حديث: ألم تر إلى الذين يزعمون

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (٦٠)﴾

عن ابن عباس قال: كان أبو بردة كاهنا يقضي بين اليهود فيما يتنافرون إليه، فتنافر إليه أناس من أسلم، فأنزل اللَّه تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ﴾.

صحيح: رواه الطبراني في الكبير (١١/ ٢٩٥) وابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٩٩١) كلاهما من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، ثنا صفوان بن عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس قال: كان أبو بردة كاهنا يقضي بين اليهود فيما يتنافرون إليه، فتنافر إليه أناس من أسلم، فأنزل اللَّه تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كَانَ أَبُو بُرْدَةَ كَاهِنًا يَقْضِي بَيْنَ الْيَهُودِ فِيمَا يَتَنَافَرُونَ إِلَيْهِ، فَتَنَافَرَ إِلَيْهِ أُنَاسٌ مِنْ أَسْلَمَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ﴾".
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في "صحيحه" في كتاب التفسير، باب قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ...} الآية.


1. شرح المفردات:


● كَانَ أَبُو بُرْدَةَ: هو رجل من اليهود، وليس الصحابي المعروف أبا بردة بن نيار الأنصاري رضي الله عنه.
● كاهنًا: أي عرافًا يدعي معرفة الغيب. والكهانة من أمور الجاهلية التي حرمها الإسلام.
● يَتَنَافَرُونَ: النِّفَار هو التنازع والخصام. والمقصود أنهم يترافعون إليه ويختصمون عنده ليحكم بينهم.
● مِنْ أَسْلَمَ: هي قبيلة معروفة من قبائل الأنصار في المدينة المنورة.
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ﴾: هذه بداية الآية (60) من سورة النساء، وهي: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا}.


2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل وعالم التفسير عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن سبب نزول هذه الآية الكريمة.
القصة: كان هناك رجل يهودي اسمه أبو بردة، وكان يعمل كهانة وعرافة، وكان اليهود يترافعون إليه ليحكم بينهم في خصوماتهم، معتقدين بجهل منهم أنه على حق أو أنه يعلم شيئًا. فوقع خصام بين بعض الأفراد من قبيلة أسلم (وهم مسلمون)، فذهبوا هم أيضًا إلى هذا الكاهن اليهودي ليقضي بينهم، تاركين حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
فأنزل الله تعالى هذه الآية العظيمة عتابًا وتوبيخًا لهؤلاء المسلمين الذين ادعوا الإيمان بالله ورسوله وبكل الكتب المنزلة، ثم هم يتركون التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويذهبون للتحاكم إلى طاغوت (وهو كل ما يعبد من دون الله، وهنا المقصود الكاهن وحكمه الباطل).
فالآية تكشف عن حقيقة إيمانهم الذي هو مجرد زعم وادعاء، وليس إيمانًا حقيقيًا يثمر الانقياد لحكم الله ورسوله.


3. الدروس المستفادة منه:


1- وجوب التحاكم إلى شرع الله: من كمال الإيمان ولوازمه أن يتحاكم المسلم إلى ما أنزل الله في كل شؤونه، كبيرها وصغيرها، ويترك التحاكم إلى القوانين الوضعية أو العادات الجاهلية أو أي حكم يخالف شرع الله.
2- خطورة الذهاب إلى العرافين والكهنة: الحديث يربط مباشرة بين الذهاب إلى الكاهن والتحاكم إليه وبين الإيمان بالطاغوت، وهذا ذنب عظيم ومن كبائر الذنوب.
3- الفرق بين الزعم والحقيقة: الإيمان الحقيقي ليس مجرد كلمة تقال، بل هو تصديق بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح، ومن أعظم أعمال الجوارح الانقياد والتحاكم إلى شرع الله.
4- الوعيد الشديد على هذه الأفعال: نزلت الآية وعيدًا شديدًا لهؤلاء، حيث وصف الله من يحكم بغير ما أنزل الله بالكفر والظلم والفسق، كما في آيات أخرى.
5- السببية في النزول لا تخصص العموم: رغم أن الآية نزلت في هذه القصة الخاصة، إلا أن حكمها وعموم لفظها يشمل كل من تحاكم إلى غير شرع الله تعالى، في أي زمان ومكان.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- سورة النساء التي وردت فيها الآية هي من السور المدنية التي تهتم بشؤون المجتمع المسلم وتنظيم علاقاته، وبيان أحكام الشرع.
- الآية التي تليها (61) توضح صفة المنافقين عندما يُدْعَوْنَ إلى حكم الله ورسوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا}، مما يؤكد على أن قبول حكم الله هو علامة على صحة الإيمان.
- هذا الحديث يعد من أدلة أهل العلم على بطلان التحاكم إلى القوانين الوضعية التي تستبدل شرع الله، وأن ذلك من أعظم المنكرات.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الكبير (١١/ ٢٩٥) وابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٩٩١) كلاهما من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، ثنا صفوان بن عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 317 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ألم تر إلى الذين يزعمون

  • 📜 حديث: ألم تر إلى الذين يزعمون

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ألم تر إلى الذين يزعمون

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ألم تر إلى الذين يزعمون

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ألم تر إلى الذين يزعمون

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب