حديث: ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده امرأة ولا خادما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (٣٤)﴾

عن عائشة قالت: ما ضرب رسول اللَّه ﷺ شيئًا قط بيده امرأة، ولا خادما.

صحيح: رواه مسلم في كتاب الرؤيا (٢٣٢٨) عن أبي كريب، حدّثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة قالت: ما ضرب رسول اللَّه ﷺ شيئًا قط بيده امرأة، ولا خادما.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث سيرة النبي ﷺ الخالدة، يرويه لنا من أعلم الناس ببيته وأحواله، أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، والذي يصور لنا أخلاق النبي ﷺ في التعامل مع أضعف الناس في مجتمعه.

الحديث بلفظه:


عن عائشة رضي الله عنها قالت: "مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، لا امْرَأَةً، وَلا خَادِمًا."
(رواه مسلم في صحيحه)


1. شرح المفردات:


● ضرب: يعني اللَّطم أو الضرب باليد أو بأي أداة لإلحاق الأذى الجسدي.
● شيئًا: كلمة تعميم، تفيد أنه لم يضرب أي كائن من الخلق.
● امرأة: تشمل زوجاته ﷺ وبناته وكل النساء.
● خادمًا: يشمل العبيد والإماء والخدم والموالي، وهم فئة كانت تُعامل في الجاهلية ومعظم الحضارات معاملة قاسية.


2. شرح الحديث:


تخبرنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها - وهي التي عاشت مع النبي ﷺ في بيته وعرفت أسراره وأحواله - بحقيقة عظيمة، وهي أن النبي ﷺ لم يرفع يده قط ليضرب بها إنسانًا، وتخص بالذكر فئتين كانتا عرضة للضرب والإهانة في تلك المجتمعات:
● المرأة: التي كانت تُظلم وتُهان.
● الخادم: الذي كان يعامل معاملة المتاع، لا معاملة الإنسان.
فالحديث ليس نفيًا للضرب مطلقًا (كضرب الزوجة التأديبي ضمن الضوابط الشرعية التي جاءت في آية التأديب، أو حدود التعزير التي يقيمها الحاكم)، بل هو نفي لـ ضرب الانتقام أو الانفعال أو الإهانة. فهو ﷺ لم يضرب بدافع الغضب أو العبودية أو انتقاص القيمة الإنسانية.
بل إن سيرته ﷺ مليئة بالمواقف التي تؤكد هذا المعنى:
- كان ﷺ يقول: "لاَ تُضْرِبُوا إِمَاءَ اللَّهِ" (رواه أبو داود).
- وكان يقول لنا: "أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ" (رواه الترمذي).
- وعندما أخطأ أحد خدمه، لم يضربه، بل قال له: "لَوْلَا الْقِصَاصُ لَضَرَبْتُكَ بِهَذِهِ السِّوَاكِ" (رواه أحمد)، أي أن الشرع فقط هو الذي يمنعه من أن يمسه بأذى.


3. الدروس المستفادة منه:


1- رفعة الأخلاق وكمال الخُلُق: الحديث صورة عملية من صور كمال خُلُق النبي ﷺ وحلمه وصبره، وهو الذي وصفه ربه فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].
2- الرفق بالضعفاء: يوجهنا الحديث إلى ضرورة الرفق بالضعفاء في المجتمع، وهم النساء والخدم، ومعاملتهم بالرحمة والعدل، لا بالعنف والقوة.
3- تحريم الظلم والإهانة: يحرّم الإسلام إهانة الإنسان أو ضربه لغير حق شرعي. فالجسد له حرمة، والكرامة الإنسانية مصونة.
4- التربية بالقدوة: النبي ﷺ هو المعلم الأول، فهو لا ينهى عن شيء ثم يفعله. لقد ربى أمته بأخلاقه قبل أقواله.
5- ضبط الغضب: الحديث درس عملي في كظم الغيظ وضبط النفس عند الغضب، وعدم الانتقام للنفس.
6- حقوق المرأة والخدم: يؤكد الحديث على مكانة المرأة والخدم في الإسلام، وأنهما ليسا ملكية يمكن التعامل معها بعنف، بل هما طرفان في علاقة تقوم على الحقوق والواجبات والاحترام المتبادل.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث جزء من مجموعة أحاديث تُعرف بـ "أحادرف الرفق"، والتي تصور جانبًا من جوانب رحمة النبي ﷺ ورفقه بالخلق.
- خلافًا للصورة النمطية، فإن الشريعة الإسلامية جاءت لتحرير الخدم والعبيد وتحرير المرأة من ظلم الجاهلية، وهذا الحديث خير دليل على ذلك.
- من الجدير بالذكر أن النبي ﷺ لم يضرب حتى أعداءه الذين آذوه، فلم يضرب أحدًا ممن شتموه أو آذوه في مكة، بل كان يدعو لهم بالهداية.
فكان ﷺ كما وصفته عائشة رضي الله عنها: "ما خُيّر رسول الله ﷺ بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا" (متفق عليه).
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في كتاب الرؤيا (٢٣٢٨) عن أبي كريب، حدّثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 288 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده امرأة ولا خادما

  • 📜 حديث: ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده امرأة ولا خادما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده امرأة ولا خادما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده امرأة ولا خادما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده امرأة ولا خادما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب