حديث: إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا بل يصدق بعضه بعضا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (٨٢)﴾

عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: «لقد جلست أنا وأخي مجلسا ما أُحِبّ أنّ لي به حُمْرُ النعم، أقبلتُ أنا وأخي، وإذا مشيخةٌ من صحابة رسول اللَّه ﷺ جلوس عند باب من أبوابه، فكرهنا أن نفرّق بينهم، فجلسنا حَجرةً، إذ ذكروا آيةً من القرآن، فتماروا فيها، حتى ارتفعت أصواتهم، فخرج رسول اللَّه ﷺ مُغضَبًا، قد احمرّ وجهه، يرميهم بالتراب، ويقول: «مهلا يا قوم، بهذا أُهلكت الأمم مِن قبلكم، باختلافهم على أنبيائهم، وضربهم الكُتُب بعضها ببعض، إنّ القرآن لم ينزل يُكذّب بعضه بعضا، بل يصدّق بعضه بعضا، فما عرفتم منه، فاعملوا به، وما جهلتم منه، فرُدّوه إلى عالمه».

حسن: رواه أحمد (٦٧٠٢) عن أنس بن عياض، حدّثنا أبو حازم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره.

عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: «لقد جلست أنا وأخي مجلسا ما أُحِبّ أنّ لي به حُمْرُ النعم، أقبلتُ أنا وأخي، وإذا مشيخةٌ من صحابة رسول اللَّه ﷺ جلوس عند باب من أبوابه، فكرهنا أن نفرّق بينهم، فجلسنا حَجرةً، إذ ذكروا آيةً من القرآن، فتماروا فيها، حتى ارتفعت أصواتهم، فخرج رسول اللَّه ﷺ مُغضَبًا، قد احمرّ وجهه، يرميهم بالتراب، ويقول: «مهلا يا قوم، بهذا أُهلكت الأمم مِن قبلكم، باختلافهم على أنبيائهم، وضربهم الكُتُب بعضها ببعض، إنّ القرآن لم ينزل يُكذّب بعضه بعضا، بل يصدّق بعضه بعضا، فما عرفتم منه، فاعملوا به، وما جهلتم منه، فرُدّوه إلى عالمه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما:

أولاً. شرح المفردات:


● حُمْرُ النعم: الإبل الحمراء، وهي أنفس أموال العرب وأغلاها، يُضرب بها المثل في الغنى والقيمة.
● مشيخة: جمع مشيخ، وهم كبار السن والعلماء.
● حجرة: أي ناحية قريبة منهم.
● تماروا: تجادلوا وتنازعوا في الأمر.
● يَرْمِيهِم بِالتُّرَابِ: إشارة إلى التأنيب والتقريع، كمن يرمي التراب تعبيرًا عن الغضب والزجر.
● مَهْلًا: كلمة زجر بمعنى ارفقوا بأنفسكم وكفوا.
● أُهلِكَت: هلكت ودمرت.
● ضربهم الكتب بعضها ببعض: أي تعارضوا في فهم الكتب المنزلة وحرفوها.

ثانيًا. شرح الحديث:


يصف عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما موقفًا مؤثرًا حيث جلس هو وأخيه مجلسًا عظيم البركة، حتى أنه لا يُفضل عليه حتى أن يكون له أغلى الإبل. وكان ذلك المجلس عند باب النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان مجموعة من كبار الصحابة جلوسًا، فكَرِه أن يفرق بينهم فجلس قريبًا منهم.
فإذا بهم يذكرون آية من القرآن ويختلفون في تفسيرها أو فهمها، حتى ارتفعت أصواتهم في الجدال. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم غاضبًا وقد احمر وجهه من شدة الغضب لله، وكان يرميهم بالتراب زجرًا وتأنيبًا، قائلاً: "مهلاً يا قوم"، أي ارفقوا بأنفسكم وكفوا عن هذا الجدال.
ثم بين سبب غضبه: أن الأمم السابقة هلكت بسبب اختلافها على أنبيائها وتحريفها للكتب، وتكذيب بعضها بعضًا. وأكد أن القرآن منزل من عند الله لا تعارض فيه، بل هو يصدق بعضه بعضًا، ويوافق بعضه بعضًا.
ثم وجههم إلى الأدب الواجب مع القرآن: ما فهمتموه وعرفتموه فاعملوا به، وما أشكل عليكم ولم تفهموه فارجعوا فيه إلى أهل العلم المعروفين بالاستقامة والعلم الراسخ.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- تحريم الجدال في الدين بالباطل والغلو فيه: خاصة في القرآن والسنة، وأن ذلك من أسباب الهلاك.
2- القرآن كله حق لا تعارض فيه: فهو يصدق بعضه بعضًا، والاختلاف إنما يأتي من سوء الفهم أو القصور البشري.
3- الأدب مع العلماء وعدم التشدد في الخلاف: حتى لو كان المجلس فيه صحابة، فإن الجدال الشديد مذموم.
4- التسليم للعلماء في ما أشكل: فمن لم يفهم آية أو حديثًا يجب أن يرجع إلى العلماء الثقات ولا يفسر القرآن برأيه.
5- غضب النبي صلى الله عليه وسلم كان لله: مما يدل على عظم أمر الاختلاف في الدين بالباطل.

رابعًا. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على حرص الصحابة على الفهم والتعلم، لكن مع ذلك نُهوا عن الغلو.
- فيه تأكيد على أن الاختلاف إذا أدى إلى التفرق والعداوة فهو مذموم.
- الرسول صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه على الأدب حتى في طلب العلم.
- الحديث أصل في وجوب الرجوع إلى العلماء المتخصصين وعدم استباحة التفسير بالرأي بدون علم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ملاحظة: هذا الحديث رواه أحمد في المسند وابن ماجه، وهو حسن بشواهده.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٦٧٠٢) عن أنس بن عياض، حدّثنا أبو حازم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب؛ فإنّه حسن الحديث، وكذا أبوه.
وقد حذّر النبي ﷺ من الاختلاف في القرآن الكريم كما في الحديث الآتي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 330 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا بل يصدق بعضه بعضا

  • 📜 حديث: إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا بل يصدق بعضه بعضا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا بل يصدق بعضه بعضا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا بل يصدق بعضه بعضا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا بل يصدق بعضه بعضا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب