حديث: رسول الله ﷺ يقول لعثمان بن طلحة: "هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (٥٨)﴾

عن صفية بنت شيبة أن رسول اللَّه ﷺ لما نزل مكة، واطمأن الناس، خرج حتى جاء البيت فطاف به سبعا على راحلته، يستلم الركن بمحجن في يده، فلما قضى طوافه دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة، ففتحت له، فدخلها، فوجد فيها حمامة من عيدان، فكسرها بيده، ثم طرحها، ثم وقف على باب الكعبة، وقد استكف
له الناس في المسجد.
ثم جلس رسول اللَّه ﷺ في المسجد، فقام إليه علي بن أبي طالب ومفتاح الكعبة في يده، فقال: يا رسول اللَّه، اجمع لنا الحجابة مع السقاية صلى اللَّه عليك، فقال رسول اللَّه ﷺ: «أين عثمان بن طلحة؟» فدعي له فقال: «هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بر ووفاء».

حسن: رواه محمد بن إسحاق - السيرة لابن هشام (٢/ ٤١١) قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي ثور، عن صفية بنت شيبة، فذكرته.

عن صفية بنت شيبة أن رسول اللَّه ﷺ لما نزل مكة، واطمأن الناس، خرج حتى جاء البيت فطاف به سبعا على راحلته، يستلم الركن بمحجن في يده، فلما قضى طوافه دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة، ففتحت له، فدخلها، فوجد فيها حمامة من عيدان، فكسرها بيده، ثم طرحها، ثم وقف على باب الكعبة، وقد استكف
له الناس في المسجد.
ثم جلس رسول اللَّه ﷺ في المسجد، فقام إليه علي بن أبي طالب ومفتاح الكعبة في يده، فقال: يا رسول اللَّه، اجمع لنا الحجابة مع السقاية صلى اللَّه عليك، فقال رسول اللَّه ﷺ: «أين عثمان بن طلحة؟» فدعي له فقال: «هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بر ووفاء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح، وله شواهد في الصحيحين وغيرهما، وهو من أحداث فتح مكة العظيمة، الذي كان في السنة الثامنة للهجرة.

أولاً. شرح المفردات:


● نزل مكة: أي دخلها منتصراً فاتحاً.
● اطمأن الناس: سكنوا وهدأوا من شدة الحرب والقتال.
● محجن: عصا معوجة الرأس (كالعكاز).
● يستلم الركن: يلمس حجر الركن الأسود تعظيماً له، وكان يستلمه بالمحجن لأنه كان على راحلته.
● حمامة من عيدان: تمثال أو صنم على شكل حمامة مصنوع من خشب.
● استكف له الناس: اجتمعوا حوله وامتلأ المسجد بهم.
● الحجابة: خدمة الكعبة وفتحها وإغلاقها.
● السقاية: سقاية الحجاج بالماء، وكانت من مناصب شرف في قريش.
● يوم بر ووفاء: يوم خير ووفاء بالوعد.

ثانياً. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث المشهد العظيم لدخول النبي صلى الله عليه وسلم مكة فاتحاً منتصراً، وهو يظهر تواضعه عليه الصلاة والسلام وحكمته في إدارة الأمور.
1- الطواف على الراحلة: طاف النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته لأنه كان قد أشعر الهدي (أي أحرم بالعمرة وقُلد الهدي)، وكان متعباً من السفر والقتال، فشرع له الطواف على الدابة. وكان يستلم الركن بالمحجن ليعلم الأمة كيفية تعظيم الحرم، ثم يقبل المحجن بعد ذلك تكريماً للحجر.
2- فتح الكعبة وتطهيرها من الأصنام: طلب النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة، الذي كان متولياً للحجابة (حجابة الكعبة)، فدخلها وكسر ما فيها من أصنام، ومنها تلك الحمامة الخشبية، تطهيراً للبيت من الشرك الذي دنسه.
3- موقف علي بن أبي طالب رضي الله عنه: بعد أن خرج النبي صلى الله عليه وسلم من الكعبة، تقدم إليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان المفتاح بيده بعد أن أخذه من عثمان، وطلب من النبي أن يجمع لهم منصبي السقاية والحجابة (وكانت السقاية من مسؤوليات بني هاشم، وعائلته)، ظناً منه أن النبوة توجب ذلك.
4- رد المفتاح وإظهار العدل: هنا تظهر الحكمة النبوية والعدل الإلهي. لم يستجب النبي صلى الله عليه وسلم لطلب علي، بل سأل عن عثمان بن طلحة، وأمر بإحضاره، ثم رد إليه المفتاح قائلاً: «هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بر ووفاء». أي اليوم يوم وفاء بالوعد وإحسان، وليس يوم غدر ومصادرة للحقوق.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الوفاء بالعهود: كان النبي صلى الله عليه وسلم قد وعد عثمان بن طلحة برد المفتاح إليه يوم الحديبية، فوفى بوعده في يوم انتصاره وسلطانه، مما يدل على عظمة خلقه وصدقه.
2- العدل ولو على الأقربين: الموقف درس عظيم في العدل، حيث فضّل النبي صلى الله عليه وسلم حق عثمان (الذي كان لا يزال على دين قومه وقت الحديبية، ثم أسلم بعد ذلك) على طلب ابن عمه علي رضي الله عنه، ليعلم الأمة أن الحق فوق القرابة.
3- الحكمة في القيادة: لم يصادر النبي صلى الله عليه وسلم المفتاح قهراً، بل أخذه ثم رده باحترام، مما دفع عثمان بن طلحة لاحقاً إلى الإسلام، لأنه رأى العدل والأمانة.
4- تطهير بيوت الله من الشرك: بيان أهمية تطهير المساجد والمواضع المقدسة من كل ما يخالف التوحيد.
5- التواضع: طاف على راحلته مع قدرته على المشي، يظهر التواضع even في لحظة الانتصار.

رابعاً. معلومات إضافية:


● عثمان بن طلحة: هو عثمان بن طلحة بن أبي طلحة العبدري، كان حاجب الكعبة قبل الإسلام، أسلم بعد فتح مكة، وأقرّه النبي صلى الله عليه وسلم على الحجابة، واستمرت في ذريته إلى اليوم.
● الحجابة والسقاية: كانت من المناصب الشرفية في قريش، والحجابة خاصة ببني عبد الدار، والسقاية خاصة ببني هاشم.
- هذا الموقف هو مصداق قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58].
نسأل الله أن يرزقنا الاقتداء بنبينا في أخلاقه وأفعاله.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه محمد بن إسحاق - السيرة لابن هشام (٢/ ٤١١) قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي ثور، عن صفية بنت شيبة، فذكرته. وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق.
وفي معناه ما رواه ابن جرير الطبري في تفسيره (٧/ ١٧٠): حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾، قال: نزلت في عُثمان بن طلحة، قَبض منه النبي ﷺ مفتاح الكعبة، فدخل به البيت يوم الفتح، فخرج وهو يتلو هذه الآية، فدعا عثمان إليه، فدفع إليه المفتاح. قال: وقال عمر بن الخطاب لما خرج رسول اللَّه ﷺ وهو يتلو هذه الآية: فداهُ أبي وأمي! ما سمعته يَتلوها قبل ذلك!
والحسين هو سُنَيد صاحب التفسير، وهو ضعيف عند أكثر المحدثين، والحجاج هو ابن محمد المصيصي، وكان سُنيد يُلَقِّنُ شيخه بعد ما تغير.
وقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 314 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله ﷺ يقول لعثمان بن طلحة: "هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم

  • 📜 حديث: رسول الله ﷺ يقول لعثمان بن طلحة: "هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رسول الله ﷺ يقول لعثمان بن طلحة: "هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رسول الله ﷺ يقول لعثمان بن طلحة: "هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رسول الله ﷺ يقول لعثمان بن طلحة: "هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب