حديث: فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (٣٤)﴾

عن جابر بن عبد اللَّه في صفة حجة النبي ﷺ قال في حجة الوداع: «فاتقوا اللَّه في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان اللَّه، واستحللتم فروجهن بكلمة اللَّه،
ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبَرِّح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف».

صحيح: رواه مسلم في الحج (١٢١٨) من طرق عن حاتم بن إسماعيل المدني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، فذكره في حديث طويل.

عن جابر بن عبد اللَّه في صفة حجة النبي ﷺ قال في حجة الوداع: «فاتقوا اللَّه في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان اللَّه، واستحللتم فروجهن بكلمة اللَّه،
ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبَرِّح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أوتي جوامع الكلم وخُصَّ ببدائع الحكم، وقد قاله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع التي هي خاتمة عمره الشريف، فكأنها وصيته للأمة في النساء.

أولاً. شرح المفردات:


● فاتقوا الله في النساء: خافوا الله تعالى في معاملتهن، وأدوا حقوقهن، ولا تضيعوهن.
● أخذتموهن بأمان الله: أي بعقد النكاح الشرعي الذي هو أمانة من الله تعالى، فكأن الله هو الكفيل والضامن لهذا العقد.
● استحللتم فروجهن بكلمة الله: أي بحلّية النكاح الشرعي، وقوله "كلمة الله" أي بقوله تعالى: {فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ} [النساء: 25]، أو بالشهادة والتسمية عند العقد.
● لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه: أي لا يدخلن أحداً تكرهونه على فراشكم الذي هو خاص بكم، وهو كناية عن عدم خيانة المرأة لزوجها.
● فاضربوهن ضرباً غير مبرح: أي اضربوهن ضرباً غير شديد، لا يكسر عظماً ولا يترك أثراً.
● رزقهن وكسوتهن بالمعروف: أي النفقة واللباس على قدر الاستطاعة، بما يتعارف عليه الناس من غير إسراف ولا تقتير.

ثانياً. شرح الحديث:


يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بتقوى الله في النساء، لأن التقوى هي أساس كل خير، ثم يبين أن عقد النكاح هو أمانة من الله، وأن حلّية الاستمتاع بالزوجة مبني على كلمة الله أي على الشرع، فكأن الزواج عقد مقدس فيه مراعاة لحق الله تعالى.
ثم بين الحقوق المتبادلة بين الزوجين:
● حق الزوج على الزوجة: أن تحفظه في نفسها وماله وبيته، فلا تدخل أحداً يكرهه زوجها، وهذا من غاية الوفاء والأمانة.
● حق الزوجة على الزوج: أن ينفق عليها ويكسوها بالمعروف، أي بما جرت به العادة دون بخل ولا إسراف.
وأما الضرب فليس هو أول العلاج، بل هو آخر الدواء، وقد قال تعالى: {وَاضْرِبُوهُنَّ} [النساء: 34]، ولكن بشروط:
- أن يكون الضرب غير مبرح، أي غير شديد.
- أن يكون للتأديب عند النشوز، لا للإهانة أو الانتقام.
- وأن لا يكون في الوجه، ولا بما يؤذي.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يضرب امرأة ولا خادماً قط، كما في الحديث، فكأن هذا الإذن بالضرب مقيد بشرطه، ومحصور في حالات الضرورة.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- قدسية عقد النكاح: فهو أمانة الله، فلا يحل انتهاكه ولا الاستهانة به.
2- العدل في المعاملة: فكما للرجل حق على المرأة، فللمرأة حق على الرجل.
3- الرفق بالنساء: فالتقوى فيهن، والضرب غير المبرح، والنفقة بالمعروف، كلها تدل على الرحمة والرفق.
4- الحكمة في التأديب: فالتدرج في العلاج، من الموعظة إلى الهجر إلى الضرب غير المبرح، يدل على الحكمة الشرعية.
5- ضمان حقوق المرأة: فالنفقة والكسوة حق ثابت لها، ولا يجوز للزوج التهاون فيه.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث جزء من خطبة الوداع التي فيها قواعد عظيمة في الحقوق والواجبات.
- وقد رواه مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث المتعلقة ببناء الأسرة المسلمة.
- وفيه إشارة إلى أن الضرب هو آخر العلاج، وقد قال العلماء: إنه يكره الضرب إذا أمكن التأديب بدونه.
- وقوله "بكلمة الله" يحتمل أنها الشهادة عند العقد، أو التسمية، أو الإيجاب والقبول، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحج (١٢١٨) من طرق عن حاتم بن إسماعيل المدني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، فذكره في حديث طويل.
وقوله: «غير مُبَرِّح»، أي: كما قال الفقهاء هو ألا يكسر لها عضوا، ولا يؤثر فيها شيئًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 286 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله

  • 📜 حديث: فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب