حديث: إذا صلى في رحله ثم أدرك الإمام فليصل معه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (٦٤)﴾

عن يزيد بن الأسود قال: حججنا مع رسول اللَّه ﷺ حجة الوداع، قال: فصلى بنا رسول اللَّه ﷺ صلاة الصبح أو الفجر، قال: ثم انحرف جالسا، واستقبل الناس بوجهه، فإذا هو برجلين من وراء الناس لم يصليا مع الناس، فقال: «ائتوني بهذين الرجلين» قال: فأتي بهما ترعد فرائصهما، فقال: «ما منعكما أن تصليا مع الناس؟» قالا: يا رسول اللَّه، إنا كنا قد صلينا في الرحال. قال: «فلا تفعلا، إذا صلى أحدكم في رحله، ثم أدرك الصلاة مع الإمام، فليصلها معه، فإنها له نافلة». قال: فقال أحدهما: استغفر لي يا رسول اللَّه. فاستغفر له، قال: ونهض الناس إلى رسول اللَّه ﷺ ونهضت معهم، وأنا يومئذ أشب الرجال وأجلده. قال: فما زلت أزحم الناس حتى وصلت إلى رسول اللَّه ﷺ فأخذت بيده فوضعتها إما على وجهي أو صدري، قال: فما وجدت شيئًا أطيب ولا أبرد من يد رسول اللَّه ﷺ. قال: وهو يومئذ في مسجد الخيف.

صحيح: رواه أحمد (١٧٤٧٦) والسياق له، وأبو داود (٥٧٥) والترمذي (٢١٩) والنسائي (٨٥٨) وصحّحه ابن خزيمة (١٢٧٩) وابن حبان (٢٣٩٥، ١٥٦٥) كلهم من طرق عن يعلى بن عطاء، عن جابر بن يزيد بن الأسود، عن أبيه، قال: فذكره.

عن يزيد بن الأسود قال: حججنا مع رسول اللَّه ﷺ حجة الوداع، قال: فصلى بنا رسول اللَّه ﷺ صلاة الصبح أو الفجر، قال: ثم انحرف جالسا، واستقبل الناس بوجهه، فإذا هو برجلين من وراء الناس لم يصليا مع الناس، فقال: «ائتوني بهذين الرجلين» قال: فأتي بهما ترعد فرائصهما، فقال: «ما منعكما أن تصليا مع الناس؟» قالا: يا رسول اللَّه، إنا كنا قد صلينا في الرحال. قال: «فلا تفعلا، إذا صلى أحدكم في رحله، ثم أدرك الصلاة مع الإمام، فليصلها معه، فإنها له نافلة». قال: فقال أحدهما: استغفر لي يا رسول اللَّه. فاستغفر له، قال: ونهض الناس إلى رسول اللَّه ﷺ ونهضت معهم، وأنا يومئذ أشب الرجال وأجلده. قال: فما زلت أزحم الناس حتى وصلت إلى رسول اللَّه ﷺ فأخذت بيده فوضعتها إما على وجهي أو صدري، قال: فما وجدت شيئًا أطيب ولا أبرد من يد رسول اللَّه ﷺ. قال: وهو يومئذ في مسجد الخيف.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه يزيد بن الأسود رضي الله عنه:

الحديث:


عن يزيد بن الأسود قال: حججنا مع رسول اللَّه ﷺ حجة الوداع، قال: فصلى بنا رسول اللَّه ﷺ صلاة الصبح أو الفجر، قال: ثم انحرف جالسا، واستقبل الناس بوجهه، فإذا هو برجلين من وراء الناس لم يصليا مع الناس، فقال: «ائتوني بهذين الرجلين» قال: فأتي بهما ترعد فرائصهما، فقال: «ما منعكما أن تصليا مع الناس؟» قالا: يا رسول اللَّه، إنا كنا قد صلينا في الرحال. قال: «فلا تفعلا، إذا صلى أحدكم في رحله، ثم أدرك الصلاة مع الإمام، فليصلها معه، فإنها له نافلة». قال: فقال أحدهما: استغفر لي يا رسول اللَّه. فاستغفر له، قال: ونهض الناس إلى رسول اللَّه ﷺ ونهضت معهم، وأنا يومئذ أشب الرجال وأجلده. قال: فما زلت أزحم الناس حتى وصلت إلى رسول اللَّه ﷺ فأخذت بيده فوضعتها إما على وجهي أو صدري، قال: فما وجدت شيئًا أطيب ولا أبرد من يد رسول اللَّه ﷺ. قال: وهو يومئذ في مسجد الخيف.

شرح المفردات:


● انحرف: تحول عن القبلة بعد الصلاة.
● ترعد فرائصهما: ترتجف أبدانهما من الخوف والهيبة.
● الرحال: بيوت الشعر أو الخيام التي كانوا ينزلون فيها.
● أشب الرجال: أقواهم وأكملهم شبابًا.
● أجلده: الأقوى جسمًا والأكثر قدرة.
● أزحم الناس: أدفعهم وأتقدم بينهم.
● مسجد الخيف: المسجد الذي في منى، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فيه أثناء الحج.

شرح الحديث:


1- السياق: حدث هذا في حجة الوداع، حيث صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر في مسجد الخيف بمنى.
2- ملاحظة النبي للرجلين: بعد الصلاة، لاحظ النبي صلى الله عليه وسلم وجود رجلين لم يصليا مع الجماعة.
3- استدعاؤهما وسؤالهما: استدعاهما النبي وسألهما عن سبب عدم صلاتهما مع الجماعة، فأجابا بأنهما قد صليا في خيامهما (رحالهما).
4- توجيه النبي: بين النبي صلى الله عليه وسلم أن صلاة الجماعة واجبة حتى لو صلى الشخص منفردًا مسبقًا، وأن الصلاة مع الإمام تعتبر نافلة له.
5- استغفار النبي لأحدهما: طلب أحد الرجلين من النبي صلى الله عليه وسلم الاستغفار له، فاستغفر له، مما يدل على رحمة النبي وتواضعه.
6- وصف يزيد بن الأسود: يصف الراوي قوته وشبابه، وكيف تقدم بين الناس ليمسك يد النبي صلى الله عليه وسلم ويشعر ببركتها وطيبها.

الدروس المستفادة:


1- وجوب صلاة الجماعة: الحديث يؤكد على وجوب صلاة الجماعة وعدم التخلف عنها دون عذر شرعي.
2- الأمر بإعادة الصلاة مع الإمام: حتى لو صلى الشخص منفردًا، فإن صلاته مع الإمام تعتبر نافلة، مما يدل على فضل الجماعة وأهميتها.
3- رحمة النبي صلى الله عليه وسلم: رغم أن الموقف كان توجيهيًا، إلا أن النبي استغفر للرجل عندما طلب ذلك، مما يدل على رحمته وشفقته.
4- بركة النبي صلى الله عليه وسلم: وصف يزيد بن الأسود ليد النبي بأنها أطيب وأبرد شيء، يدل على بركة النبي وفضله.
5- الهيبة والوقار: خوف الرجلين عند استدعائهما يدل على هيبة النبي صلى الله عليه وسلم ومكانته.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- مسجد الخيف في منى من المساجد العظيمة التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم أثناء حجه.
- الحديث يدل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم أصحابه وتوجيههم حتى في أصغر الأمور.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٧٤٧٦) والسياق له، وأبو داود (٥٧٥) والترمذي (٢١٩) والنسائي (٨٥٨) وصحّحه ابن خزيمة (١٢٧٩) وابن حبان (٢٣٩٥، ١٥٦٥) كلهم من طرق عن يعلى بن عطاء، عن جابر بن يزيد بن الأسود، عن أبيه، قال: فذكره. وإسناده صحيح.
وذكر النووي في المجموع (٨/ ٢٧٤) والإيضاح (ص: ٤٩٨) وابن كثير في تفسيره قصة غريبة عن العتبي قال: كنت جالسا عند قبر النبي ﷺ فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول اللَّه، سمعت اللَّه يقول: وقد جئتك مستغفرا لذنبي، مستشفعا بك إلى ربي، ثم أنشأ يقول: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾.
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم.
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني، فرأيت النبي ﷺ في النوم فقال: يا عُتْبِي، الحق الأعرابي فبشره أن اللَّه قد غفر له.
وهذه قصة باطلة مختلقة مخالفة لما كان عليه الصحابة والتابعون ومن تبعهم بإحسان إلى يومنا هذا، فإن أحدا من الصحابة ومن بعدهم لم يذهب إلى قبر النبي ﷺ مستشفعا لربه. ولو فعلوا ذلك لتواترت النقول.
والعتبي هو الشاعر الأخباري أبو عبد الرحمن محمد بن عبيد اللَّه بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب الأموي، ثم العتبي البصري، لم يكن محدثا، وإنما هو أخباري فقط.
وذكر الذهبي: أنه كان يشرب، ومات سنة ثمان وعشرين ومائتين. سير أعلام النبلاء (١١/ ٩٦) فمن كان هذا حاله لا يجوز النقل عنه إلا بالتعجب.
ورواه البيهقي في شعب الإيمان (٣٨٨٠) فقال: «أخبرنا أبو علي الروذباري، حدّثنا عمرو بن محمد بن عمرو بن الحسين بن بقية إملاء، حدّثنا شكر الهروي، حدّثنا يزيد الرقاشي، عن محمد ابن روح بن يزيد البصري، حدثني أبو حرب الهلالي، قال: حج أعرابي فلما جاء إلى باب مسجد رسول اللَّه ﷺ أناخ راحلته فعقلها، ثم دخل المسجد حتى أتى القبر ووقف بحذاء وجه رسول اللَّه ﷺ فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول اللَّه جئتك مثقلا بالذنوب والخطايا مستشفعا بك على ربك لأنه قال في محكم كتابه:، وقد جئتك بأبي أنت وأمي مثقلا بالذنوب والخطايا أستشفع بك على ربك أن يغفر لي ذنوبي، وأن تشفع في ثم أقبل في عرض الناس، وهو يقول:
يا خير من دفنت في الترب أعظمه ... فطاب من طيبه الأبقاع والأكم
نفسي الفداء بقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
وفي غير هذه الرواية: فطاب من طيبه القيعان والأكم» انتهى.
وفيه يزيد الرقاشي وهو أبان القاصّ ضعيف جدا، وفي الإسناد من لا يعرف حالهم، ولذا قال الحافظ ابن عبد الهادي في الصارم المنكي (ص: ٢٤٥ - ٢٤٧): «وقد ذكرها البيهقي في كتاب شعب الإيمان بإسناد مظلم عن محمد بن روح بن يزيد البصري، حدثني أبو حرب الهلالي قال: حج أعرابي فلما جاء إلى باب مسجد رسول اللَّه ﷺ أناخ راحلته فعقلها، ثم دخل المسجد حتى أتى القبر، ثم ذكر نحو ما تقدم، وقد وضع لها بعض الكذابين إسنادًا إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وفي الجملة: ليست هذه الحكاية المنكورة (أي منكرة) عن الأعرابي مما يقوم به حجة، وإسنادها مظلم مختلف ولفظها مختلف أيضًا، ولو كانت ثابتة لم يكن فيها حجة على مطلوب المعترض، ولا يصلح الاحتجاج بمثل هذه الحكاية، ولا الاعتماد على مثلها عند أهل العلم،
وباللَّه التوفيق» اهـ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 318 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا صلى في رحله ثم أدرك الإمام فليصل معه

  • 📜 حديث: إذا صلى في رحله ثم أدرك الإمام فليصل معه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا صلى في رحله ثم أدرك الإمام فليصل معه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا صلى في رحله ثم أدرك الإمام فليصل معه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا صلى في رحله ثم أدرك الإمام فليصل معه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب