حديث: عن امرأة سألت النبي عن أجر العمل للنساء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (٣٢)﴾

عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ﴾ قال: أتت امرأة النبي ﷺ فقالت: يا نبي اللَّه، للذكر مثل حظ الأنثيين، وشهادة امرأتين برجل، أفنحن في العمل هكذا، إن عملت امرأة حسنة كتبت له نصف حسنة؛ فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية: ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا﴾ فإنه عدل مني وأنا صنعته.

حسن: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٩٣٥) والضياء في المختارة (١٠/ ١١٦ - ١١٧) كلاهما من حديث الأشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ﴾ قال: أتت امرأة النبي ﷺ فقالت: يا نبي اللَّه، للذكر مثل حظ الأنثيين، وشهادة امرأتين برجل، أفنحن في العمل هكذا، إن عملت امرأة حسنة كتبت له نصف حسنة؛ فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية: ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا﴾ فإنه عدل مني وأنا صنعته.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الأثر العظيم الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما يفسر لنا قوله تعالى: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء: 32]، وهو شرح مليء بالحكمة والعبر.

أولاً. شرح المفردات:


● تَتَمَنَّوْا: تطلبوا وترغبوا في حصوله.
● فَضَّلَ اللَّهُ: أعطى وأعز وأنعم.
● مَا اكْتَسَبُوا: ما عملوا من خير أو شر، والمراد هنا الأعمال الصالحة.
● عَدْلٌ مِنِّي: حكمي العادل الذي لا جور فيه.

ثانيًا. شرح الحديث وقصته:


يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما عن سبب نزول هذه الآية، حيث جاءت امرأة صالحة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تسأل سؤالاً ينم عن غيرة على الخير وحرص على الأجر، ولكن مع شيء من القلق على العدل الإلهي.
فقالت: يا رسول الله، إن الله قد فضل الرجال علينا في بعض الأحكام الشرعية، ففي الميراث {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} [النساء: 11]، وفي الشهادة {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [البقرة: 282]، فهل هذا التفضيل في الأحكام الدنيوية يعني أن الأجر في الآخرة يكون كذلك؟ أي إذا عملت المرأة حسنة، فهل تكتب لها نصف حسنة فقط كما في الميراث؟
فأنزل الله تعالى هذه الآية {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} ليبين أن التفضيل في الأحكام الدنيوية والتكاليف الشرعية هو من حكمة الله وعلمه، وهو عادل لا يظلم أحداً. ثم بين تعالى أن الجزاء في الآخرة على العمل لا على الجنس، فقال: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ}.
فالآية تقرر مبدأ عظيماً وهو: المساواة في الجزاء على العمل، فالحسنة بحسنة والسيئة بمثلها للرجال والنساء سواء، كما قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].
وقوله في الأثر: "فإنه عَدْلٌ مِنِّي وَأَنَا صَنَعْتُهُ" أي: هذا التقسيم والتخصيص في الأحكام (كالميراث والشهادة) هو حكمي العادل الذي لا ظلم فيه، وأنا الذي شرعته بحكمتي وعلمي.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- العدل المطلق لله تعالى: فالله عز وجل لا يظلم الناس مثقال ذرة، وتفضيله لبعض الخلق على بعض في الأرزاق والأحكام هو من تمام عدله وحكمته التي يعلمها هو وقد يخفى بعضها على العباد.
2- المساواة في التكليف والجزاء: التكاليف الشرعية قد تختلف بين الرجل والمرأة بحسب الحكمة الإلهية، ولكن الجزاء في الآخرة على قدر العمل والإخلاص، لا على نوع الجنس.
3- حسن الظن بالله: يجب على المسلم أن يحسن الظن بربه ويعلم أن كل ما شرعه الله هو الخير والعدل المحض، حتى وإن لم تدرك الحكمة منه.
4- حرص الصحابة على العلم: حرص المرأة على السؤال يدل على حرص الصحابة رضوان الله عليهم على فهم دينهم واليقين في عدل ربهم.
5- الفرق بين التفضيل الدنيوي والأخروي: التفضيل في الدنيا (كالمال، القوة، أنواع من الأحكام) لا يعني التفضيل في الآخرة، فالكريم عند الله هو الأتقى.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الأثر رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبري في تفسيره، وهو حديث صحيح.
- الآية ترد على من يتوهم أن الإسلام يظلم المرأة، بل هو يعدل بينها وبين الرجل حسب ما تقتضيه حكمة الله، ففي بعض الأمور تكون أنصع من الرجل، وفي أخرى يكون الرجل، والكل في ميزان العدل الإلهي.
- من الحكم في تفضيل الذكر في الميراث أن عليه أعباء ونفقات أكثر من المرأة، كالمهر والنفقة على الزوجة والأولاد، بينما مال المرأة خاص بها لا تُكلف بالنفقة على أحد.
أسأل الله أن يرزقنا الفهم في الدين وحسن الظن به، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٩٣٥) والضياء في المختارة (١٠/ ١١٦ - ١١٧) كلاهما من حديث الأشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الأشعث بن إسحاق، وهو القمي، وشيخه جعفر بن أبي المغيرة، فإنهما حسنا الحديث.
وقوله: «فإنه عدل مني وأنا صنعته» أي: إنه تأكيد من اللَّه تعالى بأنه هو الذي جعل للذكر مثل حظ الأنثيين عدلا منه سبحانه وتعالى.
وقد ذهب بعض العلماء إلى أن عمل المرأة نصف عمل الرجال، لأن اللَّه تعالى نهى أن تتمنى المرأة ما فضل اللَّه به الرجل، وكذلك نهى أن يتمنى الرجل أن يقول: ليت لي مال فلان وأهله، ولكن ليسأل اللَّه من فضله، قاله ابن عباس في تفسير قوله تعالى: ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 284 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن امرأة سألت النبي عن أجر العمل للنساء

  • 📜 حديث: عن امرأة سألت النبي عن أجر العمل للنساء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن امرأة سألت النبي عن أجر العمل للنساء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن امرأة سألت النبي عن أجر العمل للنساء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن امرأة سألت النبي عن أجر العمل للنساء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب