حديث: الميراث كان للمهاجري من الأنصاري دون ذوي رحمه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (٣٣)﴾

عن ابن عباس: ﴿وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ﴾ قال: ورثة. ﴿وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجريُّ الأنصاريَّ دون ذوي رحمه، للأخوة التي آخى النبي ﷺ بينهم، فلما نزلت: ﴿وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ﴾ من النصر والرفادة
والنصيحة، وقد ذهب الميراث، ويوصي له.

صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٨٠) عن الصلت بن محمد، حدّثنا أبو أسامة، عن إدريس، عن طلحة بن مصرف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس: ﴿وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ﴾ قال: ورثة. ﴿وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجريُّ الأنصاريَّ دون ذوي رحمه، للأخوة التي آخى النبي ﷺ بينهم، فلما نزلت: ﴿وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ﴾ من النصر والرفادة
والنصيحة، وقد ذهب الميراث، ويوصي له.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأشرح هذا الأثر الوارد عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، والذي يفسر به آيتين من كتاب الله تعالى، وذلك وفق منهج أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● مَوَالِيَ: جمع مولى، والمقصود به هنا الورثة، أي الذين يتولون أمر الميت من بعده فيحوزون ميراثه.
● عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ: أي الحلف باليمين والعهد الذي تم بين المهاجرين والأنصار.
● المهاجري: هو الذي هاجر من مكة إلى المدينة.
● الأنصاري: هو من أهل المدينة الذين نصروا رسول الله ﷺ وآووه.
● النصر والرفادة والنصيحة: النصر: المعونة والحماية، الرفادة: الإعانة المالية، النصيحة: الإخلاص في المشورة والتعاون.


ثانياً. شرح الحديث والأثر:


هذا الأثر يرويه ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى:
{وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} [النساء: 33].
وخلاصة الشرح كما يلي:
1- قبل نزول الآية: عندما قدم المهاجرون المدينة، كانوا فقراء لا أموال لهم، فآخى النبي ﷺ بينهم وبين الأنصار، فصار المهاجر يرث من أخيه الأنصاري - الذي آخاه النبي ﷺ - دون أقاربه من العصبة أو ذوي الرحم، وذلك بناء على هذه المؤاخاة.
2- بعد نزول الآية: بينت الآية أن الميراث محصور في القرابات (الوالدين والأقربين)، وأبطلت الميراث بالحلف والمؤاخاة، لكن بقيت حقوق أخرى غير الميراث، وهي: النصر والرفادة والنصيحة، أي أن صلة الحلف والعهد باقية في غير الميراث، من حيث التعاون والبر والإحسان.
3- الوصية لهم: ذهب الميراث بالحلف، لكن أبيح للرجل أن يوصي لمن عقد معه يميناً بنسبة من ماله (في حدود الثلث)، تكريماً لهذه الصلة.


ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- أن الميراث محدد بالقرابة الشرعية، ولا تثبت ولاية الميراث بمجرد الحلف أو المؤاخاة، عملاً بقوله تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [الأنفال: 75].
2- الحلف والعهد لهما مكانة في الإسلام، لكن لا يتركان أحكاماً تتعارض مع النصوص الشرعية الثابتة.
3- جواز الوصية لغير الوارث بما لا يزيد عن الثلث، تشريفاً لصلة الأخوة والتعاون.
4- مرونة التشريع الإسلامي حيث كان هناك تدرج في الأحكام، فنسخ ما كان ثابتاً أولاً بالمؤاخاة، وأبقى على الحقوق المعنوية والمادية الأخرى.


رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الأثر رواه الإمام البخاري في "صحيحه" معلقاً، ووصله غيره.
- المؤاخاة التي تمت بين المهاجرين والأنصار كانت من أعظم مظاهر التكافل الاجتماعي في تاريخ الإسلام.
- استمرار الحقوق غير المالية بين المتحالفين يدل على أن الإسلام يحافظ على الروابط الاجتماعية حتى لو تغيرت بعض الأحكام التكليفية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٨٠) عن الصلت بن محمد، حدّثنا أبو أسامة، عن إدريس، عن طلحة بن مصرف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره. ثم قال البخاري: «سمع أبو أسامة إدريس، وسمع إدريس طلحة».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فقد رواه في الفرائض (٦٧٢٧) عن إسحاق بن إبراهيم قال: قلت لأبي أسامة، حدَّثَكم إدريس، حدّثنا طلحة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكر نحوه.
ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره عن أبي سعيد الأشج، حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا إدريس الأودي، أخبرني طلحة بن مصرف، عن سعيد به نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 285 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الميراث كان للمهاجري من الأنصاري دون ذوي رحمه

  • 📜 حديث: الميراث كان للمهاجري من الأنصاري دون ذوي رحمه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الميراث كان للمهاجري من الأنصاري دون ذوي رحمه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الميراث كان للمهاجري من الأنصاري دون ذوي رحمه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الميراث كان للمهاجري من الأنصاري دون ذوي رحمه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب