حديث: إن الله لا ينزع العلم انتزاعًا ولكن يقبض العلماء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب رفع العلم وظهور الجهل والفتن في آخر الزّمان

عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه ﷺ قال: «إنّ اللَّه لا ينزع العلم منكم بعدما أعطاكموه انتزاعًا، ولكن يقبض العلماء بعلمهم، ويبقى جهال، فيسألون فيفتون،
فيّضِلُّون ويُضلُّون».

حسن: رواه الطبرانيّ في الأوسط (مجمع البحرين - ٣٣٤) عن مطلب، ثنا عبد اللَّه، حدّثني الليث، عن عمر بن السّائب، عن أسامة بن زيد، عن يعقوب بن الأشجّ، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.

عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه ﷺ قال: «إنّ اللَّه لا ينزع العلم منكم بعدما أعطاكموه انتزاعًا، ولكن يقبض العلماء بعلمهم، ويبقى جهال، فيسألون فيفتون،
فيّضِلُّون ويُضلُّون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم ينبه إلى واحدة من أخطر الفتن التي تتعرض لها الأمة، ألا وهي فتنة ذهاب العلماء وظهور الجهلاء. وفيما يلي شرحه مفصلاً:

نص الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْزِعُ الْعِلْمَ مِنْكُمْ بَعْدَمَا أَعْطَاكُمُوهُ انْتِزَاعًا، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعُلَمَاءَ بِعِلْمِهِمْ، فَيَبْقَى جُهَّالٌ، فَيَسْأَلُونَ فَيُفْتُونَ، فَيَضِلُّونَ وَيُضِلُّونَ».
أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.


١. شرح المفردات:


● يَنْزِعُ: يَسْلُبُ ويُزيلُ بقوة وجبروت.
● انْتِزَاعًا: مصدر انتزع، أي أخذه جبراً وقسراً.
● يَقْبِضُ الْعُلَمَاءَ: يقبض أرواحهم بالموت.
● بِعِلْمِهِمْ: مع علمهم، أي يموتون وهم حاملون للعلم.
● جُهَّالٌ: جمع جاهل، وهو الذي لا علم عنده، أو لديه علم قليل لا يؤهله للفتيا.
● يُفْتُونَ: يَصْدُرُونَ الفتوى في مسائل الدين دون علم.
● فَيَضِلُّونَ: يَضِلُّون هم أنفسهم بسبب جهلهم.
● وَيُضِلُّونَ: يُضِلُّون غيرهم بفتواهم الباطلة.


٢. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصورة التي يذهب بها العلم من الأمة، فيؤكد أن الله تعالى لا يسلب العلم من قلوب الناس سلباً مباشراً وبصورة مفاجئة، بل تكون الطريقة بأن يقبض أرواح العلماء الصالحين العاملين بعلمهم، فيموتون ويَخْلُو الجو للجهال وأهل الأهواء، فيتجرأون على الفتوى بغير علم، فيحصل بذلك الضلال العظيم: ضلال لأنفسهم بفعلهم ما ليس لهم بأهل، وإضلال لعموم الناس الذين يقتدون بهم ويأخذون عنهم.


٣. الدروس المستفادة والفَوائد:


١- عِظَمُ نِعْمَةِ العِلْمِ والعُلَمَاءِ: فالعلماء هم ورثة الأنبياء، وحصن الأمة من الضلال، وذهابهم مصيبة كبرى.
٢- تحذير شديد من الفتوى بغير علم: فهي من أعظم الذنوب وأخطرها على الفرد والمجتمع، لأن ضررها لا يقتصر على الشخص نفسه بل يتعداه إلى غيره.
٣- بيان سنة إلهية في ذهاب العلم: وهو أن الذهاب يكون تدريجياً بموت العلماء، وليس إزالته دفعة واحدة من القلوب.
٤- مسؤولية طالب العلم: في السعي الجاد لتحصيل العلم الشرعي على أيدي العلماء المعتبرين، لسد هذه الثغرة وحفظ الدين.
٥- تحذير للأمة من الرجوع إلى غير أهل العلم: والتشديد على وجوب سؤال العلماء الربانيين المعروفين بالعلم والورع، وعدم الانخداع بصيت كل من تَصَدَّرَ أو كثُر أتباعه.
٦- أن الجهل لا يقتصر على عدم العلم فقط: بل يتعداه إلى الكلام بغير علم، وهو جهل مركب (لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم).


٤. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أعلام نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث وقع ما أخبر به، فكم من عالم مات فترتب على موته ضياع علمه وذهاب الكثير من المسائل التي كان يحفظها!
- ينبغي على طالب العلم أن يحرص على كتابة علم العلماء وتوثيقه ونشره، حفظاً له من الضياع.
- الفتوى بغير علم من الكبائر، قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف: 33]، وفسر كثير من السلف "الإثم" هنا بالقول على الله بغير علم.
- من أعظم ما يعين على حفظ الدين وجود العلماء العاملين، والدعاء لهم بالبركة وطول العمر، والسعي في تخريج جيل جديد من العلماء ليخلف من قبله.
نسأل الله أن يرفع عنا الجهل، وأن يزيدنا علماً نافعاً، ويعيذنا من الضلال والإضلال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبرانيّ في الأوسط (مجمع البحرين - ٣٣٤) عن مطلب، ثنا عبد اللَّه، حدّثني الليث، عن عمر بن السّائب، عن أسامة بن زيد، عن يعقوب بن الأشجّ، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
ومطلب هو ابن شعيب، ثقة من شيوخ الطّبرانيّ.
وإسناده حسن من أجل عبد اللَّه بن صالح كاتب اللّيث فمختلف فيه، والخلاصة كما في التقريب: «صدوق كثير الغلط، ثبت في الكتابة». وشيخه وشيخ شيخه كلّهم صدوق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 138 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن الله لا ينزع العلم انتزاعًا ولكن يقبض العلماء

  • 📜 حديث: إن الله لا ينزع العلم انتزاعًا ولكن يقبض العلماء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن الله لا ينزع العلم انتزاعًا ولكن يقبض العلماء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن الله لا ينزع العلم انتزاعًا ولكن يقبض العلماء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن الله لا ينزع العلم انتزاعًا ولكن يقبض العلماء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب