حديث: إن الله لا ينتزع العلم انتزاعًا ولكن يقبض العلماء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب رفع العلم وظهور الجهل والفتن في آخر الزّمان

عن عروة بن الزّبير، قال: قالت عائشة: يا ابن أختي! بلغني أنّ عبد اللَّه بن عمرو مارٌّ بنا إلى الحجّ فالقَه فسائلْه فإنّه قد حمل عن النّبيّ ﷺ علمًا كثيرًا، قال: فلقيته فسألتُه عن أشياء يذكرها عن رسول اللَّه ﷺ.
قال عروة: فكان فيما ذكر أنّ النّبيّ ﷺ قال: «إنّ اللَّه لا ينتزع العلم من النّاس انتزاعًا، ولكن يقبض العلماء فيرفع العلم معهم، ويُبْقي في النّاس رؤوسًا جهالًا
يفتونهم بغير علم، فيَضلّون، ويُضلّون».
قال عروة: فلّما حدّثتُ عائشةَ بذلك، أعظمتْ ذلك، وأنكرته، قالت: أحدَّثَكَ أنه سمع النّبيّ ﷺ يقول هذا؟ .
قال عروة: حتّى إذا كان قابلٌ، قالت له: إنّ ابن عمرو قد قدم فَالْقَه، ثم فاتحه حتّى تسأله عن الحديث الذي ذكره لك في العلم. قال: فلقيتهُ فسألُه، فذكره لي نحو ما حدّثني به في مرّته الأولى.
قال عروة: فلمّا أخبرتُها بذلك، قالت: ما أحسَبه إلّا قد صدق، أَراه لم يَزِدْ فيه شيئًا ولم يَنْقُصْ».

متفق عليه: رواه مسلم في العلم (٢٦٧٣) عن حرملة بن يحيى التّجيبيّ، أخبرنا عبد اللَّه بن وهب، حدّثني أبو شريح، أنّ أبا الأسود حدّثه عن عروة بن الزبير، قال (فذكره).

عن عروة بن الزّبير، قال: قالت عائشة: يا ابن أختي! بلغني أنّ عبد اللَّه بن عمرو مارٌّ بنا إلى الحجّ فالقَه فسائلْه فإنّه قد حمل عن النّبيّ ﷺ علمًا كثيرًا، قال: فلقيته فسألتُه عن أشياء يذكرها عن رسول اللَّه ﷺ.
قال عروة: فكان فيما ذكر أنّ النّبيّ ﷺ قال: «إنّ اللَّه لا ينتزع العلم من النّاس انتزاعًا، ولكن يقبض العلماء فيرفع العلم معهم، ويُبْقي في النّاس رؤوسًا جهالًا
يفتونهم بغير علم، فيَضلّون، ويُضلّون».
قال عروة: فلّما حدّثتُ عائشةَ بذلك، أعظمتْ ذلك، وأنكرته، قالت: أحدَّثَكَ أنه سمع النّبيّ ﷺ يقول هذا؟ .
قال عروة: حتّى إذا كان قابلٌ، قالت له: إنّ ابن عمرو قد قدم فَالْقَه، ثم فاتحه حتّى تسأله عن الحديث الذي ذكره لك في العلم. قال: فلقيتهُ فسألُه، فذكره لي نحو ما حدّثني به في مرّته الأولى.
قال عروة: فلمّا أخبرتُها بذلك، قالت: ما أحسَبه إلّا قد صدق، أَراه لم يَزِدْ فيه شيئًا ولم يَنْقُصْ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي ذكر حديث عظيم، رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وفيه تحذير من خطورة ذهاب العلم بموت العلماء، وظهور الجهلاء الذين يفتون بغير علم. وإليك الشرح المفصل له:

1. شرح المفردات:


● مارٌّ بنا: أي عابرٌ في طريقه إلى الحج وسيمر بنا.
● فالقَه: أي الْقِه وقابله.
● انتزاعًا: أي انتزاع العلم من قلوب الناس جملة واحدة.
● يقبض العلماء: أي يتوفاهم ويميتهم.
● رؤوسًا جهالًا: أي أشخاصًا جهلة يتصدرون للفتوى والتعليم وهم ليسوا أهلاً لذلك.
● فيَضلّون ويُضلّون: أي يضلون هم أنفسهم بسبب جهلهم، ويضلون غيرهم بفتواهم الباطلة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى لا يزيل العلم من قلوب الناس مرة واحدة، ولكن يرفع العلم تدريجيًا بموت العلماء، حتى إذا مات العلماء وبقي الجهال، تصدر هؤلاء الجهال للفتوى بغير علم، فيحكمون بأهوائهم ويضلون أنفسهم وغيرهم.

3. الدروس المستفادة منه:


● فضل العلماء وأهميتهم: فهم حماة الدين وناقلوا العلم، وموتهم مصيبة على الأمة.
● خطر الجهل والفتوى بغير علم: وهذا من أعظم أسباب الضلال والانحراف في الدين.
● وجوب التحري والتثبت في نقل العلم: كما فعلت السيدة عائشة رضي الله عنها حين استعظمت الخبر وتأكدت منه مرة ثانية.
● أن رفع العلم من أشراط الساعة: كما ورد في أحاديث أخرى، وهو علامة من علامات قرب القيامة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أهمية التثبت في نقل الأحاديث، وخاصة إذا كانت تحمل معاني عظيمة أو تخالف الظاهر.
- السيدة عائشة رضي الله عنها كانت من أعلم الناس بالحديث والفقه، ولهذا استنكرت في البداية لأنها فهمت أن المقصود نزع العلم كله دفعة واحدة، فلما تأكدت من صحة الحديث قبلته.
- العلماء ورثة الأنبياء، وموتهم يمثل خسارة كبيرة للأمة، لذا يجب الاهتمام بتعليم النشء وتخريج علماء ربانيين.
أسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وأن يحفظنا من الضلال والجهل. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في العلم (٢٦٧٣) عن حرملة بن يحيى التّجيبيّ، أخبرنا عبد اللَّه بن وهب، حدّثني أبو شريح، أنّ أبا الأسود حدّثه عن عروة بن الزبير، قال (فذكره).
ورواه البخاريّ في الاعتصام بالكتاب والسنة (٧٣٠٧) عن سعيد بن تليد، حدّثني ابن وهب، حدّثني عبد الرحمن بن شريح وغيره بإسناده مختصرًا، وفيه: واللَّه لقد حفظ عبد اللَّه بن عمرو.
وقد رُوي هذا الحديث عن عائشة، فرواه البزّار (٢٣٣ - كشف الأستار) عن أحمد بن منصور، ثنا عبد اللَّه بن صالح، ثنا اللّيث، عن يونس، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ اللَّه تبارك وتعالى لا ينزع العلم من النّاس انتزاعًا بعد أن يؤتيهم إيّاه، ولكن يذهب بالعلماء: وكلّما ذهب عالم ذهب بما معه من العلم حتّى يبقى من لا يعلم فيضلّوا ويُضلوا».
قال عقبه البزّار: «تفرّد به يونس، ورواه معمر، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عبد اللَّه بن عمرو».
قال الأعظمي: هذه إشارة من البزّار ﵀ إلى علّة هذا الحديث؛ فإنّ المعروف والمشهور أنّ عروة يروي هذا الحديث عن عبد اللَّه بن عمرو، وأنّه هو الذي حدّث به عائشة عن ابن عمرو، فأعظمتْ ذلك وأنكرته -كما سبق- فلو كان هذا الحديث عندها لما أنكرته، واللَّه أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 134 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن الله لا ينتزع العلم انتزاعًا ولكن يقبض العلماء

  • 📜 حديث: إن الله لا ينتزع العلم انتزاعًا ولكن يقبض العلماء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن الله لا ينتزع العلم انتزاعًا ولكن يقبض العلماء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن الله لا ينتزع العلم انتزاعًا ولكن يقبض العلماء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن الله لا ينتزع العلم انتزاعًا ولكن يقبض العلماء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب