حديث: عنوان الحديث: آية اختلف فيها أهل الكوفة فرحلت إلى ابن عباس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (٩٣)﴾

عن سعيد بن جبير قال: «آية اختلف فيها أهل الكوفة، فرحلت فيها إلى ابن عباس، فسألته عنها». فقال: «نزلت هذه الآية: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ﴾ هي آخر ما نزل وما نسخها شيء».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٩٠)، ومسلم في التفسير (٣٠٢٣) كلاهما من طريق شعبة، حدّثنا مغيرة بن النعمان، قال: سمعت سعيد بن جبير قال: فذكره.

عن سعيد بن جبير قال: «آية اختلف فيها أهل الكوفة، فرحلت فيها إلى ابن عباس، فسألته عنها». فقال: «نزلت هذه الآية: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ﴾ هي آخر ما نزل وما نسخها شيء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع.
هذا الأثر الذي ذكر عن سعيد بن جبير - رحمه الله - يروي قصة عظيمة في بيان حرص السلف على طلب العلم وفهم كتاب الله تعالى، وسأشرحه لك على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● آية اختلف فيها أهل الكوفة: أي أن المفسرين والعلماء في الكوفة اختلفوا في فهم وتفسير آية من القرآن الكريم.
● فرحلت فيها إلى ابن عباس: سافر سعيد بن جبير من الكوفة إلى مكة أو إلى المكان الذي كان فيه ابن عباس (رضي الله عنهما) لسؤاله عن هذه المسألة.
● فجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ: عقابه وعذابه هو دخول نار جهنم.
● هي آخر ما نزل: هذه الآية من آخر ما نزل من القرآن الكريم.
● وما نسخها شيء: لم ينسخ حكمها أي آية أخرى، فهي باقية على حكمها.

ثانياً. شرح الأثر ومعناه:


يحكي سعيد بن جبير - وهو من كبار التابعين وعلمائهم - أنه حصل خلاف بين علماء الكوفة في تفسير قوله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 93].
فلم يتردد سعيد بن جبير في السفر إلى ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن، ليسأله عن هذه الآية، مما يدل على عظم شأن المسألة وحرصه على معرفة الحق.
فأجابه ابن عباس رضي الله عنهما بأن هذه الآية:
1- من آخر ما نزل من القرآن: أي أنها من أواخر الآيات نزولاً، مما يعني أن حكمها ثابت ومستقر.
2- لم ينسخها شيء: أي لم يأتِ بعدها ما ينسخ حكمها أو يخفف من وعيدها، بل هي باقية على عمومها وإطلاقها.
فهذا تأكيد من ابن عباس على عظم جريمة قتل المؤمن عمداً، وأن عقوبتها أخروية شديدة هي الخلود في نار جهنم - والعياذ بالله - بالإضافة إلى غضب الله ولعنته والعذاب العظيم.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- عظم جريمة القتل العمد: بيان خطورة قتل النفس المؤمنة بغير حق، وأنها من الكبائر العظيمة التي توعّد الله مرتكبها بالعذاب الأليم.
2- حرص السلف على طلب العلم: سفر سعيد بن جبير من الكوفة إلى ابن عباس يدل على حرص السلف على معرفة الحق وتتبع الصواب، وعدم التردد في بذل الجهد في طلب العلم.
3- الرجوع إلى العلماء: أهمية الرجوع إلى أهل العلم المعتبرين في حل الإشكالات العلمية وفهم النصوص الشرعية.
4- ثبات الأحكام الشرعية: أن أحكام القرآن ثابتة لا نسخ فيها إلا بدليل واضح، وهذه الآية لم ينسخها شيء فحكمها باقٍ.
5- الوعيد الشديد: تنبيه المسلم إلى الخوف من الله تعالى والحذر من اقتراف الكبائر ومن أعظمها قتل النفس بغير حق.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الأثر رواه الإمام البخاري في صحيحه معلقاً، والإمام أحمد في مسنده، وغيرهما.
- العلماء اختلفوا في التوبة من قتل المؤمن عمداً، والصحيح أن التوبة تجب ما قبلها، ولكن أمره إلى الله تعالى، فإن تاب توبة نصوحاً قبل الله منه، لكن لا يسقط حق أولياء المقتول في القصاص أو الدية.
- هذه الآية تدل على أن قاتل المؤمن متعمداً لا يخرج من النار إذا دخلها، وهو من أهل الخلود فيها، إلا أن يتغمده الله برحمته.
نسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٩٠)، ومسلم في التفسير (٣٠٢٣) كلاهما من طريق شعبة، حدّثنا مغيرة بن النعمان، قال: سمعت سعيد بن جبير قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 336 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عنوان الحديث: آية اختلف فيها أهل الكوفة فرحلت إلى ابن عباس

  • 📜 حديث: عنوان الحديث: آية اختلف فيها أهل الكوفة فرحلت إلى ابن عباس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عنوان الحديث: آية اختلف فيها أهل الكوفة فرحلت إلى ابن عباس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عنوان الحديث: آية اختلف فيها أهل الكوفة فرحلت إلى ابن عباس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عنوان الحديث: آية اختلف فيها أهل الكوفة فرحلت إلى ابن عباس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب