حديث: من قضيت له من حق أخيه شيئًا فلا يأخذ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٨٨)﴾

عن أم سلمة، عن النبي ﷺ قال: «إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون، ولعل
بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، وأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له من حق أخيه شيئًا فلا يأخذ، فإنما أقطع له قطعة من النار».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحيل (٦٩٦٧) ومسلم في الأقضية (١٧١٣) كلاهما من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة، قالت: فذكرته، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

عن أم سلمة، عن النبي ﷺ قال: «إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون، ولعل
بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، وأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له من حق أخيه شيئًا فلا يأخذ، فإنما أقطع له قطعة من النار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يوضح فيه طبيعة القضاء البشري ويحذر من عواقب أخذ الحقوق بالباطل. وإليك الشرح المفصل:

الحديث بتمامه:


عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَأَقْضِيَ لَهُ عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا فَلَا يَأْخُذْهُ، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ».
[أخرجه البخاري (2458) ومسلم (1713)]


1. شرح المفردات:


● بَشَرٌ: إنسان، ليس بمَلَكٍ يعلم الغيب، قد يخفى عليه بعض الأمور.
● تَخْتَصِمُونَ: تترافعون وتتقاضون عندي في الخصومات والحقوق.
● أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ: أبلغَ في حجته وأقدر على تصويرها وعرضها بصورة مقنعة. (اللحن: الفطنة والبراعة في إقامة الحجة).
● عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ: بناءً على ما يصل إلى سماعي من بينات وحجج، وليس بناءً على علم الغيب.
● فَلَا يَأْخُذْهُ: فلا يأخذ ذلك الشيء الذي حكمت له به، مع علمه أنه ليس من حقه.
● أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ: أي أن ما يأخذه ليس مالاً حلالاً، بل هو جزء من عذاب النار، يكون وبالاً عليه يوم القيامة.


2. شرح الحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث طبيعة القضاء البشري، فيقول:
● «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ»: هذا تواضع عظيم منه صلى الله عليه وسلم، وتذكير للأمة بأن حكمه في الخصومات الدنيوية قائم على الظاهر والبينات التي تقدم له، وليس على علم الغيب. فالحكم على الظاهر للقاضي، والباطن لله تعالى.
● «وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ»: أي أن الناس يختلفون في قدراتهم؛ فمنهم من يكون فصيحاً لبقاً، قادراً على صياغة حجته وعرضها بأقوى صورة، حتى ولو كان على باطل. ومنهم العاجز عن إظهار حقه، وإن كان محقاً.
● «فَأَقْضِيَ لَهُ عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ»: فحكمي صلى الله عليه وسلم – وهو المعصوم في تبليغ الشرع – في هذه القضايا الدنيوية الخاضعة للاجتهاد مبني على ما يظهر لي من أدلة وشهادات وحجج. وهذا من عدله صلى الله عليه وسلم، حيث يحكم بالظاهر ويوكل السرائر إلى الله.
● «فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا فَلَا يَأْخُذْهُ»: هنا التحذير الأعظم والوصية العظيمة. فإذا حكم القاضي لشخص بحق، وهو يعلم في نفسه أنه ليس من حقه، وأن أخاه المسلم هو صاحب الحق الحقيقي، فلا يحل له أن يأخذه.
● «فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ»: هذه الصيغة شديدة الوعيد. فما يحصل عليه من مال بهذه الطريقة – وهي أكل حق الغير بالباطل – ليس ربحاً ولا غنيمة، بل هو جمرة من نار، ستكون عليه حسرة وندامة وعذاباً يوم القيامة. فهو يأكل النار بصورة مال حرام.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- بيان بشريَّة النبي صلى الله عليه وسلم: فهو بشر يوحى إليه، لكن في أمور القضاء الدنيوي يحكم بالظاهر والبينات، وهذا من كمال عدله.
2- أهمية النية والباطن: الإسلام لا ينظر للظاهر فقط، بل يربط الحكم بالنية والضمير. فحكم القاضي لا يحلِّل الحرام ولا يحرِّم الحلال، بل يفصل في الخصومة حسب الأدلة.
3- تحريم أكل أموال الناس بالباطل: هذا الحديث تأكيد عظيم على تحريم أخذ مال الغير بالحيل والاحتيال على القضاء، أو بشهادة الزور، أو بتزوير المستندات.
4- التحذير من التلاعب في القضاء: فيه تحذير للمتقاضين من التماس الحيل والكذب لإقناع القاضي، وتحذير للقضاة من أن يغتروا ببلاغة الخصوم دون تمحيص.
5- مسؤولية المسلم تجاه أخيه: المسؤولية هنا تقع على عاتق من يعلم أنه أخذ حق غيره. فيجب عليه أن يتقي الله ويرد الحق إلى صاحبه، ولا يغتر بحكم القاضي.
6- عظم خطر الحرام: شبه النبي صلى الله عليه وسلم المال الحرام الذي يؤخذ بهذه الطريقة بقطعة من النار، ليعظّم حرمته في نفوس المؤمنين.

### 4. معلومات إضافية مف
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحيل (٦٩٦٧) ومسلم في الأقضية (١٧١٣) كلاهما من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة، قالت: فذكرته، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 110 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من قضيت له من حق أخيه شيئًا فلا يأخذ

  • 📜 حديث: من قضيت له من حق أخيه شيئًا فلا يأخذ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من قضيت له من حق أخيه شيئًا فلا يأخذ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من قضيت له من حق أخيه شيئًا فلا يأخذ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من قضيت له من حق أخيه شيئًا فلا يأخذ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب