حديث: أما أهل السعادة فيُيَسرون لعمل السعادة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في أمر قد فُرغ منه، وكلٌّ مُيسَّر لما خُلق له
متفق عليه: رواه البخاريّ في الجنائز (١٣٦٢)، ومسلم في القدر (٢٦٤٧) كلاهما من حديث جرير، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن عليّ، فذكره، واللّفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم نحوه.
![عن علي قال: كنّا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا النّبيُّ ﷺ فقعد، وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكّس فجعل ينكتُ بمخصرته، ثم قال: «ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلّا كُتب مكانُها من الجنّة والنّار، وإلّا قد كُتبتْ شقية أو سعيدة». فقال رجل: يا رسول اللَّه أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، فَمَنْ كان منّا من أهل السّعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، وأمّا مَنْ كان مِنّا من أهل الشّقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشّقاوة؟ قال: «أما أهل السعادة فيُيَسَّرون لعمل السّعادة، وأمّا أهلُ الشّقاوة فيُيَسَّرون لعمل الشّقاوة». ثم قرأ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى﴾ الآية [سورة الليل: ٥]. عن علي قال: كنّا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا النّبيُّ ﷺ فقعد، وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكّس فجعل ينكتُ بمخصرته، ثم قال: «ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلّا كُتب مكانُها من الجنّة والنّار، وإلّا قد كُتبتْ شقية أو سعيدة». فقال رجل: يا رسول اللَّه أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، فَمَنْ كان منّا من أهل السّعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، وأمّا مَنْ كان مِنّا من أهل الشّقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشّقاوة؟ قال: «أما أهل السعادة فيُيَسَّرون لعمل السّعادة، وأمّا أهلُ الشّقاوة فيُيَسَّرون لعمل الشّقاوة». ثم قرأ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى﴾ الآية [سورة الليل: ٥].](img/Hadith/hadith_1009.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتمدين لدى أهل السنة والجماعة:
الحديث:
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كُنَّا في جَنَازَةٍ في بَقِيعِ الغَرْقَدِ، فَأَتَانَا النَّبِيُّ ﷺ فَقَعَدَ، وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ فَنَكَّسَ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلَّا كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَإِلَّا قَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً». فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نَتَكَلُّ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ، فَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ؟ قَالَ: «أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ الشَّقَاوَةِ». ثُمَّ قَرَأَ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى﴾ الْآيَةَ [سورة الليل: ٥].
1. شرح المفردات:
● بَقِيعِ الغَرْقَدِ: مقبرة أهل المدينة المنورة في عهد النبي ﷺ.
● مِخْصَرَةٌ: عصا صغيرة كان يتوكأ عليها النبي ﷺ.
● نَكَّسَ: أمال رأسه إلى الأرض تأملًا وتفكرًا.
● يَنْكُتُ: يضرب برفق بأصبع العصا على الأرض.
● نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ: كل إنسان خُلق ونفخ فيه الروح.
● شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً: مكتوب في الأزل أنها من أهل الشقاوة أو السعادة.
● نَتَكَلُّ: نعتمد ونسلم الأمر.
● يُيَسَّرُونَ: يُهيَّؤون ويُوفَّقون لفعل العمل.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر النبي ﷺ أصحابه وهم في مقبرة البقيع -مكان يذكر بالآخرة- أن كل إنسان قد كُتب في اللوح المحفوظ مكانه في الجنة أو النار، وكُتب أنه شقي أو سعيد. وهذا قدر سابق علمه الله تعالى. فسأل أحد الصحابة: إذا كان الأمر قد كُتب وقُضي، فلماذا نعمل؟ أفلا نعتمد على هذا القضاء وندع العمل؟ فأجاب النبي ﷺ بأن الأمر ليس بهذه البساطة؛ فالله تعالى ييسر كل إنسان لما خُلق له، فيوفق أهل السعادة لأعمال السعادة (الطاعة)، ويهيئ أهل الشقاوة لأعمال الشقاوة (المعصية)، والعمل هو علامة على ما كتب للإنسان، وليس العكس. ثم استشهد بالآية الكريمة التي تبين أن الجزاء من جنس العمل.
3. الدروس المستفادة والعقائدية:
1- الإيمان بالقدر خيره وشره: من أركان الإيمان الستة الإيمان بالقدر، وهو يتضمن الإيمان بعلم الله الأزلي، وكتابته في اللوح المحفوظ، ومشيئته النافذية، وخلقه لأفعال العباد. وهذا الحديث أصل في هذا الباب.
2- الرد على شبهة الجبر: يظن بعض الناس أن الإيمان بالقدر يعني الجبر وعدم الاختيار، ولكن النبي ﷺ بين أن للعبد إرادة واختيارًا، ولكن تيسيره للخير أو الشر هو بمشيئة الله تعالى، والعبد محاسب على اختياره. فالعمل ظاهر القدر، والله تعالى يعلم ما سيكون عليه العبد.
3- التحذير من الاتكال وترك العمل: نهى النبي ﷺ عن فهم القدر فهمًا خاطئًا يؤدي إلى التكاسل عن الطاعة أو التجرؤ على المعصية under the pretext that "الأمر مكتوب". بل يجب على المسلم أن يجتهد في عمل الصالحات ويسأل الله التوفيق، ولا يعلم أي المصيرين هو له.
4- التيسير لطريق الخير أو الشر: من يصدق في طلب الهداية ييسره الله لها، ومن يُصر على الضلالة يختم الله على قلبه، كما قال تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام:110]. والتيسير جزء من العدل الإلهي.
5- الحكمة من ذكر القدر في المقبرة: المواضع التي تذكر بالآخرة تذكر العبد بحقيقة الدنيا والموت والقبر والحساب، فتجعله يتفكر في مصيره ويجتهد في عمل الصالحات.
6- الاستدلال بالقرآن على صحة السنة: استشهد النبي ﷺ بقوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَد
تخريج الحديث
وفي رواية عندهما: «اعملوا كلٌّ مُيسَّرٌ لما خُلق له».
وقوله: «مِخْصرة» أي عصا خفيفة.
وقوله: «نفس منفوسة» أي مولودة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 986 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 961 لا يؤمن المرء حتى يؤمن بالقدر خيره وشره
- 962 ما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه...
- 963 العين حق وإذا استُغسلْتُم فأغسلوا
- 964 العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين
- 965 ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك
- 966 خلق القلم اول ما خلق الله وامره بكتابة كل شيء
- 967 أول ما خلق الله تعالى القلم
- 968 أول من تكلم في القدر معبد الجهني
- 969 جاء مشركو قريش يخاصمون رسول الله في القدر
- 970 تضربون القرآن بعضه ببعض بهذا هلكت الأمم قبلكم
- 971 أخر الكلام في القدر لشرار هذه الأمة
- 972 يكون في أمّتي مَسْخٌ وخَسْف وقَذْف، وذلك في أهل القدر
- 973 إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً
- 974 الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره
- 975 إن الله وكل بالرحم ملكا يقول: يا رب نطفة، يا...
- 976 يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين ليلة
- 977 النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ثم يتصور عليها الملك
- 978 إذا أراد الله أن يخلق النسمة قال ملك الأرحام أذكر...
- 979 إذا دخلت النطفة في الرحم أربعين ليلة أتى ملك النفس
- 980 الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من سعد في...
- 981 الشقي من شقي في بطن أمه
- 982 كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش، إن رحمتي غلبت...
- 983 كان الله ولم يكن شيء غيره
- 984 مقادير الخلائق مكتوبة قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة
- 985 آيتان ختم بهما سورة البقرة لا يقرآن في دار ثلاث...
- 986 أما أهل السعادة فيُيَسرون لعمل السعادة
- 987 أيعرف أهل الجنة من أهل النار؟
- 988 العمل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير
- 989 ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى...
- 990 كل امرئ مهيأ لما خلق له
- 991 كل ميسر لما كتب له وعليه
- 992 اعملوا فكل ميسر لما خلق له
- 993 سألت الله لآجال مضروبة وأيام معدودة وأرزاق مقسومة
- 994 اتقوا الله وأجملوا في الطلب
- 995 أجملوا في طلب الدنيا فإن كل ميسر لما كتب له
- 996 خلق الله كل نفس، فكتب حياتها، وموتها، ومصيباتها، ورزقها
- 997 فرغ الله إلى كل عبد من خمس
- 998 رأى تمرة عائرة فأعطاها سائلا وقال: لو لم تأتها لأتتك
- 999 هي من قدر الله
- 1000 لا يأتي ابن آدم النذر بشيء لم يكن قد قدر...
- 1001 إنه لا يرد شيئًا وإنما يستخرج به من البخيل
- 1002 الدعاء يرد القدر
- 1003 لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا...
- 1004 يُحرم الرجل الرزق بالذنب
- 1005 نفر من قدر الله إلى قدر الله
- 1006 عصفور من عصافير الجنة
- 1007 رجل أصم لا يسمع، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات...
- 1008 خلق خلقه في ظلمة فألقى عليهم من نوره
- 1009 الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا
- 1010 خلق الله آدم من قبضة من جميع الأرض
معلومات عن حديث: أما أهل السعادة فيُيَسرون لعمل السعادة
📜 حديث: أما أهل السعادة فيُيَسرون لعمل السعادة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أما أهل السعادة فيُيَسرون لعمل السعادة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أما أهل السعادة فيُيَسرون لعمل السعادة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أما أهل السعادة فيُيَسرون لعمل السعادة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








