حديث: المختال الفخور الذي يبغضه الله تعالى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (٣٦)﴾

عن مطرف قال: كان يبلغني عن أبي ذر حديث كنت أشتهي لقاءه، فلقيته فقلت: يا أبا ذر بلغني أنك تزعم أن رسول اللَّه ﷺ حدَّثكم أن اللَّه يحب ثلاثة، ويبغض ثلاثة، قال: أجل، فلا أخالُك، أكذب علي خليلي ثلاثًا؟ قلت: من الثلاثة الذي يبغض؟ قال: المختال الفخور، أو ليس تجدونه عندكم في كتاب اللَّه المنزل، ثم قرأ الآية: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (٣٦) قلت: ومن؟ قال: المختال المنان.

صحيح: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٩٥٠) عن أبيه، عن أبي نعيم، ثنا الأسود بن شيبان، ثنا يزيد بن عبد اللَّه بن الشخير، قال: قال مطرف (بن عبد اللَّه بن الشخير) فذكره.

عن مطرف قال: كان يبلغني عن أبي ذر حديث كنت أشتهي لقاءه، فلقيته فقلت: يا أبا ذر بلغني أنك تزعم أن رسول اللَّه ﷺ حدَّثكم أن اللَّه يحب ثلاثة، ويبغض ثلاثة، قال: أجل، فلا أخالُك، أكذب علي خليلي ثلاثًا؟ قلت: من الثلاثة الذي يبغض؟ قال: المختال الفخور، أو ليس تجدونه عندكم في كتاب اللَّه المنزل، ثم قرأ الآية: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (٣٦)﴾ قلت: ومن؟ قال: المختال المنان.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم فيه بيان لصفات يحبها الله وصفات يبغضها، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً مستعيناً بالله ثم بكتب أهل العلم المعتمدة.
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، وقال عنه الشيخ الألباني: "إسناده صحيح". وهو من أحاديث الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه.
### ثانياً. شرح المفردات
● يُخالُك: أي أظنك.
● مُخْتَال: المُتكبر المُعجب بنفسه الذي يرى نفسه أعلى من الآخرين.
● فَخُور: الذي يفتخر على الناس بنعم الله عليه وينسى مُنعِمها.
● مَنَّان: الذي يمنُّ بعطاياه على الناس ويُذكِّرهم بها ويُؤذيهم بذلك.
### ثالثاً. شرح الحديث
يُخبر الصحابي مطرف بن عبد الله أنه سمع عن أبي ذر رضي الله عنه حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتاق لملاقاته ليتأكد منه، فلما لقيه سأله: هل سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة؟ فأكد أبو ذر ذلك وغضب أن يُظن به الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر من الذين يبغضهم الله:
1- المختال الفخور: وهو المتكبر المغرور الذي يتعاظم على الناس ويَفتخر عليهم بما آتاه الله من نعم، وينسى أن الله هو الذي أنعم عليه. وقد استدل أبو ذر رضي الله عليه بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [لقمان: 36].
2- المختال المنان: وهو الذي يُعطي الناس ثم يمنُّ عليهم بمعروفه ويُكرر ذكره لهم، فيُبطل أجره ويُسيء إليهم.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- تحذير شديد من الكبر والافتخار: فالله تعالى يبغض المتكبرين ولا يحبهم، وقد جاء في حديث آخر: "لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر".
2- النهي عن المن والأذى: فالمسلم يعطي ابتغاء وجه الله ولا يمن بمعروفه، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} [البقرة: 264].
3- حرص الصحابة على سماع الحديث ونقله بدقة: وهذا من أدبهم رضي الله عنهم في طلب العلم وتثبيته.
4- الاستدلال بالقرآن على صحة السنة: فقد استشهد أبو ذر بالآية الكريمة لتأكيد ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم.

خامساً:

تطبيقات عملية في حياتنا
- أن نتجنب الكبر والغرور ونتواضع لله وللناس.
- أن نتصدق ونعطي دون منٍّ أو أذى.
- أن نحرص على سماع الأحاديث النبوية من مصادرها الموثوقة وننقلها بدقة.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يحبهم الله ويتجنب صفات مغاضبه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٩٥٠) عن أبيه، عن أبي نعيم، ثنا الأسود بن شيبان، ثنا يزيد بن عبد اللَّه بن الشخير، قال: قال مطرف (بن عبد اللَّه بن الشخير) فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه أيضًا أحمد (٢١٥٧٠) والحاكم (٢/ ٨٨ - ٨٩) والبيهقي (٩/ ١٦٠) كلهم من حديث الأسود بن شيبان به مثله، إلا أن البعض ذكر الآية من سورة لقمان: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [لقمان: ١٨].
قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 295 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المختال الفخور الذي يبغضه الله تعالى

  • 📜 حديث: المختال الفخور الذي يبغضه الله تعالى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المختال الفخور الذي يبغضه الله تعالى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المختال الفخور الذي يبغضه الله تعالى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المختال الفخور الذي يبغضه الله تعالى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب