حديث: من يمنعك مني فقلت الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (٦٧)﴾

عن جابر بن عبد اللَّه: أنه غزا مع رسولِ اللَّه ﷺ قِبَلَ نجد، فلما قَفَل رسولُ اللَّه ﷺ قفل معه، فأدركتهم القائلةُ في واد كثير العِضاةِ، فنزل رسول اللَّه ﷺ، وتفرَّق الناس يستظلُّون بالشجر، فنزلَ رسولُ اللَّه ﷺ تحت شجرة، وعلَّق بها سيْفَهُ، ونِمنا نومة، فإذا رسولُ اللَّه ﷺ يدعونا، وإذا عنده أعرابي، فقال: «إن هذا اخترطَ عليَّ سيفي وأنا نائم، فاستيقظتُ وهو في يده صلْتا، فقال: من يمنعك مني؟ فقلت: «اللَّه«ثلاثًا، ولم يعاقبْهُ، وجلسَ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد (٢٩١٠)، ومسلم في الفضائل (٨٤٢) كلاهما من حديث الزهري، حدثني سِنان بن أبي سنان الدؤلي، عن جابر فذكره.

عن جابر بن عبد اللَّه: أنه غزا مع رسولِ اللَّه ﷺ قِبَلَ نجد، فلما قَفَل رسولُ اللَّه ﷺ قفل معه، فأدركتهم القائلةُ في واد كثير العِضاةِ، فنزل رسول اللَّه ﷺ، وتفرَّق الناس يستظلُّون بالشجر، فنزلَ رسولُ اللَّه ﷺ تحت شجرة، وعلَّق بها سيْفَهُ، ونِمنا نومة، فإذا رسولُ اللَّه ﷺ يدعونا، وإذا عنده أعرابي، فقال: «إن هذا اخترطَ عليَّ سيفي وأنا نائم، فاستيقظتُ وهو في يده صلْتا، فقال: من يمنعك مني؟ فقلت: «اللَّه«ثلاثًا، ولم يعاقبْهُ، وجلسَ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع. هذا حديث عظيم من أعلام النبوة، فيه من العبر والدروس ما يعظم الخشوع لله تعالى، وسأشرحه لك جزءًا جزءًا إن شاء الله.

الحديث بلفظ آخر أوضح:


عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ بِذَاتِ الرِّقَاعِ، فَإِذَا أَتَيْنَا عَلَى شَجَرَةٍ ظَلِيلَةٍ تَرَكْنَاهَا لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَسَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مُعَلَّقٌ بِالشَّجَرَةِ، فَأَخَذَهُ فَاخْتَرَطَهُ، فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ: تَخَافُنِي؟ قَالَ: «لَا». قَالَ: فَمَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: «اللَّهُ». فَسَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ السَّيْفَ فَقَالَ: «مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟» قَالَ: كُنْ خَيْرَ آخِذٍ. قَالَ: «تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟» قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أُعَاهِدُكَ أَنْ لَا أُقَاتِلَكَ وَلَا أَكُونَ مَعَ قَوْمٍ يُقَاتِلُونَكَ. فَخَلَّى سَبِيلَهُ. فَأَتَى أَصْحَابَهُ فَقَالَ: جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ خَيْرِ النَّاسِ.
(رواه البخاري ومسلم)


1. شرح المفردات:


● قفل: رجع من الغزو.
● القائلة: وقت القيلولة، وهو الاستراحة نصف النهار.
● واد كثير العضاة: وادٍ كثير الشجر من الطلح والسمر وما شابهها من الأشجار التي لها شوك.
● يستظلون: يلتمسون الظل للاستراحة من حر الشمس.
● اخترط سيفي: سله من غمده وأخرجه.
● صلتا: مسلولاً، خالي الغمد.
● من يمنعك مني؟: من يقيك مني ويحميك؟
● لم يعاقبه: لم يؤذه أو يقتله.


2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن واقعة حدثت في غزوة "ذات الرقاع". بعد انتهاء الغزو، كان النبي ﷺ والمسلمون في طريق العودة إلى المدينة، ونزلوا للاستراحة في وقت القيلولة في وادٍ تكثر فيه الأشجار. تفرق الصحابة يلتمسون الظل تحت الأشجار، ونام النبي ﷺ تحت شجرة وعلّق سيفه بها كعادته.
وفجأة، استيقظ الصحابة على صوت النبي ﷺ وهو يدعوهم، فوجدوا عنده أعرابيًا (من أعراب نجد، وكانوا أشداء على المسلمين). هذا الأعرابي استغل نوم النبي ﷺ، فأخذ سيفه وسلّه من غمده ووقف فوق رأسه وهو نائم، مهددًا إياه بالقتل.
وفي هذه اللحظة الحرجة، التي يكون فيها الإنسان في أضعف حالاته، يظهر كمال توكل النبي ﷺ وثقته بالله تعالى. فبدلاً أن يذعر أو يخاف، قال له بكل ثقة وطمأنينة: "الله". أي أن الله هو الذي يمنعك مني ويحول بينك وبين قتلي. كررها ثلاث مرات تأكيدًا على هذا اليقين الراسخ.
فما كان من الأعرابي إلا أن انقلب حاله، فسقط السيف من يده دهشة وانكسارًا أمام هذه العزة الإلهية. فأخذ النبي ﷺ السيف وأمسك بالأعرابي، وصار هو المسيطر عليه، وسأله بنفس السؤال: "من يمنعك مني؟". فاعترف الأعرابي بالهزيمة وقال: "كن خير آخذ" أي كن خير من يستولي علي ويأسرني.
لم ينتقم النبي ﷺ لنفسه، بل عرض عليه الإسلام، فقال له: "تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟". فلما أبى أن يسلم، رضي منه أن يعاهده على ألا يحاربه أو يقف مع من يحاربه، ثم أطلق سراحه. فانصرف الأعرابي إلى قومه وهو يحدثهم عن عظمة أخلاق النبي ﷺ قائلاً: "جئتكم من عند خير الناس".


3. الدروس المستفادة منه:


1- كمال التوكل على الله والثقة به: الموقف أعظم دليل على أن النصر والحماية من الله وحده، وليس بالعدد والعدة. فالنبي ﷺ في لحظة الضعف الظاهري هذه، كان أقوى ما يكون بتوكله على ربه.
2- الرحمة والخلق العظيم للنبي ﷺ: من يتأمل الموقف يرى أن النبي ﷺ كان قادرًا على معاقبة ذلك الأعرابي أو حتى قتله، لكنه عفا عنه. هذه هي الرحمة التي وصفه الله بها: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].
3- الدعوة إلى الله في كل حال: حتى في لحظة الخطر والأسر، كان هم النبي ﷺ الأول هو دعوة الرجل إلى الإسلام، مما يدل على عظم حرصه على هدا
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجهاد (٢٩١٠)، ومسلم في الفضائل (٨٤٢) كلاهما من حديث الزهري، حدثني سِنان بن أبي سنان الدؤلي، عن جابر فذكره.
واسم هذا الأعرابي غورث بن الحارث كما في البخاريّ (٤١٣٦).
ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٤/ ١١٧٣) عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاري قال: «لما غزا رسول اللَّه ﷺ بني أنمار، نزل على ذات الرقيع بأعلى نخل، فبينما هو جالس على رأس بئر قد دلي رجليه. فقال الوارث من بني النجار: لأقتلن هذا. فقال له أصحابه: كيف تقتله؟ قال: أقول له: أعطني سيفك، فإذا أعطانيه قتلته به، قال: فأتاه فقال: يا محمد! أعطني سيفك أشيمه، فأعطاه إياه، فرعدت يده حتى سقط السيف من يده. قال رسول اللَّه ﷺ: «حال اللَّه بينك وبين ما تريد»، فأنزل اللَّه تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (٦٧).
وفيه موسى بن عبيد اللَّه ضعيف. ولذا قال أبن كثير في تفسيره: «هذا حديث غريب من هذا الوجه».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 414 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يمنعك مني فقلت الله

  • 📜 حديث: من يمنعك مني فقلت الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من يمنعك مني فقلت الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من يمنعك مني فقلت الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من يمنعك مني فقلت الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب