حديث: اللهم بين لنا في الخمر بيانًا شفاء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (٤٣)﴾

عن عمر بن الخطاب قال: لما نزل تحريم الخمر قال عمر: اللهمّ بَيِّنْ لنا في الخمر بيانًا شفاء، فنزلت الآية التي في البقرة: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ﴾ [البقرة: ٢١٩] الآية، قال: فدعي عمر، فقرئت عليهن قال: اللهمّ بَيِّنْ لنا في الخمر بيانًا شفاء، فنزلت الآية التي في النساء: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى﴾ [النساء: ٤٣] فكان منادي رسول اللَّه ﷺ إذا أقيمت الصلاة ينادي: ألا لا يقربَنَّ الصلاة سكرانٌ، فدعي عمر، فقرئت عليه، فقال: اللَّهمّ بَيِّنْ لنا في الخمر بيانًا شفاء، فنزلت هذه الآية: ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾ [المائدة: ٩١] قال عمر: انتهينا.

صحيح: رواه أبو داود (٣٦٦٩) والترمذي (٣٠٣٩) والنسائي (٥٥٤٠) وأحمد (٣٧٨) وصحّحه الحاكم (٤/ ١٤٣) كلهم من طرق عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، عن عمر بن الخطاب، فذكره.

عن عمر بن الخطاب قال: لما نزل تحريم الخمر قال عمر: اللهمّ بَيِّنْ لنا في الخمر بيانًا شفاء، فنزلت الآية التي في البقرة: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ﴾ [البقرة: ٢١٩] الآية، قال: فدعي عمر، فقرئت عليهن قال: اللهمّ بَيِّنْ لنا في الخمر بيانًا شفاء، فنزلت الآية التي في النساء: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى﴾ [النساء: ٤٣] فكان منادي رسول اللَّه ﷺ إذا أقيمت الصلاة ينادي: ألا لا يقربَنَّ الصلاة سكرانٌ، فدعي عمر، فقرئت عليه، فقال: اللَّهمّ بَيِّنْ لنا في الخمر بيانًا شفاء، فنزلت هذه الآية: ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾ [المائدة: ٩١] قال عمر: انتهينا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فإن حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي سألت عنه يروي قصة تحريم الخمر في الإسلام، وهي قصة عظيمة تبين كيف كان التشريع الإسلامي يتنزل تدريجياً، بحكمة بالغة ورحمة بالأمة. وهذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في صحيحه، وغيرهما من أئمة الحديث.

شرح المفردات:


● بيانًا شفاء: أي بيانًا واضحًا جليًا لا لبس فيه، يشفي الصدور ويزيل الإشكال.
● الخمر: كل ما خامر العقل وغطاه من المشروبات المسكرة.
● الميسر: هو القمار.
● سكارى: جمع سكران، وهو من غلب عليه السكر حتى ذهب عقله.
● انتهينا: أي كففنا وامتثلنا الأمر وتركنا الخمر بالكلية.

شرح الحديث:


يحدثنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن قصة نزول آيات تحريم الخمر، والتي لم تحرم دفعة واحدة، بل على ثلاث مراحل، وذلك من حكمة الله تعالى ورحمته بأمة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كانت الخمر متأصلة في النفوس في الجاهلية، فكان التحريم تدريجياً لتتهيأ النفوس لتركها.
المرحلة الأولى:
دعا عمر رضي الله عنه بدعائه المبارك: "اللهم بين لنا في الخمر بيانًا شفاء"، فنزلت الآية الكريمة في سورة البقرة: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} [البقرة: 219]. وهذه الآية لم تحرم الخمر تحريماً قاطعاً، بل بينت ضررها العظيم، وأن إثمها أكبر من منفعتها (كالمكاسب المادية من تجارتها)، فبدأت تزول من نفوس المسلمين فكرة منفعتها، وتتجه أنظارهم إلى ضررها.
المرحلة الثانية:
لم يكتف عمر رضي الله عنه بهذا البيان الأول، فدعا مرة أخرى: "اللهم بين لنا في الخمر بيانًا شفاء"، فنزلت الآية في سورة النساء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ} [النساء: 43]. هنا حرم الله تعالى الصلاة في حالة السكر، لأن السكران لا يعقل ما يقول في صلاته. فأصبح المسلمون يمتنعون عن الشرب في أوقات الصلوات، مما قلل من تناول الخمر بشكل كبير، وكان منادي النبي صلى الله عليه وسلم ينادي بهذا عند إقامة الصلاة.
المرحلة الثالثة والأخيرة:
مع هذا المنع الجزئي، ظلت النفوس تتطلع إلى بيان أخير شافٍ، فدعا عمر رضي الله عنه مرة ثالثة بنفس الدعاء، فأنزل الله تعالى الآية المحكمة في سورة المائدة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ} [المائدة: 90-91].
فهنا جاء التحريم القاطع والنهي الأكيد، حيث وصفها الله بأنها "رجس من عمل الشيطان" وأمر باجتنابها. ثم ختمت الآية بأمر صريح ونداء مباشر للمؤمنين: {فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ}. فما كان من عمر رضي الله عنه وهو يسمع هذا الأمر الإلهي الحاسم إلا أن قال بكل إيمان ويقين: "انتهينا".

الدروس المستفادة والعبر:


1- حكمة التشريع التدريجي: يظهر هذا الحديث عظمة التشريع الإسلامي ومرونته، حيث راعى الله تعالى حال الناس ونفوسهم التي اعتادت على أمرٍ ما، فلم يأمرهم بتركه فجأة، بل هيأهم لذلك تدريجياً. هذه سمة من سمات الرحمة في هذا الدين.
2- دور الدعاء في طلب الهداية: دعاء عمر رضي الله عنه "اللهم بين لنا..." نموذج رائع للمسلم الذي يحرص على أن يكون أمره واضحاً في دينه، ويسأل ربه البيان والهداية إلى الحق.
3- طاعة الله ورسوله الفورية: استجابة الصحابة الكريمة لأمر الله كانت فورية وقاطعة. فلما نزل التحريم النهائي قال عمر "انتهينا"، دون تردد أو تلكؤ.
4- تحريم كل مسكر: استناداً إلى هذه الآيات والأحاديث، أجمع العلماء على أن كل ما خامر العقل وغطاه من المشروبات - سواء كانت من العنب أو غيره - فهي خمر محرمة بنص القرآن والسنة.
5- الخمر أم الخبائث: بينت الآية الأخيرة حكمة التحريم، حيث أن الخمر تزرع العداوة والبغضاء بين الناس، وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وهي نجسة وخبيثة.

معلومات إضافية:


- الخمر كانت آخر ما حرم من الأشربة في المدينة، في غزوة أحد أو
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٦٦٩) والترمذي (٣٠٣٩) والنسائي (٥٥٤٠) وأحمد (٣٧٨) وصحّحه الحاكم (٤/ ١٤٣) كلهم من طرق عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، عن عمر بن الخطاب، فذكره. وإسناده صحيح.
ولكن قال الترمذيّ: «وقد روي هذا الحديث عن إسرائيل مرسلًا، وقال: حدّثنا محمد بن العلاء، قال: حدّثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة (وهو عمرو بن شرحيل) أن عمر بن الخطاب قال: اللَّهم بَيِّنْ لنا في الخمر بيان شفاء، فذكره. ثم قال: «وهذا أصح من حديث محمد بن يوسف». انتهى.
قال الأعظمي: هكذا رواه الترمذيّ من طريق محمد بن يوسف، عن إسرائيل، ورواه إسماعيل بن جعفر، وخلف بن الوليد، وعبيد اللَّه بن موسى وغيرهم عن إسرائيل به مرفوعًا.
وقوله: ﴿إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا﴾ أي: لا يجوز للجنب أن يمكث في المسجد جنبا، ولا بأس به أن يعبر، والعبور هو المرور.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 303 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم بين لنا في الخمر بيانًا شفاء

  • 📜 حديث: اللهم بين لنا في الخمر بيانًا شفاء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم بين لنا في الخمر بيانًا شفاء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم بين لنا في الخمر بيانًا شفاء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم بين لنا في الخمر بيانًا شفاء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب