حديث: أوصى جبريل بالجار حتى ظننت أنه سيورثه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (٣٦)﴾

عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص: ذبحت له شاة في أهله، فلما جاء قال: أهديتم لجارنا اليهودي؟ أهديتم لجارنا اليهودي؟ سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورّثه».

صحيح: رواه أبو داود (٥١٥٢) والترمذي (١٩٤٣) وأحمد (٦٤٩٦) كلهم من حديث سفيان، عن بشير بن إسماعيل، عن مجاهد، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره.

عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص: ذبحت له شاة في أهله، فلما جاء قال: أهديتم لجارنا اليهودي؟ أهديتم لجارنا اليهودي؟ سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورّثه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يوضح مكانة الجار في الإسلام، regardless من دينه أو عرقه. سأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● ذبحت له شاة: أي ذُبحت شاة (خروف أو معزى) في بيته أو لأهل بيته.
● أهله: أي أسرته أو عائلته.
● أهديتم: أي أعطيتم هدية أو جزءًا من اللحم.
● جارنا اليهودي: الجار الذي يعيش بجوارهم وكان يهوديًا (غير مسلم).
● جبريل: هو جبريل عليه السلام، المَلَك الموكل بالوحي.
● يوصيني بالجار: يكرر الوصية ويؤكد عليها.
● حتى ظننت أنه سيورثه: أي ظن النبي أن جبريل سيأمر بإعطاء الجار حق الميراث من التركة، مما يدل على شدة التأكيد.

2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه ذُبحت شاة في بيته (أي لأجل أهله)، فلما جاء وسأل عما فعلوا باللحم، كرر السؤال: "أهديتم لجارنا اليهودي؟" مرتين، مما يدل على اهتمامه الشديد بهذه الوصية. ثم بيّن سبب هذا الاهتمام بأنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن جبريل عليه السلام كان يوصيه بالجار بشكل متكرر ومستمر، لدرجة أن النبي ظن أن الوصية ستصل إلى حد جعل الجار يرث من تركة جاره (مثل الأقارب)، وهذا من أبلغ التأكيد على حقوق الجار.
المعنى الإجمالي: الحديث يؤكد على أهمية الإحسان إلى الجار، بل ويظهر أن هذه الوصية كانت من الوصايا المتكررة التي نزل بها جبريل من الله تعالى، مما يجعلها من الأمور العظيمة في الدين. والأمر لا يقتصر على الجار المسلم، بل يشمل غير المسلم أيضًا، كما في حالة الجار اليهودي هنا.

3. الدروس المستفادة منه:


● عظمة حق الجار في الإسلام: فقد بلغ من تأكيده أن النبي ظن أنه سيكون وارثًا، وهذا يدل على أن حقوق الجار قريبة من حقوق الأقارب.
● العدل والإحسان إلى غير المسلمين: الجار في الحديث كان يهوديًا، مما يبين أن الإسلام يأمر بالإحسان إلى الجيران regardless من ديانتهم، طالما لم يعادوا المسلمين.
● الاهتمام بالجار عمليًا: ليس مجرد كلام، بل تطبيق كما فعل عبد الله بن عمرو بالسؤال عن إهداء جزء من اللحم لجاره.
● التأكيد على القيم الاجتماعية: الإسلام يبني مجتمعًا متكافلًا، يبدأ من العلاقة مع الجيران.
● اتباع وصية النبي صلى الله عليه وسلم: الوصية بالجار جاءت من خلال الوحي، مما يجعلها أمرًا دينيًا وليس مجرد عادة اجتماعية.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وتواتره.
- في روايات أخرى: "مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيجعله وارثًا".
- هذا الحديث يندرج تحت نصوص كثيرة في القرآن والسنة تحث على الإحسان إلى الجار، مثل قوله تعالى: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ" (النساء: 36). والجار الجنب يعني الجار غير القريب أو غير المسلم.
- من صور الإحسان إلى الجار: إهداؤه الطعام، مساعدته في حاجته، عدم إيذائه، زيارته إذا مرض، مشاركته في أفراحه وأتراحه، وغير ذلك.
- هذا الحديث يرد على من يتهم الإسلام بعدم التسامح مع غير المسلمين، فهو يظهر رعاية حقوق الجار غير المسلم.
نسأل الله أن يجعلنا من المحسنين إلى جيراننا، وأن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في كل أمر. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٥١٥٢) والترمذي (١٩٤٣) وأحمد (٦٤٩٦) كلهم من حديث سفيان، عن بشير بن إسماعيل، عن مجاهد، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره.
قال الترمذيّ: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث عن مجاهد، عن عائشة وأبي هريرة، عن النبي ﷺ».
قال الأعظمي: بل إسناده صحيح، فإن رجاله ثقات رجال الصحيح، وبشير بن إسماعيل قد توبع في إسناده، تابعه داود بن شابور عند أحمد وهو ثقة أيضًا.
وأما حديث مجاهد عن عائشة وأبي هريرة فهو مخرج في كتاب الأدب، والخلاف على مجاهد لا يضر، فإن مجاهدا كثير الرواية، روى عن عبد اللَّه بن عمرو، كما روي عن عائشة وأبي هريرة، وكذلك روى عنه أصحابه، واختلفوا عليه. وكله صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 292 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أوصى جبريل بالجار حتى ظننت أنه سيورثه

  • 📜 حديث: أوصى جبريل بالجار حتى ظننت أنه سيورثه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أوصى جبريل بالجار حتى ظننت أنه سيورثه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أوصى جبريل بالجار حتى ظننت أنه سيورثه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أوصى جبريل بالجار حتى ظننت أنه سيورثه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب