حديث: حب النبي ﷺ من النفس والأهل والولد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (٦٩)﴾

عن عائشة قالت: جاء رجل إلى النبي ﷺ، فقال: يا رسول اللَّه، واللَّه إنك لأحب إليَّ من نفسي، وإنك لأحب إلي من أهلي، وأحب إليَّ من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك، فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رُفِعْتَ مع النبيين، وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك. فلم يَرُدَّ عليه النبي ﷺ حتى نزل جبريل بهذه الآية ﴿مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ﴾ الآية.

حسن: رواه الطبراني في الأوسط (٤٨٠)، وأبو نعيم في الحلية (٤/ ٢٣٩ - ٢٤٠)، وعنه الواحدي في أسباب النزول (ص: ١٥٩) وابن مردويه في تفسيره (ابن كثير) كلهم من حديث عبد اللَّه ابن عمران العابدي، قال: حدّثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن الأسود، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة قالت: جاء رجل إلى النبي ﷺ، فقال: يا رسول اللَّه، واللَّه إنك لأحب إليَّ من نفسي، وإنك لأحب إلي من أهلي، وأحب إليَّ من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك، فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رُفِعْتَ مع النبيين، وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك. فلم يَرُدَّ عليه النبي ﷺ حتى نزل جبريل بهذه الآية ﴿مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ﴾ الآية.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يرزقنا حب نبيه ﷺ واتباع سنته.
هذا حديث عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وفيه بيان لشدة محبة الصحابة رضي الله عنهم للنبي ﷺ، والشرح كما يلي:

1. شرح المفردات:


● ما أصبر حتى آتيك: لا أستطيع أن أتحمل البقاء بعيداً عنك.
● فلم يَرُدَّ عليه: لم يجب النبي ﷺ على سؤاله في الحال.
● حتى نزل جبريل: أي حتى جاء الوحي من الله تعالى بواسطة جبريل عليه السلام.
● رُفِعْتَ مع النبيين: أي ستكون في منزلة عالية ومرتبة رفيعة مع الأنبياء.

2. شرح الحديث:


تخبرنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن رجل من الصحابة (وهو أبو بكر الصديق كما في بعض الروايات) جاء إلى النبي ﷺ معبراً عن شدة حبه له، حتى إن هذا الحب فاق حبه لنفسه وأهله وولده. وكان شوقه إليه ﷺ عظيماً حتى إنه إذا ذكره وهو في بيته لا يطيق الصبر إلا أن يأتي وينظر إليه.
ثم عبّر عن خشيته التي كانت تؤرقه: فهو يعلم أن النبي ﷺ سيدخل الجنة ويرتفع إلى أعلى الدرجات مع النبيين، ويخاف أنه إذا دخل الجنة هو قد لا يصل إلى تلك الدرجة الرفيعة فيحرم من رؤيته فيها.
فلم يجب النبي ﷺ على هذا السؤال في حينه، لأنه يتعلق بأمر غيبي لا يعلمه إلا الله، حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية الكريمة من سورة النساء: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69].
فكانت هذه الآية بشرى من الله تعالى بأن كل من يطيع الله ورسوله سيكون في الجنة مع هذه الفئات المباركة من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وسيرافقهم ويأنس بهم.

3. الدروس المستفادة منه:


● وجوب محبة النبي ﷺ: فمحبته مقدمة على محبة النفس والأهل والمال، وهي من أصول الإيمان.
● محبة الصحابة للنبي ﷺ: الحديث شاهد على شدة محبة الصحابة له ﷺ وتعلق قلوبهم به.
● البشارة لأهل الطاعة: أن من يطع الله ورسوله سيكون رفيقاً لأهل الدرجات العلى في الجنة، وسينال صحبتهم.
● الأمل وطرد اليأس: لا ينبغي للمؤمن أن يقنط من رحمة الله، بل عليه أن يعمل صالحاً ويرجو أن يلحق بالصالحين.
● أدب النبي ﷺ: حيث لم يجب عن شيء من أمور الغيب حتى يأتيه الوحي من الله تعالى.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تبين فضل الصحابة ومكانتهم، وخاصة أبا بكر الصديق رضي الله عنه إذا كان هو المقصود بالرواية.
- الآية التي نزلت هي تيسير على الأمة وبشرى عظيمة، فليس شرطاً أن يكون الإنسان نبياً أو شهيداً حتى يكون في أعلى الدرجات، بل يكفيه طاعة الله ورسوله ليرافقهم في الجنة.
- المحبة الحقيقية للنبي ﷺ تظهر في الاتباع لسنته والاقتداء بهديه، كما قال الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31].
نسأل الله أن يرزقنا حب نبيه ﷺ واتباع سنته، وأن يجعنا من رفقائه في الجنة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الأوسط (٤٨٠)، وأبو نعيم في الحلية (٤/ ٢٣٩ - ٢٤٠)، وعنه الواحدي في أسباب النزول (ص: ١٥٩) وابن مردويه في تفسيره (ابن كثير) كلهم من حديث عبد اللَّه ابن عمران العابدي، قال: حدّثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن الأسود، عن عائشة، فذكرته.
وإسناده حسن من أجل عبد اللَّه بن عمران بن رزين -بفتح الراء وكسر الزاي- العابدي المكي صدوق معمر كما في «التقريب».
قال الهيثمي في المجمع (٧/ ٧): «رجاله رجال الصحيح غير عبد اللَّه بن عمران وهو ثقة». ونقل ابن كثير عن الحافظ أبي عبد اللَّه المقدسي أنه قال: «لا أرى بإسناده بأسا».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 322 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حب النبي ﷺ من النفس والأهل والولد

  • 📜 حديث: حب النبي ﷺ من النفس والأهل والولد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حب النبي ﷺ من النفس والأهل والولد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حب النبي ﷺ من النفس والأهل والولد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حب النبي ﷺ من النفس والأهل والولد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب