حديث: لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (١٢٣)﴾
وخيَّر بين أهل الأديان ففال: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (١٢٥)﴾ [سورة النساء: ١٢٥].
ضعيف: رواه ابن جرير الطبري (٧/ ٥١٠)، وفي إسناده مجاهيل لا يعرفون.
![وروي عن ابن عباس قوله: ﴿لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ إلى قوله ﴿وَلَا نَصِيرًا﴾ تخاصم أهل الأديان، فقال أهل التوراة: كتابنا خير الكتب، أنزل قبل كتابكم، ونبينا خير الأنبياء. وقال أهل الإنجيل مثل ذلك. وقال أهل الإسلام: لا دين إلا الإسلام، كتابنا نسخ كل كتاب، ونبينا خاتم الأنبياء، وأُمرتم وأمرنا أن نؤمن بكتابكم، ونعمل بكتابنا فقضى اللَّه بينهم فقال: ﴿لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ﴾. الآية.
وخيَّر بين أهل الأديان ففال: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (١٢٥)﴾ [سورة النساء: ١٢٥]. وروي عن ابن عباس قوله: ﴿لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ إلى قوله ﴿وَلَا نَصِيرًا﴾ تخاصم أهل الأديان، فقال أهل التوراة: كتابنا خير الكتب، أنزل قبل كتابكم، ونبينا خير الأنبياء. وقال أهل الإنجيل مثل ذلك. وقال أهل الإسلام: لا دين إلا الإسلام، كتابنا نسخ كل كتاب، ونبينا خاتم الأنبياء، وأُمرتم وأمرنا أن نؤمن بكتابكم، ونعمل بكتابنا فقضى اللَّه بينهم فقال: ﴿لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ﴾. الآية.
وخيَّر بين أهل الأديان ففال: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (١٢٥)﴾ [سورة النساء: ١٢٥].](img/Hadith/hadith_12208.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح هذا الأثر الوارد عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، والذي يفسر قوله تعالى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} [النساء: 123].
### أولاً. شرح المفردات
● أمانيكم: جمع "أمنية"، وهي التمني والادعاء بلا دليل أو عمل. والمقصود هنا الادعاء الكاذب بالنجاة والفوز بالجنة بمجرد الانتساب لدين معين دون عمل صالح.
● تخاصم: تحاجّ وتنازع.
● نسخ: أبطل وأزال، أي أن القرآن الكريم نزل مصدقاً لما قبله من الكتب ومهيمناً عليها، فصار الحكم بما فيه هو الواجب.
● خاتم الأنبياء: آخرهم، لا نبي بعده.
● أسلم وجهه لله: أخلص العبادة والتوجه لله وحده دون سواه.
● حنيفاً: مائلاً عن الشرك إلى التوحيد، مستقيمًا على دين الله.
### ثانياً. شرح الأثر والآيات
يصور لنا ابن عباس رضي الله عنهما مشهداً من مشاهد الخصام والجدال بين أتباع الديانات السماوية السابقة (أهل الكتاب) وأمة الإسلام. كل فريق يتباهى بما لديه دون تقديم الدليل العملي على صدق ادعائه:
1- ادعاء أهل التوراة (اليهود): زعموا أن كتابهم (التوراة) هو خير الكتب لأنه أنزل أولاً، وأن نبيهم (موسى عليه السلام) هو خير الأنبياء.
2- ادعاء أهل الإنجيل (النصارى): زعموا الأمر نفسه لكتابهم (الإنجيل) ونبيهم (عيسى عليه السلام).
3- رد أهل الإسلام: لم يردوا بمجرد الادعاء، بل بحقائق ثابتة:
* "لا دين إلا الإسلام": أي أن الله لا يقبل من أحد بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ديناً سوى الإسلام.
* "كتابنا نسخ كل كتاب": فالقرآن الكريم هو الكتاب المهيمن والمصدق لما بين يديه، والحكم به واجب على الجميع.
* "نبينا خاتم الأنبياء": فالنبوة مختومة به، وهو رسول الله إلى الناس كافة.
* "وأمرتم وأمرنا أن نؤمن بكتابكم، ونعمل بكتابنا": وهذا من العدل؛ فقد أمرنا الله بالإيمان بجميع الكتب والرسل السابقة، ولكننا مأمورون بالعمل بالشريعة الخاتمة التي نزلت في القرآن والسنة.
فأنزل الله تعالى حكمه الفصل في هذا النزاع بقوله: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ}، أي أن الأمر ليس بالتمني والادعاءات الباطلة، ولا بالانتساب المجرد إلى دين أو نبي. وإنما المعيار الحقيقي هو العمل الصالح. فمن يعمل سوءاً – من أي أمة كان – سيجزى به، ولن ينفعه انتسابه لديانة ما دون أن يكون معه إيمان وعمل صالح.
ثم بين الله تعالى معيار التفاضل الحقيقي، فلم يقل "من أحسن ديناً ممن ادعى اليهودية أو النصرانية"، بل قال: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ}. فجعل التفاضل بالأمرين الجوهريين:
1- إخلاص الدين لله (أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ): وهو تجريد التوحيد والعبادة لله وحده.
2- الاتباع الصحيح (وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا): وهو اتباع منهج النبي إبراهيم عليه السلام، الذي هو جوهر الإسلام (الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة)، وهذا هو ما جاء به خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.
3- إحسان العمل (وَهُوَ مُحْسِنٌ): وهو أن يعمل العمل على أكمل وجه، متقناً له، ومتبعاً فيه سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وختمت الآية بفضيلة عظيمة هي غاية التفاضل {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}، أي صفيّاً وحبيباً، وهذه المنزلة إنما نالها بإخلاصه واتباعه للحق.
### ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر
1- بطلان التفاخر بالانتساب فقط: لا قيمة للانتساب إلى دين أو ملة دون عمل بمقتضياتها وتحقيق شروطها. فالناس يُقبلون عند الله بأعمالهم، لا بأنسابهم أو ادعاءاتهم.
2- الإيمان والعمل هما معيار القبول: النجاة في الآخرة والفوز برضا الله تعالى مرتبط بحقيقة الإيمان والعمل الصالح، لا بمجرد الدعوى.
3- مزية الإسلام وشموله: الدين الحق عند الله هو الإسلام، الذي هو استسلام لله بالتوحيد وانقياد له بالطاعة، وهو دين جميع الأنبياء، ولكنه اكتمل وتم على يد خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم.
4- الرد على أهل الأهواء: يرد هذا الأثر على كل من يتفاخر بالانتساب دون عمل، ويحاجّ بالباطل، ويؤكد أن الحجة هي الحجة الشرعية القائمة على الدليل والبرهان.
5- التحذير من الأماني الكاذبة: يحذرنا من الغرور والاغترار بالآباء والأجداد
تخريج الحديث
ومعنى الآية: إنّ الدين ليس بالتحلي ولا بالتمني. وليس كل من ادّعى شيئًا، حصل له بمجرد دعواه، ولا كل من قال: إنّه هو المحق. سمع قوله بمجرد ذلك حتى يكون له من اللَّه برهان.
وقوله: عام لكل معصية صغيرة كانت أو كبيرة من المسلمين أو من الكفار، ولكن جاء التخصيص في قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ [سورة النساء: ١١٦] فما بقي إلّا الشرك، فمن يشرك باللَّه، ولم يتب منه فإنّه يجز بشركه.
وروي عن ابن عباس قوله: من يشرك يجز به وهو السوء، ولا يجد له من دون اللَّه وليا ولا نصيرا، إلّا أن يتوب قبل موته فيتوب اللَّه عليه.
رواه ابن جرير الطبري وغيره بإسناد حسن.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 363 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 338 عن ابن عباس: "لم ينسخها شيء" في قتل المؤمن متعمدا
- 339 ألمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة؟
- 340 عن زيد بن ثابت: نزلت الغليظة بعد اللينة فنسخت اللينة.
- 341 لا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً
- 342 بعثنا رسول الله إلى إضم وقتل محلم بن جثامة عامرًا...
- 343 {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر}
- 344 فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي، ثم سري عنه
- 345 لا يستوي القاعدون من المؤمنين والخارجون إلى بدر
- 346 القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر
- 347 أعوذ بالله من غضب رسول الله
- 348 عنوان الحديث: نهى عكرمة عن الاشتراك مع المشركين في القتال
- 349 إخراج المشركين للمسلمين مكرهين إلى بدر
- 350 كنت أنا وأمي ممن عذر الله في المستضعفين
- 351 اللهم نج المستضعفين من المؤمنين
- 352 مَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا...
- 353 فرض الله الصلاة في الحضر أربعا وفي السفر ركعتين وفي...
- 354 صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته
- 355 الصلاة في السفر ركعتان سنة النبي ﷺ
- 356 صلاة الخوف بعسفان مع رسول الله ﷺ
- 357 عبد الرحمن بن عوف كان جريحا
- 358 كان رسول الله ﷺ يذكر الله على كل أحيانه
- 359 قصة بني أبيرق ونزول آيات سورة النساء.
- 360 صلاح ذات البين أفضل من الصيام والصلاة والصدقة
- 361 إياكم وسوء ذات البين فإنها الحالقة
- 362 لا يجمع الله أمتي على الضلالة
- 363 لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ
- 364 اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا
- 365 يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ
- 366 وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ
- 367 إن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم...
- 368 امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا
- 369 يقسم لها بيوم سودة
- 370 يومي لعائشة
- 371 سودة تقول للنبي: لا تطلقني وأمسكني واجعل يومي لعائشة
- 372 امرأة خافت من بعلها نشوزًا فلا جناح عليهما أن يصلحا...
- 373 من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة...
- 374 أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء والفجر
- 375 صلاة المنافق، يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني...
- 376 مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين
- 377 كل سلطان في القرآن حجة
- 378 أنزل النفاق على قوم خير منكم ثم تابوا
- 379 عنوان الحديث: "لا تُسبِّخي عنه" أي لا تُخففي عنه
- 380 ابن مريم ينزل حكمًا مقسطًا ويكسر الصليب ويقتل الخنزير
- 381 نهى النبي عن الغلو في مدحه كما فعلت النصارى
- 382 جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا خير البرية
- 383 يا أيها الناس عليكم بتقواكم لا يستهوينكم الشيطان
- 384 آخر آية نزلت من القرآن الكريم في الكلالة
- 385 مريض لا أعقل فصبوا علي من وضوئه فعقلت
- 386 النصف للابنة والنصف للأخت
- 387 قسمة الميراث بين البنت وابنة الابن والاخت
معلومات عن حديث: لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ
📜 حديث: لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








