حديث: من يمنعك مني الليلة فقال النبي الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (٦٧)﴾

عن أبي هريرة قال: كان رسول اللَّه ﷺ إذا نزل منزلا، نظروا أعظم شجرة يرونها، فجعلوها للنبي ﷺ، فينزل تحتها وينزل أصحابه بعد ذلك في ظل الشجر،
فبينما هو نازل تحت شجرة، وقد علق السيف عليها، إذ جاء أعرابي، فأخذ السيف من الشجرة، ثم دنا من النبي ﷺ وهو نائم فأيقظه. فقال: يا محمد من يمنعك مني الليلة؟ فقال النبي ﷺ: «اللَّه» فأنزل اللَّه: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾.

حسن: رواه ابن حبان في صحيحه كما في موارد الظمآن (١٧٣٩) عن عبد اللَّه بن محمد الأزدي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أنبأنا مؤمّل بن إسماعيل، حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: كان رسول اللَّه ﷺ إذا نزل منزلا، نظروا أعظم شجرة يرونها، فجعلوها للنبي ﷺ، فينزل تحتها وينزل أصحابه بعد ذلك في ظل الشجر،
فبينما هو نازل تحت شجرة، وقد علق السيف عليها، إذ جاء أعرابي، فأخذ السيف من الشجرة، ثم دنا من النبي ﷺ وهو نائم فأيقظه. فقال: يا محمد من يمنعك مني الليلة؟ فقال النبي ﷺ: «اللَّه» فأنزل اللَّه: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين. هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، وهو في الصحيحين، يحمل قصة عظيمة فيها من العبر والدروس ما ينبغي لكل مسلم أن يتأملها.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● نزل منزلاً: أي وصل إلى مكان واستقر فيه أثناء السفر.
● أعظم شجرة: أي أكبر شجرة وأكثرها ظلاً.
● علق السيف عليها: وضع سيفه معلقاً في غمدها على غصن الشجرة.
● أعرابي: رجل من أهل البادية.
● من يمنعك مني الليلة؟: أي من يحميك مني وأنا أمسك السيف؟
● يعصمك: يحفظك ويحميك من الشر والأذى.


ثانياً. شرح الحديث:


كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يسافرون، وعندما يصلون إلى مكان للاستراحة، يبحثون عن أكبر شجرة ذات ظل واسع، فيجعلونها مكاناً خاصاً للنبي صلى الله عليه وسلم لينزل تحتها، وينزل بقية الصحابة حولها في ظلال الأشجار الأخرى.
وفي إحدى المرات، بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم نائماً تحت شجرة، وكان سيفه معلقاً على غصنها، جاء رجل أعرابي (من البادية)، فأخذ السيف من غصن الشجرة، ثم اقترب من النبي وهو نائم، وأيقظه، مسلطاً عليه السيف، وقال له بتحدٍ: "من يمنعك مني الليلة؟"، أي من يستطيع أن يحميك مني الآن وأنا أملك السيف؟
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بثقة وإيمان عميق: «الله»، أي أن الله هو الذي يحميني ويمنعك مني.
فلما سمع الأعرابي هذا الرد القوي المليء باليقين، ارتعدت يداه وارتعب قلبه، فسقط السيف من يده. فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم وقال للأعرابي: «والآن من يمنعك مني؟»، فقال الأعرابي: "كن خير آخذ"، أي كن خير من يستولي عليّ ويعفو. فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم وأطلق سراحه.
وبعد هذه الحادثة، نزلت الآية الكريمة:
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67].


ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- التوكل على الله والثقة بحفظه: النبي صلى الله عليه وسلم لم يخف من التهديد، بل وضع ثقته في الله، وهذا درس عظيم في التوكل والإيمان.
2- عظمة عفوه صلى الله عليه وسلم: مع أن الأعرابي هدده بالقتل، إلا أن النبي عفا عنه عندما أصبح الأمر بيده، يظهر الرحمة والتسامح.
3- حفظ الله لأنبيائه: الله تعالى هو الحافظ لنبيه، وهو القادر على أن يرد كيد الأعداء.
4- الأمانة في تبليغ الرسالة: نزول الآية بعد الحادثة يؤكد على أهمية تبليغ الرسالة كاملة دون خوف من أحد.
5- الهدوء في المواقف الصعبة: النبي صلى الله عليه وسلم لم يفقد صوابه، بل كان هادئاً وواثقاً بربه.


رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- القصة تدل على أن حفظ الله لرسوله كان معجزة ظاهرة، مما جعل الأعرابي يرتعب ويسقط السيف من يده.
- الآية التي نزلت بعد الحادثة {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} تطمئن النبي صلى الله عليه وسلم وتحثه على الاستمرار في الدعوة دون خوف.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يتعلمون من سيرة نبيهم، ويقتدون به في حسن التوكل على الله والعفو عند المقدرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن حبان في صحيحه كما في موارد الظمآن (١٧٣٩) عن عبد اللَّه بن محمد الأزدي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أنبأنا مؤمّل بن إسماعيل، حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده حسن فيه مؤمّل بن إسماعيل؛ وهو سيء الحفظ، ويحسن حديثه إذا توبع، وقد تابعه آدم، عن حماد بن سلمة عند ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير (٣/ ١٥٥).
تنبيه: هذا الحديث لم أجده في النسخة المطبوعة من «صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان»، وهو موجود في أصل «صحيح ابن حبان»، لأن الحافظ ابن حجر أيضًا ذكره في «إتحاف المهرة» (٢٠٦٦٧) كما ذكره الهيثمي في «الموارد».
وفي معناه ما روي عن جعدة بن خالد الصّمة الجُشمي قال: سمعت النبي ﷺ ورأى رجلًا سمينا، فجعل النبي ﷺ يومئ إلى بطنه بيده، ويقول: «لو كان هذا في غير هذا، لكان خيرًا لك». قال: وأتي النبي ﷺ برجل، فقالوا: هذا أراد أن يقتلك. فقال له النبي ﷺ: «لم تُرَع، لم تُرَع، ولو أردت ذلك، لم يسلطك اللَّه عليّ».
رواه أحمد (١٥٨٦٨)، والطبراني في الكبير (٢/ ٢٨٤)، والحاكم (٤/ ١٢١ - ١٢٢)، والبيهقي في شعب الإيمان (٥٢٧٩، ٥٢٧٨) كلهم من طرق عن شعبة قال: سمعت أبا إسرائيل، قال: سمعت جعدة فذكره. واللفظ لأحمد. وبعضهم اقتصر على الجزء الأول فقط. وقال الحاكم: «صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: أبو إسرائيل الجُشمي مولى جعدة الجُشمي، اسمه شعيب لم يرو عنه سوى شعبة. ولم يوثقه أحد إِلَّا أن ابن حبان ذكره في ثقاته، لذا قال ابن حجر في التقريب: «مقبول» أي عند المتابعة، ولم أجد له متابعا.
وأما قول الهيثمي في «المجمع» (٨/ ٢٢٦ - ٢٢٧): «رجاله رجال الصحيح، غير أبي إسرائيل الجُشمي وهو ثقة»، فهو اعتماد منه على توثيق ابن حبان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 415 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يمنعك مني الليلة فقال النبي الله

  • 📜 حديث: من يمنعك مني الليلة فقال النبي الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من يمنعك مني الليلة فقال النبي الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من يمنعك مني الليلة فقال النبي الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من يمنعك مني الليلة فقال النبي الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب