حديث: يُقبض العلم وتظهر الفتن ويكثر الهرج

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب رفع العلم وظهور الجهل والفتن في آخر الزّمان

عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يتقارب الزّمان ويقبض العلم، وتظهر الفتن، ويُلقى الشُّح، ويكثر الهرج». قالوا: وما الهرْج؟ قال: «القتل».

متفق عليه: رواه البخاريّ في العلم (٨٥)، ومسلم أيضًا في العلم (١٥٧) كلاهما من طريق الزّهريّ، حدّثني حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أنّ أبا هريرة قال (فذكره).

عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يتقارب الزّمان ويقبض العلم، وتظهر الفتن، ويُلقى الشُّح، ويكثر الهرج». قالوا: وما الهرْج؟ قال: «القتل».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أشراط الساعة وعلامات قربها، رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث وفق الخطوات المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● يتقارب الزمان: يقصر الزمان وتذهب بركته، فلا يعطي العمل فيه الثمرة التي كان يعطيها من قبل، أو أن الأيام والشهور تصير كالساعات في سرعتها واقترابها.
● ويقبض العلم: يرفع العلم النافع من الأرض بموت العلماء، ويبقى جهالٌ يُفتون بغير علم.
● وتظهر الفتن: تكثر وتعمّ المحن والاختبارات التي تزلزل إيمان الناس، من فتن المال والسلطان والشهوات والشبهات.
● ويلقى الشح: يُلقي الله الشح في قلوب الناس، فيبخل كل شخص بما عنده من مال أو علم أو غيره، ويحرص على أخذه من غيره بغير حق.
● ويكثر الهرج: الهرج في الأصل: الصوت والضجيج والاختلاط، وقد فسره النبي ﷺ هنا بالقتل، أي يكثر القتل بين الناس حتى يصير أمراً مألوفاً.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي ﷺ عن علامات من علامات اقتراب الساعة، حيث يحدث تغير كبير في مفاهيم الزمن ونظام الحياة، فيفقد الزمان بركته ومعناه. ويرتفع العلم الشرعي النافع بموت حملته من العلماء، فتضيع المعرفة الصحيحة ويقل الفقه في الدين. وتعمّ الفتن بأنواعها، فيصعب على المسلم تمييز الحق من الباطل. وتسيطر على النفوس صفة البخل والشح الشديد، فلا يبالي الإنسان إلا بنفسه. وتنتشر الفوضى ويُسفك الدماء بغير حق، فيكثر القتل حتى لا يُعرف قاتل من مقتول.

3. الدروس المستفادة منه:


● اليقين بصدق نبوة محمد ﷺ: فقد وقع ما أخبر به، فنرى تقارب الزمان بسرعة الأحداث وذهاب البركة، وندرة العلماء الربانيين، وانتشار الفتن والشح والقتل في كثير من أنحاء العالم.
● الحث على التمسك بالعلم والعلماء: لأن ذهاب العلم من أخطر المصائب، فيجب السعي في طلب العلم ونشره والاستعانة بالعلماء الثقات.
● التحذير من الفتن ووجوب الحذر منها: فالفتن تعمي البصائر، فيجب على المسلم أن يعتصم بالكتاب والسنة، ويلجأ إلى الله أن يعيذه من الفتن.
● ذم صفة الشح والبخل: فهي من الصفات الذميمة التي تفتت المجتمع وتقتل التعاون والتآلف بين أفراده، ويجب على المسلم أن يتخلق بالكرم والسخاء.
● تحريم القتل والتخويف من عاقبته: فالإسلام حرم الاعتداء على النفس البشرية، وكثرة القتل من علامات الساعة الشريرة التي تدل على انحطاط القيم وفساد الزمان.
● استشعار قرب الآخرة: هذه العلامات تذكر المسلم بقرب لقاء ربه، فتحثه على الاستعداد بالعمل الصالح والتوبة النصوح.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث جزء من مجموعة أحاديث تسمى "أشراط الساعة الصغرى"، وهي علامات كثيرة تسبق قيام الساعة.
● "يقبض العلم" له صورتان: الصورة الأولى: رفع العلم بموت العلماء. والصورة الثانية: أن يرفع القرآن من المصاحف والصدور، كما في حديث: «يُقبض العلم، ويقلّ العمل، ويظهر الجهل» (رواه ابن ماجه).
- الفتن التي تظهر تشمل فتن الشبهات (التي تتعلق بالعقيدة والفكر) وفتن الشهوات (التي تتعلق بالمال والنساء والمنصب).
- هذه العلامات ليست لنشر اليأس، بل للتحذير والتنبيه، فالمسلم مطالب بالأخذ بالأسباب والاستعداد، والثبات على الدين، والدعاء بالعصمة من الفتن.
نسأل الله أن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يثبتنا على دينه حتى نلقاه.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في العلم (٨٥)، ومسلم أيضًا في العلم (١٥٧) كلاهما من طريق الزّهريّ، حدّثني حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أنّ أبا هريرة قال (فذكره). واللّفظ لمسلم.
وفي لفظ البخاريّ: قيل: يا رسول اللَّه! وما الهَرْج؟ فقال هكذا بيده فحرَّفها، كأنّه يريد القتل.
ولذا بوَّب عليه البخاريّ: باب مَنْ أجاب الفتيا بإشارة الرّأس واليد.
وقد ورد تفسير «قبض العلم» على لسان عمر بن الخطّاب عند البزّار، فقد روى البزّار هذا الحديث (٢٣٦ - كشف الأستار) من وجه آخر عن أبي هريرة، فذكر نحوه، وفي آخره: قال عمر
لما سمع أبا هريرة يأثره عن رسول اللَّه ﷺ: قال: «أما إن قبض العلم ليس شيءُ ينزع من صدور الرّجال، ولكنَّه فناء العلماء».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 135 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يُقبض العلم وتظهر الفتن ويكثر الهرج

  • 📜 حديث: يُقبض العلم وتظهر الفتن ويكثر الهرج

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يُقبض العلم وتظهر الفتن ويكثر الهرج

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يُقبض العلم وتظهر الفتن ويكثر الهرج

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يُقبض العلم وتظهر الفتن ويكثر الهرج

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب