حديث: ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب من كره أن يقام له على وجه التعظيم مخافة الكبر
صحيح: رواه الترمذيّ (٢٧٥٤)، وأحمد (١٢٣٤٥)، والبخاري في الأدب المفرد (٩٤٦)، وأبو
يعلى (٣٧٨٤) كلّهم من طرق عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك حباً في رسوله صلى الله عليه وسلم واتباعاً لسنته.
هذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام الترمذي في سننه، وغيرهما، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحكي لنا صورة نادرة من صور الحب والتعظيم والتأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم.
أولاً. شرح المفردات:
● ما كان شخص أحب إليهم: أي ما كان أحد من البشر أعظم محبةً في قلوب الصحابة رضي الله عنهم.
● من رسول الله ﷺ: أي تفديه أنفسهم وأموالهم وأولادهم، فهو أغلى عندهم من كل شيء.
● لم يقوموا: أي لم يقفوا له عند قدومه إجلالاً واحتراماً.
● لما يعلمون من كراهيته لذلك: لأنهم علموا من سنته وأقواله أنه كان يكره أن يقام له.
ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو الذي لازَم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، عن حال الصحابة الكرام مع نبيهم. فقد كان حبهم له صلى الله عليه وسلم هو أعظم حب في قلوبهم، يفوق حبهم لأنفسهم وآبائهم وأبنائهم والناس أجمعين.
ومع هذا الحب العظيم والتقدير الكامل، فإنهم لم يكونوا يقفون له عندما يدخل عليهم، لا إهمالاً ولا تقصيراً، ولكن تأدباً معه وامتثالاً لأمره، لأنهم علموا أنه صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن ذلك ويكرهه، خشية أن يتشبه ذلك بعادة الأعاجم من تعظيم ملوكهم بالقيام لهم، أو أن يفضي إلى نوع من الكبر أو الإطراء الذي لا يليق بمقام النبوة.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر المستفادة:
1- عظم محبة الصحابة للنبي ﷺ: فهم قدوة في الحب الصادق للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو حب مبني على الإيمان والتقدير لشخصه واتباعه، لا على العواطف المجردة.
2- حب النبي ﷺ يقتضي طاعته واتباع سنته: هذا هو ثمرة الحب الحقيقي، فمحبة الصحابة لم تكن عاطفة فقط، بل كانت محبة عملية تترجم إلى طاعة كاملة لأمره ونهيه، حتى في الأمور التي قد تخالف هوى النفس، كترك القيام الذي هو في الظاهر تعظيم وإكرام.
3- كراهية النبي ﷺ للإطراء والغلو: كان صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه على التواضع والبساطة، وينهى عن كل ما يشبه الغلو في تعظيمه، حتى لا يؤول الأمر إلى ما وقع فيه الأمم السابقة من الغلو في أنبيائهم والصالحين منهم.
4- التأدب مع النبي ﷺ حياً وميتاً: فكما كان الصحابة يتأدبون معه في حياته، فإن من أدبنا معه بعد وفاته أن لا نغلو في مدحه بما لم يثبت، أو ندعوه من دون الله، وأن نقدم طاعته واتباع سنته على كل شيء.
5- الفصل بين العادات الجاهلية والتعظيم الشرعي: بين النبي صلى الله عليه وسلم أن التعظيم الحقيقي ليس بالعادات والرسوم الظاهرة (كالقيام)، بل بالطاعة والاتباع والبذل في سبيل دعوته.
رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:
● حكم القيام للداخل اليوم: اختلف العلماء في حكم القيام للداخل تعظيماً، والأرجح أنه جائز لا حرج فيه إذا كان لمثله، ولم يقصد به الإطراء أو التشبه بالملوك، خاصة إذا كان تكريماً للعالم أو الوالد أو الضيف، ولكن الأفضل ترك ذلك اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم وتواضعه، وهو الأولى.
● القيام للعلماء والصلحاء: إذا حصل فإنه لا يقصد به تعظيم الشخص لذاته، بل تعظيم ما يحمله من علم أو فضل، مع الحذر كل الحذر من المبالغة أو الغلو.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حب نبيه صلى الله عليه وسلم، وحب من أحبه، والعمل بسنته، والوفاة على ملته.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
يعلى (٣٧٨٤) كلّهم من طرق عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس، فذكره. وإسناده صحيح.
قال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه».
وأما ما رُوي عن أبي أمامة قال: خرج علينا رسول اللَّه ﷺ متوكئًا على عصاه فقمنا إليه، فقال: «لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظّم بعضها بعضًا» فهو ضعيف.
رواه أبو داود (٥٢٣٠) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا عبد اللَّه بن نمير، عن مسعر، عن أبي العنبس، عن أبي العدبَّس، عن أبي مرزوق، عن أبي غالب، عن أبي أمامة، فذكره.
ورواه أحمد (٢٢١٨١) عن عبد اللَّه بن نمير بإسناده وزاد فيه من الدعاء: «اللهمّ اغفر لنا، وارحمنا، وارضَ عنا، وتقبل منا، وأدخلنا الجنّة، ونجِّنا من النّار، وأصلح لنا شأننا كلَّه». فكأنّنا اشتهينا أن يزيدنا فقال: «قد جمعت لكم الأمر».
وفي إسناده رجال ضعفاء مع الاضطراب، فأبو العدبَّس مجهول، وشيخه أبو مرزوق قال فيه الحافظ: لين، وشيخه أبو غالب ضعفه النسائيّ وابن سعد، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقد وقع خلط واضطراب في الإسناد، فرواه ابن ماجه (٣٨٣٦) عن علي بن محمد، قال: حدّثنا وكيع، عن مسعر، عن أبي مرزوق، عن أبي العدبّس، عن أبي أمامة، فذكره.
قال المزيُّ في «تحفة الأشراف» (٤/ ١٨٣): «كذا عنده وهو وهم، والصواب الأول» يعني إسناد أبي داود ثم قال: «ووقع في بعض النسخ المتأخرة عن أبي مرزوق، عن أبي وائل، عن أبي أمامة، وهو وهم ممن دون المصنف».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 130 من أصل 207 حديثاً له شرح
- 105 ما كل ما نحدثكموه سمعناه من رسول اللَّه
- 106 أبو ذر يتعلق بالأمر الشديد من الحديث
- 107 من حفظ شيئًا من مقام النبي ﷺ فكأنما رأى وجه...
- 108 خطبة النبي الطويلة من الفجر حتى غروب الشمس
- 109 ما تركنا رسول الله وما طائر يطير بجناحيه إلا عندنا...
- 110 يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيما فعل، وعن...
- 111 عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه
- 112 أيما رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بي، فله...
- 113 هلاك أمتي في الكتاب واللبن
- 114 خلف من بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات
- 115 تعلّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم
- 116 صلة الرحم محبة للأهل، ومنسأة للأجل
- 117 لا قرب بالرحم إذا قطعت وإن كانت قريبة
- 118 إن من البيان لسحرًا
- 119 إن من البيان سحرًا ومن الشعر حكمًا
- 120 البركة مع أكابركم
- 121 يُلْتَمَسُ العِلْمُ عِنْدَ الأَصَاغِرِ
- 122 أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود
- 123 تقديم الأكثر حفظا للقرآن في القبر
- 124 إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن
- 125 قوموا إلى سيدكم
- 126 توبة الله على كعب بن مالك في غزوة تبوك
- 127 فاطمة أسرع أهله لحوقا بالنبي ﷺ
- 128 إن صلّى قاعدًا فصلّوا قعودًا
- 129 من أحب أن يمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من...
- 130 ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله
- 131 من أشراط الساعة أن يقل العلم، ويظهر الجهل، ويظهر الزنا،...
- 132 بين يدي الساعة أياما يرفع فيها العلم وينزل فيها الجهل
- 133 إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ولكن يقبضه بقبض العلماء
- 134 إن الله لا ينتزع العلم انتزاعًا ولكن يقبض العلماء
- 135 يُقبض العلم وتظهر الفتن ويكثر الهرج
- 136 يذهب العلماء ويُرفع العلم
- 137 يأتي زمان يكثر القراء ويقل الفقهاء
- 138 إن الله لا ينزع العلم انتزاعًا ولكن يقبض العلماء
- 139 يُرفع العلم حتى لا ترى خاشعًا
- 140 هذا أوان يختلس العلم من الناس
- 141 من أفتي بغير علم كان إثمه على من أفتاه
- 142 ضربوا كتاب اللَّه بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب اللَّه يصدق...
- 143 المِراءُ في القرآن كفر
- 144 فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمّى...
- 145 اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم
- 146 من كان قبلكم اختلفوا فأهلكهم
- 147 إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب
- 148 كنا جلوسا على باب رسول الله ﷺ نتذاكر، ينزع هذا...
- 149 محرِّم الحلال كمُحِلِّ الحرام
- 150 ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا...
- 151 يظهر الإسلام حتى تخوض الخيل البحار
- 152 معنى من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار
- 153 تسمُّوا باسْمي ولا تكتنوا بكنيتي
- 154 من تعمد علي كذبًا فليتبوأ مقعده من النار
معلومات عن حديث: ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله
📜 حديث: ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








