حديث: جزوهم جزا وأومأ بيده إلى الحلق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

الفتح بعد الهزيمة

عن أنس أن رسول الله ﷺ قال يوم حنين: «جزوهم جزًّا» وأومأ بيده إلى الحلق.

حسن: رواه البزّار - كشف الأستار (١٨٣٠) عن الوليد بن عمر بن سكين - ثنا محمد بن عبد الله بن المثنى، عن أبيه، عن ثمامة، عن أنس فذكره.

عن أنس أن رسول الله ﷺ قال يوم حنين: «جزوهم جزًّا» وأومأ بيده إلى الحلق.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال يوم حنين: «جَزُّواهُمْ جَزًّا» وأومأ بيده إلى الحلق.
(رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني)


1. شرح المفردات:


● «جَزُّواهُمْ»: من الفعل "جَزَّ" أي قص وقَطَع. والمقصود هنا قص شعر رؤوسهم.
● «جَزًّا»: تأكيد للأمر، أي قصوا شعرهم قصًا تامًا.
● «وأومأ بيده إلى الحلق»: أي أشار بيده الشريفة إلى حلقه، مبينًا مكان القص، أي من عند الحلقوم (أعلى العنق)، وهو أقصى ما يمكن قص الشعر.


2. شرح الحديث:


السياق التاريخي:
هذا الحديث ورد في سياق غزوة حنين (في السنة الثامنة للهجرة)، حيث انتصر المسلمون على قبيلتي هوازن وثقيف. وكان من عادة العرب أن يفعله المنتصرون بالأسرى أو المهزومين كعلامة على الذل والهزيمة.
المعنى:
أمر النبي ﷺ أصحابه بقص شعر رؤوس المشركين الذين أسروهم في الغزوة، وأشار إلى الحلق ليبين أن القص يكون من أصل الشعر، أي يحلق تمامًا أو يقص قصًا شديدًا قريبًا من الحلق. وهذا الفعل كان معروفًا عند العرب كإهانة للمهزوم، لإذلالهم وإظهار غلبة المسلمين عليهم.


3. الدروس المستفادة منه:


1- جواز إذلال الكفار المحاربين وإهانتهم: وذلك عند الانتصار عليهم؛ لأنهم أعداء الله ورسوله، وفي ذلك كسر لشوكتهم وردع لهم عن العدوان مرة أخرى.
2- التأسي بالنبي ﷺ في معاملة الأعداء: فكما كان النبي ﷺ رحيمًا بالضعفاء والعزل، كان شديدًا على الأعداء المحاربين، وهذا من عدل الإسلام وحكمته.
3- أن الجزَّ (قص الشعر) كان من أساليب العقاب المعروفة: وقد أبيح في حق المحاربين الكفار؛ لما فيه من إهانتهم دون إيذاء بدني شديد.
4- مراعاة السياق: هذا الحكم خاص بحال الحرب والقتال مع الكفار المحاربين، وليس عامًا في معاملة غير المحاربين أو المعاهدين.


4. معلومات إضافية:


- هذا الفعل (قص الشعر) كان من سنن العرب في الحروب، فأقره النبي ﷺ في هذه الواقعة لما فيه من كسر نفسية العدو.
- ليس في هذا الحديث دليل على جواز التعذيب أو القتل، بل هو仅限于 الإهانة بالجز (قص الشعر)، مما يدل على رحمة الإسلام حتى في معاملة الأعداء.
- ينبغي التفريق بين هذا الموقف وبين معاملة الأسرى تحت سلطان المسلمين اليوم، حيث تحكمهم أنظمة وقوانين دولية.

الخلاصة:
الحديث يدل على جواز إذلال الكفار المحاربين بقص شعر رؤوسهم عند الانتصار عليهم، تأسيًا برسول الله ﷺ، مع مراعاة أن هذا الحكم مرتبط بسياق الحرب والغلبة على العدو.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزّار - كشف الأستار (١٨٣٠) عن الوليد بن عمر بن سكين - ثنا محمد بن عبد الله بن المثنى، عن أبيه، عن ثمامة، عن أنس فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في عبد الله بن المثنى والد محمد - وهو عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وقال الهيثميّ في «المجمع» (٦/ ١٨١): ورجاله ثقات.
وفي الباب ما رُوي عن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيِّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رسول الله ﷺ فِي غَزْوَةِ حُنينٍ، فَسِرْنَا فِي يَوْمٍ قَائِظٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، فَنَزَلْنَا تَحْتَ ظِلالِ الشَّجَرِ، فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ لَبِسْتُ لأْمَتِي، وَرَكِبْتُ فَرَسِي، فَانْطَلَقْتُ إِلَى رسول الله ﷺ وَهُوَ فِي فُسْطَاطِهِ، فَقُلْتُ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، حَانَ الرَّوَاحُ؟ فَقَالَ: «أجل» فقَالَ: «يَا بِلالُ» فَثَارَ مِنْ تَحْتِ سَمُرَةٍ كَأَنَّ ظِلَّهُ ظِلُّ طَائِرٍ، فَقَالَ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَأَنَا فِدَاؤُكَ، فقَالَ: «أَسْرِجْ لِي فَرَسِي»، فأخْرَجَ سَرْجًا دَفَّتَاهُ مِنْ لِيفٍ لَيْسَ فِيهَا أَشَرٌّ وَلا بَطَرٌ، قَالَ: فَأَسْرَجَ. قال: فرَكِبَ وَرَكِبْنا فَصَاففناهُمْ عَشِيّتنَا وَلَيْلَتَنَا فَتَشَامَّتِ الْخَيْلانِ، فَوَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ كَمَا قَالَ اللَّهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «يَا عِبَادَ اللَّهِ! أَنَا عَبْدُ
اللَّهِ وَرَسُولُهُ»، ثُمَّ قَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ! أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ»، ثمّ قَالَ: ثُمَّ اقْتَحَمَ رسول الله ﷺ عَنْ فَرَسِهِ، فَأَخَذَ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ، فَأَخْبَرَنِي الَّذِي كَانَ أَدْنَى إِلَيْهِ مِنِّي: ضَرَبَ به وُجُوهَهُمْ وَقَالَ: «شَاهَتِ الْوجُوهُ»، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ.
قَالَ يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ: فَحَدَّثني أَبْناؤُهُمْ عَنْ آبَائِهِمْ أَنَّهُمْ قَالُوا: لَمْ يَبْقَ مِنَّا أَحَدٌ إِلا امْتَلأَتْ عَيْنَاهُ وَفَمُهُ تُرَابًا وَسَمِعْنَا صَلْصَلَةً بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ كَإِمْرَارِ الْحَدِيدِ عَلَى الطَّسْتِ الْحَدِيدِ.
رواه أحمد (٢٢٤٦٨، ٢٢٤٦٧) واللّفظ له، وأبو داود (٥٢٣٣) والدارمي (٤٢٥٢) مختصرًا - كلّهم من حديث حمّاد بن سلمة، أخبرنا يعلى بن عطاء، عن أبي همّام عبد الله بن يسار، عن أبي عبد الرحمن الفهري قال: فذكره.
قال أبو داود: أبو عبد الرحمن الفهري ليس له إِلَّا هذا الحديث، وهو حديث نبيل جاء به حمّاد بن سلمة.
قال الأعظمي: ولكن في إسناده أبو همام عبد الله بن يسار، قال فيه عليّ بن المديني: هو شيخ مجهول، وكذا قال أبو جعفر الطبريّ.
وأمّا ابن حبَّان فذكره في الثّقات.
كما أن في متنه نكارة، وهي ذكر الفرس لرسول الله ﷺ.
وفي الأحاديث الصحيحة كان على بغلة بيضاء يركض قبل الكفار، وكان عباس آخذ بلجام البغلة، إِلَّا أن يقصد بالفرس البغلة لأن البغلة من نسل الفرس والحمار.
وفي الباب ما رُوي عن يزيد بن عامر السوائي، وكان شهد حنينا مع المشركين، ثمّ أسلم، فنحن نسأل عن الرعب الذي ألقى الله عز وجل في قلوب المشركين يوم حنين كيف كان؟ قال: كان يأخذ لنا الحصاة فيرمي بها الطشت، فيظن قال: كنا نجد في أجوافنا مثل هذا.
وفي لفظ قال: عند انكشافة انكشفها المسلمون يوم حنين، فتبعهم الكفار، فأخذ رسول الله ﷺ قبضة من الأرض، ثمّ أقبل بها على المشركين، فرمى بها في وجوههم فقال: «ارجعوا شاهت الوجوه» قال: فما من أحد يلقى أخاه إِلَّا وهو يشكو القذى، أو يمسح عينيه.
رواه عبد بن حميد (٤٤٠، ٤٣٩) والطَّبرانيّ في الكبير (٢٢/ ٢٣٧) والبيهقي في الدلائل (٥/ ١١٤) كلّهم من حديث سعيد بن السائب الطائفي، حدثني أبي: السائب بن يسار، قال: سمعت يزيد بن عامر السوائي، وكان شهد حنينًا، فذكره وفيه السائب بن يسار ذكره البخاريّ في التاريخ الكبير ولم يقل فيه شيئًا. وذكره ابن حبَّان في تقاته وقال: يُروي عن يزيد المراسيل، ولم أقف على توثيق أحد، وأمّا قول الهيثميّ في «المجمع» (٦/ ١٨٣): «رجاله ثقات» فهو اعتمادًا على توثيق ابن حبَّان.
وقد رُوي عن أنس بن مالك قال: التقى يوم حنين أهل مكة وأهل المدينة، واشتد القتال، فولوا مدبرين فندب رسول الله ﷺ الأنصار فقال: «يا معشر المسلمين أنا رسول الله» فقالوا: إليك، والله
جئنا فنكسوا رؤوسهم ثمّ قاتلوا حتَّى فتح الله عليهم.
رواه الحاكم (٣/ ٤٨) من حديث مبارك بن فضالة، ثنا الحسن، عن أنس بن مالك فذكره. وقال: صحيح الإسناد.
قال الأعظمي: ولكن فيه الحسن وهو الإمام المشهور مدلِّس لم يصرح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 719 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: جزوهم جزا وأومأ بيده إلى الحلق

  • 📜 حديث: جزوهم جزا وأومأ بيده إلى الحلق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: جزوهم جزا وأومأ بيده إلى الحلق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: جزوهم جزا وأومأ بيده إلى الحلق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: جزوهم جزا وأومأ بيده إلى الحلق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب