حديث: لماذا لم تكتب البسملة في سورة التوبة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل سورة التوبة

وقال ابن عباس: «التوبة هي الفاضحة».
ومما لا خلاف فيه أن البسملة لا تكتب قبل سورة التوبة، وأما ما روي فيه قول ابن عباس لعثمان بن عفان رضي الله عنه: «ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة، وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوأ بينهما سطر بسم اللَّه الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطول، ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان: «كان رسول اللَّه ﷺ مما يأتي عليه الزمان وهو يُنزَل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب، فيقول: «ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا». وإذا نزلت عليه الآية، فيقول: «ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا». وكانت الأنفال من أوائل ما أنزلت بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها فقُبِض رسول اللَّه ﷺ، ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر بسم اللَّه الرحمن الرحيم، فوضعتها في السبع الطول». فهو ضعيف منكر.
رواه الترمذيّ (٣٠٨٦)، واللفظ له، وأبو داود (٧٨٦)، وأحمد (٣٩٩)، وابن حبان (٤٣)، والحاكم (٢/ ٢٢١) كلهم من حديث عوف بن أبي جميلة، حدّثنا يزيد الفارسي، قال: حدّثنا ابن عباس قال: قلت لعثمان فذكره.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث عوف، عن يزيد الفارسي، عن ابن عباس. ويزيد الفارسي قد روى عن ابن عباس غير حديث، ويقال: هو يزيد بن هرمز، ويزيد الرقاشي هو يزيد بن أبان الرقاشي، ولم يدرك ابن عباس، ويزيد الفارسي أقدم من يزيد الرقاشي» انتهى.
قول الترمذيّ: يزيد الفارسي، ليس هو يزيد الرقاشي هذا صحيح لا خلاف فيه، وأما قوله: هو يزيد بن هرمز فخالفه جمهور أهل العلم، فقالوا: «يزيد الفارسي هذا، لم يرو عنه سوى عوف بن أبي جميلة، فهو في عداد المجهولين، وهو غير يزيد بن هرمز الثقة من رواة مسلم، ومن قال: إنهما واحد فقد وهم.
وأما سكوت الحافظ ابن كثير بعد نقل الحديث في تفسيره، وتصحيح الحاكم له، فهو محل استغراب. فإن في متنه أيضًا نكارة. فإن قول عثمان بأنه جعل سورة الأنفال والتوبة من الطوال مخالف لما ثبت بالتواتر أن ترتيب سور القرآن توقيفي؛ لأن النبي ﷺ عرض على جبريل في العرضة الأخيرة مرتين مرتبا. عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة التوبة؟ قال: التوبة هي الفاضحة؟ ما زالت تنزل: ومنهم ومنهم، حتى ظنوا أنها لم تبق أحدا منهم إلا ذُكِر فيها. قال: قلت: سورة الأنفال؟ قال: نزلت في بدر. قال: قلت: سورة الحشر. قال: نزلت في بني النضير.

متفق عليه: أخرجه البخاري في التفسير (٤٨٨٢)، ومسلم في التفسير (٣١: ٣٠٣١) كلاهما من طريق هُشيم، أخبرنا أبو بِشر (وهو جعفر بن أبي وحشية) عن سعيد بن جبير قال: فذكره.

وقال ابن عباس: «التوبة هي الفاضحة».
ومما لا خلاف فيه أن البسملة لا تكتب قبل سورة التوبة، وأما ما روي فيه قول ابن عباس لعثمان بن عفان ﵁: «ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة، وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوأ بينهما سطر بسم اللَّه الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطول، ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان: «كان رسول اللَّه ﷺ مما يأتي عليه الزمان وهو يُنزَل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب، فيقول: «ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا». وإذا نزلت عليه الآية، فيقول: «ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا». وكانت الأنفال من أوائل ما أنزلت بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها فقُبِض رسول اللَّه ﷺ، ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر بسم اللَّه الرحمن الرحيم، فوضعتها في السبع الطول». فهو ضعيف منكر.
رواه الترمذيّ (٣٠٨٦)، واللفظ له، وأبو داود (٧٨٦)، وأحمد (٣٩٩)، وابن حبان (٤٣)، والحاكم (٢/ ٢٢١) كلهم من حديث عوف بن أبي جميلة، حدّثنا يزيد الفارسي، قال: حدّثنا ابن عباس قال: قلت لعثمان فذكره.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث عوف، عن يزيد الفارسي، عن ابن عباس. ويزيد الفارسي قد روى عن ابن عباس غير حديث، ويقال: هو يزيد بن هرمز، ويزيد الرقاشي هو يزيد بن أبان الرقاشي، ولم يدرك ابن عباس، ويزيد الفارسي أقدم من يزيد الرقاشي» انتهى.
قول الترمذيّ: يزيد الفارسي، ليس هو يزيد الرقاشي هذا صحيح لا خلاف فيه، وأما قوله: هو يزيد بن هرمز فخالفه جمهور أهل العلم، فقالوا: «يزيد الفارسي هذا، لم يرو عنه سوى عوف بن أبي جميلة، فهو في عداد المجهولين، وهو غير يزيد بن هرمز الثقة من رواة مسلم، ومن قال: إنهما واحد فقد وهم.
وأما سكوت الحافظ ابن كثير بعد نقل الحديث في تفسيره، وتصحيح الحاكم له، فهو محل استغراب. فإن في متنه أيضًا نكارة. فإن قول عثمان بأنه جعل سورة الأنفال والتوبة من الطوال مخالف لما ثبت بالتواتر أن ترتيب سور القرآن توقيفي؛ لأن النبي ﷺ عرض على جبريل في العرضة الأخيرة مرتين مرتبا. عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة التوبة؟ قال: التوبة هي الفاضحة؟ ما زالت تنزل: ومنهم ومنهم، حتى ظنوا أنها لم تبق أحدا منهم إلا ذُكِر فيها. قال: قلت: سورة الأنفال؟ قال: نزلت في بدر. قال: قلت: سورة الحشر. قال: نزلت في بني النضير.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا وافيًا للحديث المذكور وأقوال العلماء حوله، مع بيان الدروس المستفادة، وذلك على النحو التالي:

### أولاً. شرح مفردات الحديث
● التوبة هي الفاضحة: أي سورة التوبة التي تكشف وتفضح المنافقين وأعمالهم.
● البسملة: قول "بسم الله الرحمن الرحيم".
● الأنفال: سورة الأنفال، وهي من السور المدنية.
● المثاني: السور التي تلي الطوال في الطول، وهي السور المتوسطة الطول.
● براءة: أي سورة التوبة.
● المئين: السور التي تبلغ آياتها مئة آية أو تزيد قليلاً.
● السبع الطول: السور السبع الطوال في القرآن (البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنعام، الأعراف، والأنفال والتوبة معًا حسب رواية عثمان في هذا الحديث).
● قُبِض: توفي النبي صلى الله عليه وسلم.

### ثانيًا. شرح الحديث
هذا الأثر ينقسم إلى قسمين:

# القسم الأول:

قول ابن عباس: "التوبة هي الفاضحة"
هذا القول صحيح ثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهو يشير إلى أن سورة التوبة قد نزلت لتفضح المنافقين وتكشف سوء نواياهم وخبث سرائرهم، حيث ذكرت صفاتهم وأفعالهم بشكل مفصل، حتى ظن الصحابة أنها لم تُبقِ أحدًا من المنافقين إلا وذكرته. وهذا من بلاغة القرآن وعظمته، حيث يفضح أهل النفاق والكفر.

# القسم الثاني:

حوار ابن عباس مع عثمان رضي الله عنهما حول عدم كتابة البسملة بين سورتي الأنفال والتوبة
هذا القسم من الأثر هو موضع الخلاف بين العلماء، وفيه رواية عن ابن عباس أنه سأل عثمان بن عفان رضي الله عنه عن سبب جمعه بين سورتي الأنفال والتوبة دون كتابة البسملة بينهما، ووضعهما في السبع الطوال.
ورد عثمان رضي الله عنه بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوضح مكان الآيات والسور، ولكن سورة التوبة (براءة) نزلت في آخر القرآن، وكانت قصة شبيهة بقصة الأنفال، فظن أنها منها، وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبين هل هي منها أم لا، فقرر عثمان جمعهما دون بسملة بينهما.

### ثالثًا. بيان حال الحديث من حيث الصحة والضعف
هذا الحديث ضعيف عند جمهور العلماء، وذلك للأسباب التالية:
1- ضعف في سنده: فيه راوٍ اسمه يزيد الفارسي، وهو مجهول الحال لم يرو عنه إلا عوف بن أبي جميلة، كما ذكر ذلك جمهور المحدثين. وبعض العلماء ظن أنه يزيد بن هرمز الثقة، ولكن الصحيح أنه غيره، وبالتالي فهو مجهول.
2- نكارة في متنه:
- مخالفته لما ثبت بالتواتر أن ترتيب سور القرآن توقيفي (أي بوحي من النبي صلى الله عليه وسلم)، حيث عرض القرآن على جبريل في العرضة الأخيرة مرتين بشكل مرتب.
- كما أن قول عثمان: "فوضعتها في السبع الطول" مخالف للمعروف أن السبع الطوال هي البقرة إلى سورة الأعراف، وليست الأنفال والتوبة.
3- تصحيح بعض العلماء له:
- صححه الحاكم وابن حبان، وحسنه الترمذي، ولكن جمهور العلماء على تضعيفه بسبب المجهول في سنده والمخالفة في متنه.

### رابعًا. الدروس المستفادة من الحديث
1- عناية الصحابة بالقرآن: حرص الصحابة رضي الله عنهم على فهم كل ما يتعلق بالقرآن وترتيبه وكتابته، وهذا يدل على عظم منزلته عندهم.
2- اجتهاد الصحابة في الأمور الشرعية: اجتهاد عثمان رضي الله عنه في جمع القرآن وترتيب سوره يدل على سعة علمه وحرصه على حفظ القرآن.
3- بيان حكمة عدم كتابة البسملة في أول سورة التوبة: لأنها نزلت بالسيف والبراءة من المشركين، والبسملة فيها أمان ورحمة، فلم تكن مناسبة لبداية السورة.
4- التثبت في رواية الأحاديث: هذا الحديث يبين أهمية التثبت في نقل الأحاديث وتمييز الصحيح من الضعيف.
5- فضل سورة التوبة: أنها تفضح المنافقين وتحذر منهم، مما يدل على أهمية الحذر من النفاق وأهله.

### خامسًا. معلومات إضافية مفيدة
- أجمع العلماء على أن البسملة لا تُكتب في أول سورة التوبة، وأنها نزلت بدونها.
- ترتيب سور القرآن توقيفي من النبي صلى الله عليه وسلم، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة.
- سورة التوبة لها أسماء أخرى، منها: الفاضحة، والكاشفة، والمبعثرة، لأنها بعثرت أسرار المنافقين.


الخلاصة:


الحديث ضعيف من حيث السند والمتن، ولكن القول بأن "التوبة هي الفاضحة" صحيح ثابت عن ابن عباس. وأما قصة سؤال عثمان واجتهاده في جمع السورتين دون بسملة بينهما فضعيفة، والصحيح أن ترتيب القرآن توقيفي من النبي صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

أخرجه البخاري في التفسير (٤٨٨٢)، ومسلم في التفسير (٣١: ٣٠٣١) كلاهما من طريق هُشيم، أخبرنا أبو بِشر (وهو جعفر بن أبي وحشية) عن سعيد بن جبير قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 573 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لماذا لم تكتب البسملة في سورة التوبة

  • 📜 حديث: لماذا لم تكتب البسملة في سورة التوبة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لماذا لم تكتب البسملة في سورة التوبة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لماذا لم تكتب البسملة في سورة التوبة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لماذا لم تكتب البسملة في سورة التوبة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب