حديث: ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (٦٩)﴾

عن عائشة قالت: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «ما من نبي يَمْرضُ إلا خُيِّرَ بين الدنيا والآخرة»، وكان في شكواه الذي قُبِضَ فيه أخذته بحَّةٌ شديدة، فسمعته يقول: ﴿مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ﴾ فعلمت أنه خُيِّرَ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٨٦) ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٤٤: ٨٦) كلاهما من طريق سعد بن إبراهيم، عن عروة، عن عائشة، قالت: فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

عن عائشة قالت: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «ما من نبي يَمْرضُ إلا خُيِّرَ بين الدنيا والآخرة»، وكان في شكواه الذي قُبِضَ فيه أخذته بحَّةٌ شديدة، فسمعته يقول: ﴿مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ﴾ فعلمت أنه خُيِّرَ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه من المعاني الجليلة والدروس العظيمة ما ينبغي لكل مسلم أن يتأمل فيه.

أولاً. شرح المفردات:


● يَمْرَضُ: يُصاب بالمرض.
● خُيِّرَ: عُرِضَ عليه الخيار وُأُتِيَ له بالاختيار بين أمرين.
● بِحَّةٌ: غلظة في الصوت وخشونة بسبب شدة المرض.
● قُبِضَ فيه: توفي فيه.

ثانياً. شرح الحديث:


تخبرنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرها بأن كل نبي إذا أصابه مرض، فإن الله تعالى يكرمه بتكريم عظيم، وهو تخييره بين البقاء في الدنيا أو الانتقال إلى رفقة النعيم في الآخرة.
ثم تصف لنا المشهد المهيب في لحظات الوداع، عند اشتداد سكرات الموت عليه صلى الله عليه وسلم، حيث أخذته "البحة" الشديدة، وهي ما يعتري المحتضر من تغير في الصوت. وفي هذه اللحظة الحاسمة، سمعته يهمس بهذه الآية الكريمة من سورة النساء: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ}.
ففطنت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهي الحريصة على متابعته وخدمته، إلى أن هذا الذكر هو إشارة واضحة إلى أنه صلى الله عليه وسلم قد اختار لقاء ربه والانتقال إلى جوار هؤلاء الأبرار. فلم يكن يقرأها مجرد تلاوة، بل كان يعبر بها عن اشتياقه إلى الالتحاق بتلك الرفقة الطيبة في الجنة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- كرامة الأنبياء عند الله: فمن تكريم الله لهم أن يخيرهم عند الموت بين الدنيا والآخرة، وهذه منزلة رفيعة لا يعلمها إلا الله.
2- شوق النبي صلى الله عليه وسلم إلى لقاء ربه: فقد اختار الجوار مع الصالحين في الآخرة على البقاء في الدنيا، مع ما فيها من متاع وزينة، مما يدل على قوة إيمانه ويقينه بربه.
3- المرض تكفير للذنوب ورفعة للدرجات: فمرض النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن نقصاً، بل كان تكريماً وتخييراً، وهو للمؤمنين كذلك تكفير للسيئات ورفع في المنزلة.
4- فضل الصحابة وفقههم: حيث فهمت عائشة رضي الله عنها من مجرد تلاوة الآية أن النبي قد خُيّر واختار، وهذا يدل على دقة فهمها وحسن متابعتها لأحوال النبي صلى الله عليه وسلم.
5- الاستعداد للموت والاشتياق للآخرة: الحديث يحث المسلم على أن يكون قلبه معلقاً بالآخرة، مشتاقاً إلى لقاء الله ورفقة الصالحين، لا مغرماً بالدنيا وزخرفها.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في بيان ما يختص به الأنبياء من الكرامات.
- الآية التي تلاها النبي صلى الله عليه وسلم هي من سورة النساء (الآية 69)، وهي تصف أصناف أهل الجنة ورفقة المؤمن فيها.
- استدل العلماء بهذا الحديث على أن الموت ليس عدماً محضاً، بل هو انتقال من دار إلى دار، ومن حياة إلى حياة أخرى أسمى وأكمل.
نسأل الله تعالى أن يحشرنا في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٨٦) ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٤٤: ٨٦) كلاهما من طريق سعد بن إبراهيم، عن عروة، عن عائشة، قالت: فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 321 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة

  • 📜 حديث: ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب