حديث: معنى من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (٤٠)﴾

عن أبي سعيد الخدري، عن رسول اللَّه ﷺ في حديث الشفاعة الطويل وفيه: «فيقول عز وجل: اذهبوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه» قال أبو سعيد: فإن لم تصدقوا فاقرؤوا: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا﴾.
وفي رواية: «أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٣٩) ومسلم في الإيمان (١٨٣) كلاهما من حديث زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، فذكره.

عن أبي سعيد الخدري، عن رسول اللَّه ﷺ في حديث الشفاعة الطويل وفيه: «فيقول ﷿: اذهبوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه» قال أبو سعيد: فإن لم تصدقوا فاقرؤوا: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا﴾.
وفي رواية: «أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الشفاعة الطويلة التي يرويها الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، يتعلق بأمر الموقف العظيم يوم القيامة وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته. وإليك الشرح المفصل له:

1. شرح المفردات:


● مثقال دينار: المقدار الذي يزن دينارًا من الذهب، وهو استعارة لوجود أدنى قدر من الإيمان.
● مثقال حبة من خردل: الخردل نبات صغير الحجم، وحبته صغيرة جدًا، فالمقصود وجود أدنى وأصغر قدر من الإيمان.
● يَظْلِم: ينقص من الحق أو يعاقب بغير ذنب.
● مِثْقَالَ ذَرَّةٍ: الذرة هي أصغر شيء يمكن تصوره، فالله لا يظلم أحدًا ولو بمقدار ذرة.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث جزء من حديث الشفاعة الطويل، حيث يصف النبي صلى الله عليه وسلم مشاهد يوم القيامة، وكيف يشفع لأمته بعد أن يشفع الأنبياء ولا يقبل منهم. فيأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يشفع، فيسجد تحت العرش ويحمد ربه بمحامد يفتحها الله عليه، ثم يقول الله تعالى: «يا محمد، ارفع رأسك، واشفع تُشَفَّع، وسل تُعْطَ».
ثم يأذن الله تعالى بإخراج من في قلبه أدنى قدر من الإيمان من النار، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اذهبوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه» وفي رواية: «مثقال حبة من خردل من إيمان».
وهذا يدل على عظيم رحمة الله تعالى، وأنه لا يترك في النار من كان في قلبه شيء من الإيمان، ولو كان قليلًا جدًا. فالإيمان ولو كان ضعيفًا أو مختلطًا بمعاصٍ، فإنه يكون سببًا في الخروج من النار بعد أن يدخلها صاحبه إن كان مستحقًا لها بذنوبه.
ثم استشهد أبو سعيد الخدري رضي الله عنه بالآية الكريمة: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا﴾ [النساء: 40]، ليبين أن الله تعالى لا يظلم أحدًا، فمن كان عنده مثقال ذرة من إيمان أو خير، فإن الله لا يضيعه، بل يجزيه به ويزيده من فضله.

3. الدروس المستفادة منه:


● عظم شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم: فهي تشمل حتى من دخل النار ممن كان في قلبه أدنى قدر من الإيمان.
● رحمة الله الواسعة: فالله تعالى لا يعذب من في قلبه إيمان، ولو كان قليلًا، بل يخرجه من النار بشفاعة نبيه.
● قيمة الإيمان ولو كان قليلًا: فلا يحتقر الإنسان قليل الإيمان أو العمل الصالح، فإنه قد يكون سببًا في النجاة.
● العدل الإلهي: فالله لا يظلم أحدًا، بل يجزى كل إنسان بعمله، والحسنة تضاعف والسيئة تكتب بمثلها.
● الحث على التمسك بالإيمان: ولو كان ضعيفًا، فإنه ينفع صاحبه يوم القيامة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث المتعلقة بأهوال يوم القيامة وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
- المقصود بـ "من في قلبه مثقال دينار أو حبة خردل من إيمان" هم عصاة الموحدين الذين دخلوا النار بذنوبهم، ولم يخرجوا منها بالشفاعة الأولى، فيخرجون بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
- الإيمان هنا يشمل التوحيد والإيمان بالله ورسوله، ولو كان ضعيفًا، كمن ارتكب الكبائر ولم يتب منها، لكنه مات على التوحيد.
- هذا من رحمة الله تعالى بعباده، حيث لا يعذب في النار من كان مؤمنًا أبدًا، بل يخرج منها sooner or لاحقاً بشفاعة أو برحمة الله.
نسأل الله تعالى أن يتفضل علينا بشفاعة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يخرجنا من النار برحمته وفضله. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٣٩) ومسلم في الإيمان (١٨٣) كلاهما من حديث زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، فذكره. واللفظ للبخاري. وفي لفظ مسلم: «من وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 299 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: معنى من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه

  • 📜 حديث: معنى من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: معنى من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: معنى من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: معنى من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب