حديث: يأتي زمان يكثر القراء ويقل الفقهاء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب رفع العلم وظهور الجهل والفتن في آخر الزّمان

وعن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «سيأتي على أمّتي زمان يكثر القرّاء، ويقلُّ الفقهاء، ويقبض العلم، ويكثر الهرج». قالوا: وما الهرجُ؟ قال: «القتل بينكم، ثم يأتي بعد ذلك زمان يقرأ القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم، ثم يأتي زمان يجادل المنافق المشركُ المؤمن».

حسن: رواه الطبرانيّ في الأوسط (مجمع البحرين - ٢٧٣) عن بكر بن سهل، ثنا عبد اللَّه بن يوسف، ثنا ابن لهيعة، ثنا دراج، عن عبد الرحمن بن حُجيرة، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.

وعن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «سيأتي على أمّتي زمان يكثر القرّاء، ويقلُّ الفقهاء، ويقبض العلم، ويكثر الهرج». قالوا: وما الهرجُ؟ قال: «القتل بينكم، ثم يأتي بعد ذلك زمان يقرأ القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم، ثم يأتي زمان يجادل المنافق المشركُ المؤمن».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي ذكرته من الأحاديث النبوية التي تنبئ عن مستقبل الأمة الإسلامية وتحذّر من بعض الفتن والانحرافات التي ستحدث فيها. وسأشرحه لك جزءًا جزءًا معتمدًا على كبار شرّاح الحديث من أهل السنة والجماعة.
### أولاً. نص الحديث
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:
«سيأتي على أمتي زمان يكثر القراء، ويقل الفقهاء، ويقبض العلم، ويكثر الهرج».
قالوا: وما الهرج؟ قال: «القتل بينكم، ثم يأتي بعد ذلك زمان يقرأ القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم، ثم يأتي زمان يجادل المنافق المشرك المؤمن».
### ثانيًا. شرح المفردات
● القراء: هم الذين يحفظون القرآن ويقرؤونه.
● الفقهاء: العلماء العاملون الذين يفهمون معاني القرآن والسنة ويطبقونها.
● يقبض العلم: يُرفع العلم بموت العلماء وعدم وجود من يحل محلهم.
● الهرج: القتل والفتن والاضطرابات.
● لا يجاوز تراقيهم: لا يتعدى حناجرهم، أي أنهم يقرؤون القرآن بألسنتهم دون أن يعملوا به أو يفهموا معانيه.
● يجادل المنافق المشرك المؤمن: أي أن المنافقين والمشركين سيجادلون المؤمنين ويخاصمونهم.
### ثالثًا. المعنى الإجمالي للحديث
يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث عن فتن ستحدث في آخر الزمان، حيث يكثر حفظة القرآن ظاهريًا ولكن يقل العلماء العاملون الذين يفقهون دين الله حق الفقه. ويرفع العلم بموت العلماء، وتكثر الفتن والقتل بين الناس. ثم يأتي زمان يقرأ القرآن قوم لا يتعدى قراءتهم حناجرهم، أي أنهم يحفظونه ولكنهم لا يعملون به ولا يفهمون مقاصده. ثم يأتي زمان يجادل فيه المنافقون والمشركون المؤمنين ويخاصمونهم.
### رابعًا. الدروس المستفادة من الحديث
1- خطورة انفصال العلم عن العمل: كثرة القراء مع قلة الفقهاء تدل على أن حفظ القرآن دون فهمه وتطبيقه لا يفيد، بل قد يكون وبالاً على صاحبه إذا لم يعمل به.
2- رفع العلم من أشراط الساعة: موت العلماء وعدم وجود من يخلفهم يؤدي إلى جهل عام وانتشار البدع والضلالات.
3- التحذير من الفتن والقتل: "الهرج" يشمل الفتن والقتل بين المسلمين، وهو من علامات آخر الزمان.
4- خطر القراء غير العاملين: الذين يقرؤون القرآن ولا يتعدى تراقيهم هم من يحفظونه ولكنهم لا يعملون به، بل قد يستخدمونه للجدال والباطل.
5- مجادلة أهل الباطل لأهل الحق: في آخر الزمان، سيجادل المنافقون والمشركون المؤمنين، وهذا يدل على شدة الفتن وضعف الإيمان في القلوب.
### خامسًا. معلومات إضافية مفيدة
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، والحاكم في المستدرك، وصححه الألباني.
- يشير الحديث إلى أهمية الجمع بين حفظ القرآن وفهمه وتطبيقه، وأن العلم الحقيقي هو ما نفع صاحبه وهداه إلى العمل الصالح.
- ينبغي للمسلم أن يحذر من الانشغال بحفظ القرآن دون فهم معانيه، وأن يحرص على طلب العلم الشرعي من مظانه الصحيحة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن يرزقنا الفقه في الدين والعمل به، ويجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبرانيّ في الأوسط (مجمع البحرين - ٢٧٣) عن بكر بن سهل، ثنا عبد اللَّه بن يوسف، ثنا ابن لهيعة، ثنا دراج، عن عبد الرحمن بن حُجيرة، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
قال الطبرانيّ: «لم يرو عن ابن حجيرة إلّا درّاج، تفرّد به ابنُ لهيعة».
قال الأعظمي: لم ينفرد به ابن لهيعة، فقد تابعه عمرو بن الحارث، أنّ درّاجًا أبا السّمح حدّثه، بإسناده مثله.
رواه الحاكم (٤/ ٤٥٧)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (١٠٤٣) كلاهما من طريق ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، بإسناده.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل درّاج وهو ابن سمعان القرشيّ السّهميّ مولاهم المصريّ، مختلف فيه، فقال أحمد: حديثه منكر، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال في موضع آخر: منكر الحديث، وقال الدّارقطني: ضعيف، وقال في موضع آخر: متروك.
ولكن وثّقه ابن معين، وقال أبو داود: أحاديثه مستقيمة إلّا ما كان عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد. وأخرج ابن عدي في «الكامل» جملة من أحاديثه ولم يذكر فيها حديث الباب وقال: وأرجو أن أحاديثه بعد هذه التي أُنكرتْ عليه لا بأس بها، وذكره ابنُ حبان في الثقات.
وفي التقريب: «صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف». وهنا يروي عن عبد الرحمن بن حجيرة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 137 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يأتي زمان يكثر القراء ويقل الفقهاء

  • 📜 حديث: يأتي زمان يكثر القراء ويقل الفقهاء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يأتي زمان يكثر القراء ويقل الفقهاء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يأتي زمان يكثر القراء ويقل الفقهاء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يأتي زمان يكثر القراء ويقل الفقهاء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب