حديث: ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (١٢)﴾

عن زيد بن وهب قال: كنا عند حذيفة، فقال: ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة، ولا من المنافقين إلا أربع، فقال أعرابي: «إنكم -أصحاب محمد ﷺ تخبروننا، فلا ندري، فما بال هؤلاء الذين يبقرون بيوتنا ويسرقون أعلاقنا؟ قال:
«أولئك الفساق، أجل، لم يبق منهم إلا أربعة، أحدهم شيخ كبير لو شرب الماء البارد لما وجد برده».

صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٥٨) عن يحيى بن المثنى، حدّثنا يحيى، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا زيد بن وهب، قال: فذكره.

عن زيد بن وهب قال: كنا عند حذيفة، فقال: ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة، ولا من المنافقين إلا أربع، فقال أعرابي: «إنكم -أصحاب محمد ﷺ تخبروننا، فلا ندري، فما بال هؤلاء الذين يبقرون بيوتنا ويسرقون أعلاقنا؟ قال:
«أولئك الفساق، أجل، لم يبق منهم إلا أربعة، أحدهم شيخ كبير لو شرب الماء البارد لما وجد برده».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه دروس وعبر، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:


● "ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة": المقصود بأصحاب الآية هم الذين نزلت فيهم آية المنافقين، وهم الذين تخلفوا عن غزوة تبوك بغير عذر.
● "ولا من المنافقين إلا أربع": أي لم يبق على قيد الحياة من المنافقين المعروفين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أربعة.
● "يبقرون بيوتنا": أي يفتحون بيوتنا بالقوة وينهبون ما فيها.
● "يسرقون أعلاقنا": الأعلاق هي المتاع النفيس والمال الثمين.
● "أولئك الفساق": أي الخارجون عن طاعة الله، وليسوا منافقين في الباطن.
● "لو شرب الماء البارد لما وجد برده": كناية عن شدة فسقه وقسوة قلبه، حتى إنه لا يحس بلذة الطاعات ولا ينفع معه المواعظ.

ثانيًا. شرح الحديث:


كان الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه من كبار الصحابة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أسر إليه بأسماء المنافقين، فكان يعرفهم ويعرف أحوالهم. وفي هذا المجلس، أخبر حذيفة رضي الله عنه أن الذين تخلفوا عن غزوة تبوك بغير عذر (وهم الذين نزل فيهم قوله تعالى: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} [التوبة:118]) لم يبق منهم على قيد الحياة إلا ثلاثة، وكذلك المنافقون الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يبق منهم إلا أربعة.
فاستغرب أعرابي كان حاضرًا المجلس، وقال: كيف تقولون إن المنافقين قلة، ونحن نرى أناسًا يفسقون ويعتدون على بيوتنا ويسرقون أموالنا؟ فأجابه حذيفة رضي الله عنه: هؤلاء ليسوا منافقين بالمعنى الخاص (أي الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر)، بل هم فساق ظاهرون بفسقهم، ومع ذلك فإن منهم من بلغ في الفسق مبلغًا عظيمًا حتى إنه لا يستفيد من المواعظ ولا يرجى خيره.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الفرق بين النفاق والفسق: النفاق هو إبطان الكفر وإظهار الإسلام، وهو أعظم من الفسق، والمنافقون في الدرك الأسفل من النار. أما الفسق فهو الخروج عن الطاعة بارتكاب الكبائر مع بقاء أصل الإيمان.
2- خطورة الفسق: الفسق قد يصل بالعبد إلى درجة يقسو فيها قلبه فلا يتأثر بالموعظة، كما في وصف ذلك الشيخ الكبير الذي لو شرب الماء البارد لم يجد برده.
3- الحكمة في إخفاء أسماء المنافقين: لم يطلع النبي صلى الله عليه وسلم على أسماء المنافقين إلا بعض الصحابة مثل حذيفة، لحكمة عظيمة وهي عدم إثارة الفتنة بين المسلمين.
4- الصحابة كانوا يتحرون الدقة في نقل الأخبار: حذيفة لم يذكر أسماء الباقين من المنافقين احترازًا وحماية للمسلمين من الفتنة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- حذيفة بن اليمان كان من الصحابة الذين أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن منهم، وكان أمين سر النبي في معرفة المنافقين.
- الآية التي أشير إليها في الحديث هي قوله تعالى: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة:118].
- هذا الحديث يدل على أن الصحابة كانوا يمتثلون أمر الله ورسوله في تجنب إشاعة أخبار المنافقين إلا للضرورة.
أسأل الله أن ينفعنا بما سمعنا، وأن يجعلنا من المتقين الصالحين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٥٨) عن يحيى بن المثنى، حدّثنا يحيى، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا زيد بن وهب، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 578 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة

  • 📜 حديث: ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب