حديث: ضربت مع النبي ﷺ يوم حنين
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
آثار ضربة حنين في يد ابن أبي أوفى
صحيح: أخرجه البخاريّ في المغازي (٤٣١٤) عن محمد بن عبد الله بن نمير، حَدَّثَنَا يزيد بن هارون أخبرنا إسماعيل قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب «الجهاد والسير»، باب «الضرب في سبيل الله»، ورواه الإمام مسلم في صحيحه أيضاً. وهو حديث قصير في لفظه، عظيم في معناه، يحكي قصة صحابي جليل وأثر من آثار جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أولاً. شرح المفردات:
* ابن أبي أوفى: هو الصحابي الجليل عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي رضي الله عنه، من أصحاب بيعة الرضوان، شهد الخندق وما بعدها من الغزوات، وتوفي بالكوفة آخر من بقي من أهل بيعة الرضوان.
* ضربة: أي أثر جرح أو قطع في يده من ضربة بسيف أو غيره في القتال.
* يوم حنين: هي الغزوة المعروفة التي وقعت في السنة الثامنة للهجرة بعد فتح مكة، بين المسلمين وقبيلتي هوازن وثقيف، وكانت فيها هزيمة أولى للمسلمين بسبب الإعجاب بالكثرة، ثم كانت العاقبة والنصر للمؤمنين بتأييد الله ثم بثبات النبي صلى الله عليه وسلم.
* قَبْلَ ذَلِكَ: أي قبل غزوة حنين.
ثانياً. شرح الحديث:
يُحَدِّثُ الراوي إسماعيل بن أبي خالد أنه رأى على يد الصحابي عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أثر جرح غائر (ضربة). فسأله مستغرباً: «أهذه الضربة من جراء قتالك في غزوة حنين؟» فأجابه ابن أبي أوفى: «كلا، بل هي أقدم من ذلك، فقد ضُربتُها وأنا أقاتن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة سابقة على حنين».
ومعنى هذا أن الصحابي الجليل كان يحمل على يده وساماً من أوسمة الشجاعة والبطولة، ناله في معركة جاهد فيها تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يفخر بهذا الأثر ويعدّه شاهداً على صحبته وجهاده مع رسول الله.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- فخر الصحابة بالجهاد مع النبي ﷺ: كان الصحابة رضي الله عنهم يعدون المشاركة في الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم شرفاً عظيماً لا يدانيه شرف، وكانت آثار الجروح التي تنالهم في سبيل الله بمثابة ميداليات يفتخرون بها طوال حياتهم، فهي دليل على صدق إيمانهم وتضحيتهم.
2- أن الجهاد ذروة سنام الإسلام: هذه القصة تظهر المكانة السامية للجهاد في سبيل الله عند السلف الصالح، وكيف أنهم كانوا يسارعون إليه ويبذلون أرواحهم وأموالهم في نصرة دين الله.
3- التواضع وعدم الفخر بالكثرة: غزوة حنين كانت فيها كثرة في عدد المسلمين، حتى قال بعضهم: «لن نغلب اليوم من قلة»، فكانت الهزيمة الأولى عقاباً على هذه النفخة. أما الغزوات السابقة مثل بدر وأحد والخندق فكان المسلمون فيها قلة مستضعفين. إجابة ابن أبي أوفى «قبل ذلك» توحي بأن الجهاد في زمن القلة والشدة أعظم أجراً وأسمى مكانةً من الجهاد في زمن القوة والكثرة. فهو يفخر بضربته التي نالها وهو في جيش قليل العدد، قبل أن يفتح الله على المسلمين وتكثر صفوفهم.
4- التأريخ بالحدث العظيم: كان الصحابة يؤرخون بأعظم الأحداث في حياتهم، وهي الغزوات مع رسول الله، فقوله «قبل ذلك» يعني قبل حنين، مما يدل على أن غزوة حنين كانت محفورة في أذهانهم ومرجعاً زمنياً مهماً.
رابعاً. معلومات إضافية:
* لم يحدد ابن أبي أوفى رضي الله عنه في هذه الرواية الغزوة التي أصيب فيها بهذه الضربة، مما يترك مجالاً للاحتمال أنها في إحدى الغزوات الصعبة مثل أحد أو الخندق أو غيرها.
* هذا الحديث من الأمثلة الواضحة على الفوائد السلوكية التي نستقيها من سير الصحابة، فهي ليست مجرد سرد تاريخي، بل هي نبراس نهتدي به في حبنا للدين وافتخارنا بالانتماء إليه والتضحية في سبيله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
ورواه الإمام أحمد (١٩١٣١) عن يزيد بن هارون مطولًا.
فقال فيه عبد الله بن أبي أوفى: اعتمر النَّبِيّ ﷺ فطاف بالبيت، وطفنا معه، وصلى خلف المقام، وصلينا معه، ثمّ خرج فطاف بين الصفا والمروة، ونحن معه نستره من أهل مكة، لا يرميه أحد، أو يصيبه أحد بشيء، قال: فدعا على الأحزاب فقال: «اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، هازم الأحزاب، الفهم اهزمهم وزلزلهم» قال: ورأيت بيده ضربة على ساعد فقلت: ما هذه؟ قال: ضربتها يوم حنين، فقلت له: أشهدت معه حنينًا؟ قال: نعم وقبل ذلك.
وقوله: قبل ذلك، معناه: أي شهدت حنينًا وكذلك ما قبل حنين من المشاهد.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 723 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 698 إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا
- 699 إِنْ قَدَرْتُمْ عَلَيْهِ فَاقْتُلُوهُ وَلَا تُحْرِقُوهُ بِالنَّارِ
- 700 خالد بن الوليد يهدم العزى
- 701 فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا. فجعلوا يقولون صبأنا، صبأنا
- 702 عنوان الحديث: "هل أنت آخذ بهذه الرمة فقائدي إلى هؤلاء...
- 703 عذرًا رسول الله أما كان فيكم رجل رحيم
- 704 بعث رسول الله ﷺ إلى صفوان بن أمية فسأله أدراعًا
- 705 يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون...
- 706 غزوة حنين وفرار الناس ثم هزيمة المشركين
- 707 من قتل الرجل؟ قال ابن الأكوع، قال له سلبه أجمع
- 708 تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله
- 709 عارية مضمونة حتَّى نؤديها عليك
- 710 أنا النَّبِيّ لا كذب أنا ابن عبد المطلب
- 711 أفررتم يوم حنين؟ قال: لا، والله! ما ولى رسول الله...
- 712 انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط
- 713 ما مع رسول الله ﷺ مائة رجل
- 714 رسول الله ﷺ يقول: "هذا حين حمي الوطيس"
- 715 يا أصحاب سورة البقرة
- 716 استقبل رسول الله ﷺ وجوههم بقبضة تراب
- 717 أعطاني رسول الله ﷺ ما أعطاني وهو أبغض الناس إلي
- 718 يا أصحاب سورة البقرة يا معشر الأنصار
- 719 جزوهم جزا وأومأ بيده إلى الحلق
- 720 خروج النبي مع الصحابة عام حنين
- 721 من قتل قتيلا فله سلبه
- 722 كان رسول الله ﷺ لا يسأل شيئا إلا أعطاه
- 723 ضربت مع النبي ﷺ يوم حنين
- 724 اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه
- 725 إنه قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات، فقال النبي ﷺ:...
- 726 بعث النبي أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقى دريد...
- 727 بَعْثُ جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسٍ يَوْمَ حُنَيْنٍ
- 728 لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ماءه...
- 729 اغدوا على القتال فأصابهم جراح
- 730 عن مخنث يدل على بنت غيلان فقال النبي: لا يدخل...
- 731 فضل من بلغ بسهم في سبيل الله درجة في الجنة
- 732 من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام
- 733 سألنا رسول الله ثلاثًا فلم يرخّص لنا
- 734 اللهم اهد ثقيفًا
- 735 قسم النبي الغنائم في حنين ولم يعط الأنصار شيئا
- 736 يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ
- 737 يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون...
- 738 أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله
- 739 آثر رسول الله ﷺ ناسًا في القسمة يوم حنين
- 740 أعطي أقوامًا لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع
- 741 أعطاني رسول الله حتى صار أحب الناس إلي
- 742 أعطى رسول الله ﷺ أبا سفيان وصفوان وعيينة والأقرع مائة...
- 743 إن إخوانكم قد جاءونا تائبين، وإني قد رأيت أن أرد...
- 744 من تمسك بشيء من الفيء فله ستة فرائض
- 745 عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ وَهْوَ نَازِلٌ...
- 746 منع الله النبي ﷺ من سراقة بن مالك
- 747 اعتمر النبي أربع عمر كلهن في ذي القعدة
معلومات عن حديث: ضربت مع النبي ﷺ يوم حنين
📜 حديث: ضربت مع النبي ﷺ يوم حنين
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ضربت مع النبي ﷺ يوم حنين
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ضربت مع النبي ﷺ يوم حنين
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ضربت مع النبي ﷺ يوم حنين
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








