حديث: عبادة اللات والعزى قبل قيام الساعة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٣٣)﴾

عن عائشة قالت سمعت رسول اللَّه يقول: «لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى». فقلت: يا رسول اللَّه! إن كنت لأظن حين أنزل اللَّه: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ أن ذلك تاما. قال: «إنه سيكون من ذلك ما شاء اللَّه، ثم يبعث اللَّه ريحا طيبة، فتوفي كل من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، فيبقى من لا خير فيه، فيرجعون إلى دين آبائهم».

صحيح: رواه مسلم في الفتن (٢٩٠٧) من طرق عن خالد بن الحارث، حدّثنا عبد الحميد بن جعفر، عن الأسود بن العلاء، عن أبي سلمة، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة قالت سمعت رسول اللَّه يقول: «لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى». فقلت: يا رسول اللَّه! إن كنت لأظن حين أنزل اللَّه: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ أن ذلك تاما. قال: «إنه سيكون من ذلك ما شاء اللَّه، ثم يبعث اللَّه ريحا طيبة، فتوفي كل من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، فيبقى من لا خير فيه، فيرجعون إلى دين آبائهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى». فقلت: يا رسول الله! إن كنت لأظن حين أنزل الله: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ أن ذلك تاما. قال: «إنه سيكون من ذلك ما شاء الله، ثم يبعث الله ريحا طيبة، فتوفي كل من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، فيبقى من لا خير فيه، فيرجعون إلى دين آبائهم».
رواه مسلم في صحيحه.


1. شرح المفردات:


● اللات والعزى: صنمان كانا يعبدهما المشركون في الجاهلية، وهما من أكبر أصنامهم.
● تاما: أي كاملاً محققاً لا يُنقض ولا يبطل.
● ريحاً طيبة: هي ريح تأتي قبل قيام الساعة تقبض أرواح المؤمنين.
● توفي: هنا بمعنى تقبض وتأخذ.
● مثقال حبة خردل: أدنى قدر من الإيمان، والخردل حبة صغيرة جداً.
● يرجعون إلى دين آبائهم: أي يعودون إلى عبادة الأصنام والشرك كما كان آباؤهم في الجاهلية.


2. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن أمر عظيم من أشراط الساعة، حيث يفشو الشرك مرة أخرى في الأرض بعد أن كان الإسلام قد انتشر وعلت كلمته. وهذا لا يعني أن الإسلام سيندثر تماماً، بل ستبقى طائفة من أهل الحق حتى تقوم الساعة، لكن الشرك سيعود ويظهر بشكل واسع.
الشرح التفصيلي:
- قوله: «لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى»
هذا خبر من النبي صلى الله عليه وسلم عن حتمية وقوع الشرك مرة أخرى في هذه الأمة، وأن الأصنام ستعبد من قبل بعض الناس. وهذا من علامات الساعة التي أخبر عنها الصادق المصدوق.
- استنكار عائشة رضي الله عنها وتعجبها:
حيث ظنت أن وعد الله بإظهار الدين على الدين كله سيمنع حصول الشرك مرة أخرى، فأجابها النبي صلى الله عليه وسلم بأن إظهار الدين سيحصل كما وعد الله، ولكن ثم تكون أمور أخرى بعد ذلك.
- قوله: «إنه سيكون من ذلك ما شاء الله»
أي أن إظهار الدين سيكون موجوداً في الزمن الذي شاء الله له أن يكون، وسينتشر الإسلام ويعز.
- قوله: «ثم يبعث الله ريحاً طيبة»
هذه الريح هي من أشراط الساعة، تأتي قبل قيام الساعة فتقبض أرواح جميع المؤمنين، حتى من كان في قلبه أدنى قدر من الإيمان، فلا يبقى إلا شرار الناس.
- قوله: «فيبقى من لا خير فيه، فيرجعون إلى دين آبائهم»
أي أن الذين بقوا بعد قبض أرواح المؤمنين هم الأشرار الذين لا إيمان في قلوبهم، فيعودون إلى عبادة الأصنام والشرك، كما كان عليه آباؤهم في الجاهلية.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الإيمان بعلامات الساعة: يجب الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة، سواء كانت صغرى أو كبرى.
2- حتمية عودة الشرك: الحديث يدل على أن الشرك سيعود في آخر الزمان، وهذا يحذر من الفتن والانحرافات العقدية التي قد تظهر.
3- عظمة نعمة الإسلام: الحديث يذكرنا بنعمة الإسلام والعقيدة الصحيحة، وأنه يجب الحفاظ عليها وعدم الغفلة عن خطر الشرك.
4- الريح الطيبة قبض لأرواح المؤمنين: فيها بشارة للمؤمنين بأن الله سيحفظهم من الفتنة بهذه الريح التي تقبض أرواحهم قبل أن تقع الفتن العظيمة.
5- الاستمرار في الدعوة والصبر: على الدعاة أن يستمروا في دعوتهم ويصبروا على ما قد يواجهون من صعوبات وفتن.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تخبر عن الغيبيات التي ستقع، وقد وردت أحاديث أخرى بمعناه، مثل حديث حذيفة بن أسيد عن الريح التي تقبض المؤمنين.
- لا يعارض هذا الحديث قوله تعالى: ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾ لأن الإظهار حاصل في زمن من الأزمان، ثم تكون أحداث أخرى بعد ذلك كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
- يجب على المسلم أن يحذر من الشرك بأنواعه، خصوصا الشرك الخفي كالرياء والشرك في النيات والإرادات.
- هذا الحديث يبين أن وجود الشرك في آخر الزمان لا يعني نهاية الإسلام، بل تبقى طائفة منصورة على الحق حتى تقوم الساعة.

أسأل الله أن يحفظنا من الشرك والفتن، وأن يثبتنا على دينه حتى نلقاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفتن (٢٩٠٧) من طرق عن خالد بن الحارث، حدّثنا عبد الحميد بن جعفر، عن الأسود بن العلاء، عن أبي سلمة، عن عائشة فذكرته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 597 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عبادة اللات والعزى قبل قيام الساعة

  • 📜 حديث: عبادة اللات والعزى قبل قيام الساعة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عبادة اللات والعزى قبل قيام الساعة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عبادة اللات والعزى قبل قيام الساعة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عبادة اللات والعزى قبل قيام الساعة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب