ليبلغن هذا الأمر مبلغ الليل والنهار

حديث: ليبلغن هذا الأمر مبلغ الليل والنهار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٣٣)﴾

عن تميم الداري قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «ليبلغن هذا الأمر مبلغ الليل والنهار، ولا يترك اللَّه بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، يعز بعز اللَّه في الإسلام، ويذل به في الكفر».
وكان تميم الداري يقول: قد عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز، ولقد أصاب من كان كافرا الذل والصغار والجزية.

صحيح: رواه أحمد (١٦٩٥٧)، والحاكم (٤/ ٤٣٠)، وعنه البيهقي (٩/ ١٨١) من حديث صفوان ابن عمرو السكسكي، قال: حدثني سُليم بن عامر، عن تميم الداري، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا لهذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الصحابي الجليل تميم الداري رضي الله عنه، وأسأل الله تعالى أن ينفعنا به.

الحديث:

عن تميم الداري قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «ليبلغن هذا الأمر مبلغ الليل والنهار، ولا يترك اللَّه بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، يعز بعز اللَّه في الإسلام، ويذل به في الكفر». وكان تميم الداري يقول: قد عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز، ولقد أصاب من كان كافرا الذل والصغار والجزية.

1. شرح المفردات:

● "هذا الأمر": يقصد به دين الإسلام وشرائعه.
● "مبلغ الليل والنهار": أي سينتشر في كل مكان يصل إليه الليل والنهار، في جميع أرجاء الأرض.
● "بيت مدر": البيوت المبنية بالطوب والحجارة، أي بيوت الحضر والمتحضرين.
● "بيت وبر": البيوت المصنوعة من الشعر أو الصوف، أي بيوت البدو والرحل.
● "بعز عزيز": أي أن الإسلام سيدخل هذه البيوت إما بقوة وعزة (بحيث يعز صاحبها بالإسلام).
● "بذل ذليل": أو يدخلها بإذلال وصغار (بحيث يذل من يقاومه ويبقى على كفره).
● "الجزية": الضريبة التي يدفعها غير المسلمين (أهل الذمة) مقابل حمايتهم وتمكينهم من العيش في الدولة الإسلامية.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث الشريف يبشر بنشر الإسلام وانتشاره في كل بقاع الأرض، حتى يصل إلى كل مكان كما يصل الليل والنهار. ويؤكد أن الله تعالى لن يترك أي بيت، سواء كان من بيوت الحضر (المدر) أو البدو (الوبر)، إلا وسيدخله هذا الدين - الإسلام - بطريقة ما.
ويدخل الإسلام هذه البيوت بإحدى طريقتين:
● إما "بعز عزيز": أي أن أهل البيت يسلمون طواعية، فينالون العزة والشرف والخير بفضل الإسلام، فيصبحون أعزة بالإيمان والطاعة.
● أو "بذل ذليل": أي أنهم يرفضون الإسلام ويبقون على كفرهم، ولكنهم يصبحون تحت حكم المسلمين، فيذلون بدفع الجزية ويعيشون في صغار، وهذا ذلٌ في الدنيا قبل الآخرة.
ثم يوضح النبي ﷺ أن العزة الحقيقية هي بعزة الله تعالى في الإسلام، وأن الذل الحقيقي هو بالكفر والمعصية.
وأما قول تميم الداري رضي الله عنه: "قد عرفت ذلك في أهل بيتي..." فهو شهادة عملية على تحقق هذه النبوة في قومه، حيث أن من أسلم منهم نال العز والشرف، ومن بقي كافرًا نال الذل والصغار ودفع الجزية.

3. الدروس المستفادة منه:

● يقين بنصر الإسلام: الحديث يبعث الطمأنينة في قلوب المؤمنين بأن الإسلام سينتشر وسيعم الأرض كلها، وهذا وعد من الله تعالى ورسوله ﷺ.
● العزة بالإسلام: أن العزة الحقيقية هي في الانتماء إلى دين الله وطاعته، والذل هو في الكفر والمعصية.
● العدل الإلهي: أن الله تعالى يعامل الناس وفق اختياراتهم، فمن اختار الإسلام نال العزة، ومن اختار الكفر نال الذل.
● الصدق النبوي: تحقق نبوءات الرسول ﷺ دليل على صدق نبوته، كما شهد بذلك تميم الداري في قومه.
● الدعوة إلى الله: على الدعاة أن يستمروا في الدعوة إلى الإسلام لأنه سينتشر لا محالة، وأن يبشروا الناس بهذا المصير العظيم للإسلام وأهله.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، وقال عنه: صحيح الإسناد.
- تميم الداري رضي الله عنه كان نصرانيًا ثم أسلم، وكان من أهل الكتاب، فشهادته على قومه لها قيمة خاصة.
- انتشار الإسلام في العالم اليوم وشهادات الكثير من المسلمين الجدد الذين ينعمون بالطمأنينة والعزة دليل على صدق هذا الحديث.
- ينبغي للمسلم أن يعتز بدينه ويسعى لنشره، ويوقن أن العاقبة للمتقين.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المعتزين بدينه، والمؤيدين لشرعه، والمبشرين برسالته. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٦٩٥٧)، والحاكم (٤/ ٤٣٠)، وعنه البيهقي (٩/ ١٨١) من حديث صفوان ابن عمرو السكسكي، قال: حدثني سُليم بن عامر، عن تميم الداري، فذكره. وإسناده صحيح.
قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
والصواب أنه على شرط مسلم فقط، فإن البخاري لم يخرج عن هؤلاء.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 599 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ليبلغن هذا الأمر مبلغ الليل والنهار

📜 حديث: ليبلغن هذا الأمر مبلغ الليل والنهار

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ليبلغن هذا الأمر مبلغ الليل والنهار

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ليبلغن هذا الأمر مبلغ الليل والنهار

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ليبلغن هذا الأمر مبلغ الليل والنهار

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية