حديث: إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ولكن يقبضه بقبض العلماء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب رفع العلم وظهور الجهل والفتن في آخر الزّمان

عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص: قال سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إنّ اللَّه لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من النّاس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتّى إذا لم يترك عالمًا اتّخذ النّاسُ رؤوسًا جهّالًا، فسُئلوا فأفتوا بغير علم، فضلُّوا وأضلُّوا».

متفق عليه: رواه البخاريّ في العلم (١٠٠) عن إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمرو.

عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص: قال سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إنّ اللَّه لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من النّاس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتّى إذا لم يترك عالمًا اتّخذ النّاسُ رؤوسًا جهّالًا، فسُئلوا فأفتوا بغير علم، فضلُّوا وأضلُّوا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يوضح كيفية ذهاب العلم من الأمة، وقد رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما.

أولاً. شرح المفردات:


● يَقبِضُ العِلمَ: يأخذه ويرفعه.
● انْتِزاعًا يَنْتَزِعُهُ: أي انتزاعًا مباشرًا وسحبه من قلوب الناس فجأة.
● بِقبضِ العُلَماءِ: بموتهم وأخذ أرواحهم.
● رُؤوسًا جُهَّالًا: قادة غير علماء، يتصدرون للإفتاء وهم ليسوا أهلاً لذلك.
● فَأَفْتُوا بِغَيْرِ عِلْمٍ: أعطوا أحكامًا شرعية دون علم أو فهم.
● ضَلُّوا: حادوا عن الطريق الصحيح بأنفسهم.
● وَأَضَلُّوا: أوقعوا غيرهم في الضلال.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه وتعالى لا يرفع العلم من الأرض بطريقة مباشرة، بأن يسلبه من صدور الناس فجأة، وإنما يرفعه بطريقة أخرى حكيمة، وهي أن يتوفى العلماء والعلماء هم حَمَلَة العلم ونقله. فكلما مات عالم، ذهب معه علمه، حتى إذا لم يعد هناك عالم متمكن، تصدر للفتوى والقضاء أناس جاهلون، ليس لديهم علم شرعي رصين. فهؤلاء إذا سُئلوا عن أمور الدين، أجابوا based على جهلهم وهواهم، لا based على علم من الكتاب والسنة. فكانت النتيجة أنهم ضلوا في أنفسهم بسبب جهلهم، وأضلوا غيرهم ممن اتبعهم وقلدهم، فانتشر الضلال والبدع وحلت محل العلم الصحيح.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- مكانة العلماء ودورهم الحاسم: العلماء هم سراج الأمة وحصونها من الضلال، ووجودهم نعمة عظيمة وذهابهم مصيبة كبرى.
2- خطورة التصدر للإفتاء بغير علم: الفتوى أمانة عظيمة ومسؤولية أمام الله، والتسرع فيها بغير علم من أعظم الذنوب، لأنه إضلال للناس عن دين الله.
3- ضرورة التثبت في نقل الدين: يجب على العامي أن يتحرى ويبحث عن العالم الرباني الثقة، ولا يأخذ دينه من كل من هب ودب.
4- علامة من علامات الساعة الصغرى: ذهاب العلم وانتشار الجهل من أشراط الساعة، مما يدل على أن الأمة ستصل إلى حالة من الضعف الديني.
5- الحث على طلب العلم ونشره: من أعظم القربات أن يسعى المسلم في طلب العلم الشرعي ونشره بين الناس، لسد هذه الثغرة ومقاومة الجهل.
6- التنبيه على سوء العاقبة: الضلال والإضلال هي العاقبة الحتمية للجهل والتصدر بغير تأهيل.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يذكرنا بحديث آخر فيه تحذير شديد، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَفْتَى بِغَيْرِ عِلْمٍ كَانَ إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ» (رواه أبو داود وصححه الألباني).
- من أهم أسباب حفظ العلم هو كتابته وتدوينه، ولكن يبقى فهمه وتطبيقه الصحيح مرهونًا بوجود العلماء العاملين الذين يشرحونه ويبينونه.
- يجب على طلاب العلم أن يتأدبوا بأدب العلماء، ويتدرجوا في التعلم، ولا يتصدروا قبل أن يؤهلهم علمهم لذلك.
نسأل الله أن يرفع عنا الجهل، وأن يزيدنا علمًا نافعًا، وأن يحفظ علينا ديننا.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في العلم (١٠٠) عن إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمرو.
ولا يوجد هذا الحديث في رواية يحيى بن يحيى الليثي عن مالك.
ورواه مسلم في العلم (٢٦٧٣) من طرق -وليس فيهم مالك بن أنس-، عن هشام بن عروة، به، مثله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 133 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ولكن يقبضه بقبض العلماء

  • 📜 حديث: إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ولكن يقبضه بقبض العلماء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ولكن يقبضه بقبض العلماء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ولكن يقبضه بقبض العلماء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ولكن يقبضه بقبض العلماء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب