًا، وآخر من المشركين يريد أن يغتاله من الخلف، فبادر أبو قتادة لإنقاذ أخيه المسلم، فقطع يد المشرك الغادر، ثم اشتبك معه في قتال عنيف حتى قتله.
ثم حصلت هزيمة مؤقتة للمسلمين في بداية المعركة، ففرّ أبو قتادة مع من فرّ، ثم التقى بعمر بن الخطاب رضي الله عنه وسأله عن حال الناس، فأجابه: "أمر الله"، أي أن الأمر بيد الله وهو الذي يدبره كما يشاء.
ثم تراجع الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعلن النبي صلى الله عليه وسلم أن من يثبت قتله لأحد المشركين فله سلبهم.
فحاول أبو قتادة إثبات قتله للرجل فلم يجد شاهدًا، ثم ذكر الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم، فشهد أحد الصحابة بأن سلاح ذلك القتيل عنده، فتدخل أبو بكر الصديق رضي الله عنه مدافعًا عن حق أبي قتادة، واصفًا إياه بـ"أسد من أسد الله"، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم السلب، فبيعه أبو قتادة واشترى به غنمًا، فكان أول مال يجمعه في الإسلام.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- وجوب نُصرة المسلم لأخيه: فما قام به أبو قتادة من دفاع عن أخيه المسلم دليل على عظم حق المسلم على أخيه.
2- تحريم الغدر والخيانة: فالمشرك كان يريد الغدر بالمسلم، وهذا من أخلاق الجاهلية التي حرمها الإسلام.
3- الصبر في القتال والثبات في الميدان: فقد تحمل أبو قتادة ضمة شديدة من عدوه لكنه صبر حتى قتله.
4- أن الهزيمة لا تعني نهاية المعركة: فقد تراجع المسلمون ثم عادوا ليكتب الله لهم النصر.
5- العدل في تقسيم الغنائم: فقد اشترط النبي صلى الله عليه وسلم البينة لاستحقاق السلب، حفظًا للحقوق.
6- مكانة الشجاعة والإقدام: حيث وصف أبو بكر أبا قتادة بأنه "أسد من أسد الله".
7- جواز الاتجار في الأموال الحلال: فما فعله أبو قتادة من بيع السلاح وشراء الغنم يدل على مشروعية الكسب الحلال.

رابعًا. معلومات إضافية:


- غزوة حنين كانت في السنة الثامنة للهجرة، بعد فتح مكة.
- سبب الهزيمة المؤقتة أن بعض المسلمين اغتروا بكثرة عددهم فقالوا: "لن نغلب اليوم من قلة"، فكانت ابتلاء من الله.
- قول عمر بن الخطاب "أمر الله" يعلمنا التوكل على الله وحسن الظن به في أحلك الظروف.
- في هذا الحديث بيان لعظمة أبي بكر الصديق في دفاعه عن الحق وإنصافه للضعفاء.
هذا والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٢٢) قال: وقال اللّيث، حَدَّثَنِي يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن أبي محمد مولى أبي قتادة فذكره واللّفظ له، وأسنده في الأحكام (٧١٧٠) فقال: حَدَّثَنَا قُتَيبة، حَدَّثَنَا اللّيث فذكره مختصرًا.
وأخرجه مسلم في الجهاد (١٧٥١) عن قُتَيبة بن سعيد بإسناده ولم يسق لفظ الحديث بل قال: وساق الحديث. أي الحديث الذي بعده، وهذا فيه خلل في الترتيب فإن الإحالة تكون للسابق لا للاحق، ولذا أغربه أيضًا النوويّ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 721 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من قتل قتيلا فله سلبه

  • 📜 حديث: من قتل قتيلا فله سلبه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من قتل قتيلا فله سلبه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من قتل قتيلا فله سلبه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من قتل قتيلا فله سلبه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم
سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب