حديث: استقبل رسول الله ﷺ وجوههم بقبضة تراب
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
الفتح بعد الهزيمة
صحيح: رواه مسلم في الجهاد والسير (٨١: ١٧٧٧) عن زهير بن حرب، حَدَّثَنَا عمر بن يونس الحنفي، حَدَّثَنَا عكرمة بن عمار، حَدَّثَنِي إياس بن سلمة، حَدَّثَنِي أبي، قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من أحاديث الغزوات التي تظهر نصر الله تعالى لنبيه ﷺ وتأييده له بالمعجزات الباهرات. وإليك الشرح المفصل:
1. شرح المفردات:
● غزونا: خرجنا للقتال في سبيل الله.
● حنينًا: اسم وادٍ قريب من الطائف، وقعت فيه غزوة حنين في شهر شوال من العام الثامن للهجرة.
● ثنية: مكان مرتفع بين جبلين أو طريق في الجبل.
● توارى عني: اختفى عن نظري.
● ولى صحابة النبي ﷺ: انهزموا وولوا الأدبار.
● منهزمًا: هاربًا من المعركة.
● بردتان: ثوبان.
● متزرًا: لافًّا أحد الثوبين على نصفه الأسفل.
● مرتديًا: لافًّا الثوب الآخر على نصفه الأعلى.
● استطلق إزاري: انحلَّ وارتَخى بسبب سرعة الهرب.
● البغلة الشهباء: البغلة بيضاء اللون مختلطة بحمرة، وكانت تُدعى "دُلدُل".
● فزعًا: خوفًا وهربًا.
● غشوا: اقتربوا منه وأحاطوا به.
● شاهت الوجوه: قبحت ودمَّرت، وهي كلمة تقال للدعاء على العدو بالإهانة والخزي.
● مدبرين: هاربين بأدبارهم.
● غنائمهم: الأموال والأسلاب التي استولوا عليها من العدو.
2. شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي الجليل سلمة بن الأكوع رضي الله عنه عن حدث عظيم من أحداث غزوة حنين، التي وقعت بعد فتح مكة بفترة قصيرة. خرج النبي ﷺ بألفين من المسلمين لقتال قبيلتي هوازن وثقيف، وكان جيش المسلمين كبيرًا (حوالي 12,000 مقاتل)، مما جعل بعضهم يغترُّ بقوته ويقول: "لن نُغلب اليوم من قلة".
بدأ القتال، وكانت هوازن قد كمَنَت في أماكن متفرقة من الوادي. عندما دخل المسلمون الوادي، انهالت عليهم السهام من كل مكان، فحصلت مفاجأة وارتباك في الصفوف، وبدأ الكثير من المسلمين في الهرب، حتى قال الراوي: "ولى صحابة النبي ﷺ" أي انهزموا.
سلمة بن الأكوع، الذي كان في مقدمة الجيش، يصف حاله وهو يهرب وقد انحلت ملابسه من شدة السرعة، ويمرُّ على النبي ﷺ الذي كان ثابتًا كالجبل الأشم على بغلته، فيلاحظ النبي ﷺ حالته فيقول بتلطف وحكمة: "لقد رأى ابن الأكوع فزعًا" تعليقًا على هروبه، مما يدل على شدة فراسته ﷺ وطيب تعامله حتى في أحلك الظروف.
ثم يأتي الموقف المعجزي العظيم: عندما أحاط المشركون بالنبي ﷺ وهو ثابت لم يهرب، نزل عن بغلته، وأخذ حفنة من تراب الأرض، ورمى بها تجاه وجوه المشركين قائلاً: "شاهت الوجوه". فلم يصب أحد من المشركين إلا ودخل التراب عينيه، فعميوا وتشتتوا، وهربوا من أثر هذه الحفنة المعجزة. ثم أنزل الله نصره على المسلمين، فعادوا إلى القتال وهزموا المشركين هزيمة ساحقة، وغنموا غنائم كثيرة قسمها النبي ﷺ بعد ذلك بين المسلمين.
3. الدروس المستفادة منه:
● عدم الاغترار بالكثرة والقوة المادية: فقد قال بعض المسلمين يوم حنين: "لن نُغلب اليوم من قلة"، فكانت الهزيمة الأولى درسًا لهم بأن النصر من عند الله وحده.
● ثبات النبي ﷺ وشجاعته: حيث بقي ثابتًا في ساحة المعركة حين فرَّ الكثيرون، وهو قدوة في الشجاعة والثبات على المبدأ.
● التأييد الإلهي بالنصر المعجزي: فالنصر من عند الله، وقد ينزله بأسباب خارقة للعادة كما في حفنة التراب التي هزمت جيشًا بأكمله.
● الفراسة النبوية: حيث علق النبي ﷺ على حال سلمة بن الأكوع بكلمة دالة على فراسته وحكمته.
● التلطف في العتاب: حتى في لحظات الهزيمة والهرب، كان تعليق النبي ﷺ على سلمة برفق ولطف، مما يدل على حسن خلقه.
● جواز الانهزام في الحرب إذا كثر العدو: وهو من الأمور التي تبيحها الشريعة للحفاظ على النفس، بشرط ألا يكون الانهزام سببًا في هزيمة الآخرين.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- غزوة حنين من الغزوات العظيمة التي ذكرها الله تعالى في سورة التوبة في قوله: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [التوبة: 25].
- القبضة التي أخذها النبي ﷺ من التراب كانت معجزة نبوية، حيث لم تصب مسلمًا واحدًا، وملأت عيون جميع المشركين الذين كانوا أمامه.
- هذه الغزوة كانت سببًا في إسلام الكثير من قبيلتي هوازن وثقيف بعد ذلك.
- استعمل النبي ﷺ في هذه الغزوة "الغنائم" كوسيلة
تخريج الحديث
قوله: «ومررت على رسول الله ﷺ منهزمًا»: هذا حال من ابن الأكوع. كما صرّح أولًا بانهزامه، ولم يرد أن النَّبِيّ ﷺ انهزم. ولم ينقل أحد من الصّحابة قطّ أنه انهزم النَّبِي ﷺ في موطن من المواطن، وقد نقلوا إجماع المسلمين على أنه لا يجوز أن يعتقد انهزامه، ولا يجوز ذلك عليه.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 716 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 691 رسول الله ﷺ يدخل الكعبة يوم فتح مكة ويصلي فيها
- 692 أمر النبي بإخراج الأصنام من الكعبة وقال: قاتلهم الله
- 693 من سرق من قريش قطعت يدها
- 694 أمر رسول الله خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى...
- 695 غنمتم يوم الفتح شيئًا؟
- 696 أقام النبي بمكة تسعة عشر يومًا يصلي ركعتين
- 697 صَلَّى النَّبِيُّ ﷺ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ
- 698 إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا
- 699 إِنْ قَدَرْتُمْ عَلَيْهِ فَاقْتُلُوهُ وَلَا تُحْرِقُوهُ بِالنَّارِ
- 700 خالد بن الوليد يهدم العزى
- 701 فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا. فجعلوا يقولون صبأنا، صبأنا
- 702 عنوان الحديث: "هل أنت آخذ بهذه الرمة فقائدي إلى هؤلاء...
- 703 عذرًا رسول الله أما كان فيكم رجل رحيم
- 704 بعث رسول الله ﷺ إلى صفوان بن أمية فسأله أدراعًا
- 705 يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون...
- 706 غزوة حنين وفرار الناس ثم هزيمة المشركين
- 707 من قتل الرجل؟ قال ابن الأكوع، قال له سلبه أجمع
- 708 تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله
- 709 عارية مضمونة حتَّى نؤديها عليك
- 710 أنا النَّبِيّ لا كذب أنا ابن عبد المطلب
- 711 أفررتم يوم حنين؟ قال: لا، والله! ما ولى رسول الله...
- 712 انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط
- 713 ما مع رسول الله ﷺ مائة رجل
- 714 رسول الله ﷺ يقول: "هذا حين حمي الوطيس"
- 715 يا أصحاب سورة البقرة
- 716 استقبل رسول الله ﷺ وجوههم بقبضة تراب
- 717 أعطاني رسول الله ﷺ ما أعطاني وهو أبغض الناس إلي
- 718 يا أصحاب سورة البقرة يا معشر الأنصار
- 719 جزوهم جزا وأومأ بيده إلى الحلق
- 720 خروج النبي مع الصحابة عام حنين
- 721 من قتل قتيلا فله سلبه
- 722 كان رسول الله ﷺ لا يسأل شيئا إلا أعطاه
- 723 ضربت مع النبي ﷺ يوم حنين
- 724 اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه
- 725 إنه قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات، فقال النبي ﷺ:...
- 726 بعث النبي أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقى دريد...
- 727 بَعْثُ جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسٍ يَوْمَ حُنَيْنٍ
- 728 لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ماءه...
- 729 اغدوا على القتال فأصابهم جراح
- 730 عن مخنث يدل على بنت غيلان فقال النبي: لا يدخل...
- 731 فضل من بلغ بسهم في سبيل الله درجة في الجنة
- 732 من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام
- 733 سألنا رسول الله ثلاثًا فلم يرخّص لنا
- 734 اللهم اهد ثقيفًا
- 735 قسم النبي الغنائم في حنين ولم يعط الأنصار شيئا
- 736 يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ
- 737 يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون...
- 738 أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله
- 739 آثر رسول الله ﷺ ناسًا في القسمة يوم حنين
- 740 أعطي أقوامًا لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع
معلومات عن حديث: استقبل رسول الله ﷺ وجوههم بقبضة تراب
📜 حديث: استقبل رسول الله ﷺ وجوههم بقبضة تراب
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: استقبل رسول الله ﷺ وجوههم بقبضة تراب
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: استقبل رسول الله ﷺ وجوههم بقبضة تراب
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: استقبل رسول الله ﷺ وجوههم بقبضة تراب
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








