حديث: أما أهل السعادة فيُيَسرون لعمل السعادة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في أمر قد فُرغ منه، وكلٌّ مُيسَّر لما خُلق له

عن علي قال: كنّا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا النّبيُّ ﷺ فقعد، وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكّس فجعل ينكتُ بمخصرته، ثم قال: «ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلّا كُتب مكانُها من الجنّة والنّار، وإلّا قد كُتبتْ شقية أو سعيدة». فقال رجل: يا رسول اللَّه أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، فَمَنْ كان منّا من أهل السّعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، وأمّا مَنْ كان مِنّا من أهل الشّقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشّقاوة؟ قال: «أما أهل السعادة فيُيَسَّرون لعمل السّعادة، وأمّا أهلُ الشّقاوة فيُيَسَّرون لعمل الشّقاوة». ثم قرأ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى﴾ الآية [سورة الليل: ٥].

متفق عليه: رواه البخاريّ في الجنائز (١٣٦٢)، ومسلم في القدر (٢٦٤٧) كلاهما من حديث جرير، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن عليّ، فذكره، واللّفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم نحوه.

عن علي قال: كنّا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا النّبيُّ ﷺ فقعد، وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكّس فجعل ينكتُ بمخصرته، ثم قال: «ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلّا كُتب مكانُها من الجنّة والنّار، وإلّا قد كُتبتْ شقية أو سعيدة». فقال رجل: يا رسول اللَّه أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، فَمَنْ كان منّا من أهل السّعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، وأمّا مَنْ كان مِنّا من أهل الشّقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشّقاوة؟ قال: «أما أهل السعادة فيُيَسَّرون لعمل السّعادة، وأمّا أهلُ الشّقاوة فيُيَسَّرون لعمل الشّقاوة». ثم قرأ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى﴾ الآية [سورة الليل: ٥].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتمدين لدى أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كُنَّا في جَنَازَةٍ في بَقِيعِ الغَرْقَدِ، فَأَتَانَا النَّبِيُّ ﷺ فَقَعَدَ، وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ فَنَكَّسَ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلَّا كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَإِلَّا قَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً». فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نَتَكَلُّ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ، فَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ؟ قَالَ: «أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ الشَّقَاوَةِ». ثُمَّ قَرَأَ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى﴾ الْآيَةَ [سورة الليل: ٥].


1. شرح المفردات:


● بَقِيعِ الغَرْقَدِ: مقبرة أهل المدينة المنورة في عهد النبي ﷺ.
● مِخْصَرَةٌ: عصا صغيرة كان يتوكأ عليها النبي ﷺ.
● نَكَّسَ: أمال رأسه إلى الأرض تأملًا وتفكرًا.
● يَنْكُتُ: يضرب برفق بأصبع العصا على الأرض.
● نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ: كل إنسان خُلق ونفخ فيه الروح.
● شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً: مكتوب في الأزل أنها من أهل الشقاوة أو السعادة.
● نَتَكَلُّ: نعتمد ونسلم الأمر.
● يُيَسَّرُونَ: يُهيَّؤون ويُوفَّقون لفعل العمل.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي ﷺ أصحابه وهم في مقبرة البقيع -مكان يذكر بالآخرة- أن كل إنسان قد كُتب في اللوح المحفوظ مكانه في الجنة أو النار، وكُتب أنه شقي أو سعيد. وهذا قدر سابق علمه الله تعالى. فسأل أحد الصحابة: إذا كان الأمر قد كُتب وقُضي، فلماذا نعمل؟ أفلا نعتمد على هذا القضاء وندع العمل؟ فأجاب النبي ﷺ بأن الأمر ليس بهذه البساطة؛ فالله تعالى ييسر كل إنسان لما خُلق له، فيوفق أهل السعادة لأعمال السعادة (الطاعة)، ويهيئ أهل الشقاوة لأعمال الشقاوة (المعصية)، والعمل هو علامة على ما كتب للإنسان، وليس العكس. ثم استشهد بالآية الكريمة التي تبين أن الجزاء من جنس العمل.


3. الدروس المستفادة والعقائدية:


1- الإيمان بالقدر خيره وشره: من أركان الإيمان الستة الإيمان بالقدر، وهو يتضمن الإيمان بعلم الله الأزلي، وكتابته في اللوح المحفوظ، ومشيئته النافذية، وخلقه لأفعال العباد. وهذا الحديث أصل في هذا الباب.
2- الرد على شبهة الجبر: يظن بعض الناس أن الإيمان بالقدر يعني الجبر وعدم الاختيار، ولكن النبي ﷺ بين أن للعبد إرادة واختيارًا، ولكن تيسيره للخير أو الشر هو بمشيئة الله تعالى، والعبد محاسب على اختياره. فالعمل ظاهر القدر، والله تعالى يعلم ما سيكون عليه العبد.
3- التحذير من الاتكال وترك العمل: نهى النبي ﷺ عن فهم القدر فهمًا خاطئًا يؤدي إلى التكاسل عن الطاعة أو التجرؤ على المعصية under the pretext that "الأمر مكتوب". بل يجب على المسلم أن يجتهد في عمل الصالحات ويسأل الله التوفيق، ولا يعلم أي المصيرين هو له.
4- التيسير لطريق الخير أو الشر: من يصدق في طلب الهداية ييسره الله لها، ومن يُصر على الضلالة يختم الله على قلبه، كما قال تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام:110]. والتيسير جزء من العدل الإلهي.
5- الحكمة من ذكر القدر في المقبرة: المواضع التي تذكر بالآخرة تذكر العبد بحقيقة الدنيا والموت والقبر والحساب، فتجعله يتفكر في مصيره ويجتهد في عمل الصالحات.
6- الاستدلال بالقرآن على صحة السنة: استشهد النبي ﷺ بقوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَد
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجنائز (١٣٦٢)، ومسلم في القدر (٢٦٤٧) كلاهما من حديث جرير، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن عليّ، فذكره، واللّفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم نحوه.
وفي رواية عندهما: «اعملوا كلٌّ مُيسَّرٌ لما خُلق له».
وقوله: «مِخْصرة» أي عصا خفيفة.
وقوله: «نفس منفوسة» أي مولودة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 986 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أما أهل السعادة فيُيَسرون لعمل السعادة

  • 📜 حديث: أما أهل السعادة فيُيَسرون لعمل السعادة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أما أهل السعادة فيُيَسرون لعمل السعادة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أما أهل السعادة فيُيَسرون لعمل السعادة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أما أهل السعادة فيُيَسرون لعمل السعادة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب