حديث: ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه في نار جهنم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٣٤)﴾

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه في نار جهنم، فيجعل صفائح، فيكوى بها جنباه وجبينه حتى يحكم اللَّه بين عباده، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، ثم يرى سبيله، إما إلى الجنة وإما إلى النار. . .» الحديث.

صحيح: رواه مسلم في الزكاة (٢٦: ٩٨٧) عن محمد بن عبد الملك الأموي، حدّثنا عبد العزيز ابن المختار، حدّثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه في نار جهنم، فيجعل صفائح، فيكوى بها جنباه وجبينه حتى يحكم اللَّه بين عباده، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، ثم يرى سبيله، إما إلى الجنة وإما إلى النار. . .» الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو يحمل تحذيراً شديداً لمن يبخل بزكاة ماله.

أولاً. شرح المفردات:


● صاحب كنز: يقصد به من يملك مالاً بلغ النصاب (وهو الحد الأدنى للزكاة) وحال عليه الحول (مر عليه عام هجري).
● لا يؤدي زكاته: يمنعها ويبخل بها مع قدرته على إخراجها.
● أحمي عليه: أي أُسخن وأُحمى حتى يصبح شديد الحرارة.
● صفائح: جمع صفيحة، وهي القطعة العريضة من الحديد أو المعدن المحمى.
● يكوى بها: يمسح بها ويُحرق.
● جنباه وجبينه: جانباه وجبهته.
● حتى يحكم الله بين عباده: حتى تقوم الساعة ويفصل الله بين الخلائق.
● يوم كان مقداره خمسين ألف سنة: هو يوم القيامة، وطوله بالنسبة لأهواله وشدة حسابه.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن عاقبة وخيمة لمن يملك المال ويبخل بإخراج زكاته الواجبة عليه. فبدلاً من أن ينفقها في سبيل الله طاعةً له، فإنه يعاقب بأن يُجعل هذا المال الذي كنزه وحرم فيه حق الله وحق الفقراء، سبباً لعذابه الأليم في نار جهنم.
فيُحَمَّى هذا الكنز (المال) في نار جهنم حتى يصير كالصفائح المحماة، ثم يُكوى بها جبينه وجنباته تعذيباً له على بخله وتقصيره في حق الله. ويستمر هذا العذاب الشديد طوال فترة الانتظار الطويلة والمخيفة يوم القيامة، والتي مقدارها خمسون ألف سنة من سني الدنيا، حتى يقضي الله تعالى بين جميع عباده ويحاسبهم.
وبعد هذا الحساب الطويل والعذاب المرير، سيُرى مصيره النهائي، إما إلى الجنة إن كان من المؤمنين الموحدين الذين غفر الله لهم ذنوبهم، أو إلى النار ليدخلها بسبب كفره أو معاصيه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب أداء الزكاة: الحديث يؤكد على فرضية الزكاة وأنها ركن من أركان الإسلام، ومن جحد وجوبها فقد كفر، ومن بخل بها مع اعترافه بوجوبها فهو عاصٍ وآثم.
2- شدة وعيد مانع الزكاة: يبين الحديث شدة عقوبة من يبخل بالزكاة ويعرض عن أدائها، مما يدل على عظم هذا الذنب عند الله تعالى.
3- المال أمانة: المال الذي عند الإنسان هو في الحقيقة مال الله استخلفه فيه، وفيه حق معلوم للفقراء والمساكين، وليس ملكاً خالصاً له يتصرف فيه كيف يشاء.
4- التخويف من يوم القيامة: الحديث يذكر بطول يوم القيامة وهوله، لتحفيز المسلم على الاستعداد له بالأعمال الصالحة وترك المعاصي.
5- العدل الإلهي: أن الله تعالى لا يظلم أحداً، فبعد هذا العذاب على الصعيدة، سيكون الحساب النهائي العادل، الذي يرى فيه الإنسان نهاية طريقه.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الوعيد الشديد لمن بخل بالزكاة مع اعترافه بوجوبها، أما من أنكر وجوب الزكاة أصلاً فهو كافر خارج عن ملة الإسلام.
- يجب على المسلم أن يتعلم أحكام الزكاة؛ من معرفة النصاب، ومقدار ما يجب إخراجه، ومتى يجب الإخراج، وعلى أي الأموال تجب.
- الزكاة ليست مجرد إخراج مال، بل هي تطهير للمال ولنفس المسلم من البخل والشح، وهي سبب لنماء المال وبركته.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء حقّه في أموالنا، وأن يجعلنا من المنفقين في سبيله، والمتقين له حق التقوى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزكاة (٢٦: ٩٨٧) عن محمد بن عبد الملك الأموي، حدّثنا عبد العزيز ابن المختار، حدّثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 602 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه في نار جهنم

  • 📜 حديث: ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه في نار جهنم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه في نار جهنم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه في نار جهنم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه في نار جهنم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب