حديث: المؤمن لا ينجس
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٢٨)﴾
وفي رواية: «إن المسلم لا ينجس».
متفق عليه: رواه البخاريّ في الغسل (٢٨٥) عن عياش، قال: حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا حميد، عن بكر، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري (283) ومسلم (371) عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، وهو حديث صحيح متفق عليه، وفيه فوائد عظيمة ودروس مهمة.
أولاً. شرح مفردات الحديث:
● لقيني: قابلني وصادفني.
● جنب: على حالة الجنابة، وهي حالة من عدم الطهارة الكبرى بعد الجماع أو خروج المني.
● انسللت: انصرفت بخفية وسرعة دون أن يشعر بي.
● الرَّحْل: المكان الذي ينزل فيه المسافر، وهو هنا يعني بيت أبي هريرة أو مكان مبيته.
ثانياً. شرح الحديث:
يخبرنا أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ لقيه وهو على حالة الجنابة (أي غير متطهر الطهارة الكبرى)، فلم يتردد النبي ﷺ وأخذ بيده ومشى معه، مما يدل على كمال خلقه وعدم اكتراثه لهذه الحالة التي قد يتحاشاها بعض الناس. ثم انسل أبو هريرة بسرعة ليغتسل ويطهر نفسه، وعاد ليجد النبي ﷺ جالساً منتظراً، فسأله: (أين كنت يا أبا هر؟) - وهي كنية محبة لأبي هريرة - فأخبره أنه كان جنباً فذهب ليغتسل.
فرد عليه النبي ﷺ متعجباً من هذا الفعل بقوله: (سبحان الله! يا أبا هر، إن المؤمن لا ينجس). وفي رواية: (إن المسلم لا ينجس).
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- طهارة المؤمن الحقيقية: المقصود هنا أن المؤمن طاهر القلب والجوهر، فأعضاؤه وجسده طاهرة في ذاتها، والجنابة حدث أكبر يوجب الغسل للصلاة ومس المصحف وغيرها من العبادات، لكنها لا تجعل الشخص نفسه "نجساً" أو متصفاً بنجاسة تمنع من مخالطته أو ملامسته. هذا من رحمة الله تعالى وتيسيره على عباده.
2- التيسير ورفع الحرج: من مقاصد الشريعة الإسلامية التيسير وعدم التنفير، فلو كانت الجنابة تمنع من مخالطة الناس لشقت عليهم، ولكن الشرع الحكيم جعل النجاسة محصورة في أشياء معينة (كالبول والغائط والدم وغيرها)، ولم يجعل الإنسان نفسه نجساً أبداً.
3- الأدب مع النبي ﷺ: فعل أبي هريرة رضي الله عنه نابع من أدبه الشديد مع النبي ﷺ واحترامه له، حيث استحى أن يجلس معه وهو على غير طهارة كاملة، وهذا من كمال إيمانه وأدبه.
4- التعجب الاستنكاري: قول النبي ﷺ: (سبحان الله!) هو تعجب استنكاري، بمعنى: لماذا فعلت هذا؟! كان الأولى ألا تفعل. وهذا أسلوب تربوي رفيع من النبي ﷺ في تعليم أصحابه.
5- المسلم طاهر في أصله: هذا الحديث أصل من الأصول الكبرى في الشريعة، وهو أن الأصل في المسلم الطهارة والنظافة، والخبث والنجاسة طارئة وعارضة يجب إزالتها.
6- جواز مصافحة الجنب ومخالطته: لا حرج في مصافحة الجنب أو الجلوس معه أو مخالطته، لأن النجاسة ليست في ذاته، وإنما هي حكم شرعي يزول بالاغتسال.
رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:
● الفرق بين النجاسة الحكمية والنجاسة العينية:
● النجاسة العينية: هي الأشياء المستقذرة شرعاً كالبول والغائط والخمر، فهذه يجب تطهير المكان منها إذا أصابته.
● النجاسة الحكمية: هي التي تمنع من صحة العبادة كالجنابة والحيض، ولكنها لا تنجس بدن الإنسان أو ثوبه، بل يبقى طاهراً يمكن ملامسته ومخالطته.
● حكمة مشروعية الغسل من الجنابة: الغسل من الجنابة شرع لإزالة هذا الحدث الأكبر وإعادة الطهارة الكاملة للعبد ليقف بين يدي الله في الصلاة وغيرها من العبادات، وهو من تمام النظافة والعبادة.
● الرد على بعض الفرق: هذا الحديث رد على من قال بنجاسة الكافر أو المشرك، فإذا كان المؤمن لا ينجس فالكافر أيضاً لا ينجس بدنه، وإنما النجاسة في اعتقاده وكفره.
نسأل الله أن يفقهنا في ديننا، وأن يجعلنا من المتطهرين الطاهرين ظاهراً وباطناً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
ورواه مسلم في الحيض (٣٧١) من طريق حميد الطويل، عن أبي رافع به نحوه. فسقط عنده ذكر بكر بين حميد وأبي رافع، وهكذا في جميع نسخ صحيح مسلم، كما قال القاضي عياض، والصواب إثباته كما رواه البخاري وأصحاب السنن وغيرهم من الأئمة.
والرواية الثانية عند البخاري (٢٨٣) من وجه آخر عن حميد به.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 591 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 566 اللَّه أعلم بإسلامك، فإن يكن كما تقول، فاللَّه يجزيك
- 567 لا تدعون منها درهما
- 568 المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة
- 569 لا هجرة اليوم ولكن جهاد ونية
- 570 اغزوا باسم الله ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا
- 571 عن الزبير في نزول آية أولو الأرحام بعضهم أولى ببعض
- 572 الذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم
- 573 لماذا لم تكتب البسملة في سورة التوبة
- 574 آخر آية نزلت: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ﴾
- 575 تحريم الحج على المشركين والطواف عريانا
- 576 يوم النحر هو يوم الحج الأكبر
- 577 بعث النبي أبا بكر على الحج وقراءة براءة
- 578 ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة
- 579 من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له...
- 580 من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في...
- 581 ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن...
- 582 أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله
- 583 اسقني فإنهم يجعلون أيديهم فيه
- 584 ابن عباس: لا نريد تغيير ما أمر به رسول الله...
- 585 شرط الايمان ان يكون حب الرسول فوق حب الاهل والناس
- 586 لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من أهله وماله
- 587 لا حتى أكون أحب إليك من نفسك
- 588 رماة هوازن ما يكاد يسقط لهم سهم، فرشقوهم رشقا ما...
- 589 رسول الله ﷺ يقول: "هذا حين حمي الوطيس" يوم حنين
- 590 لما التقينا نحن ورسول الله والمسلمون لم يقوموا لنا حلب...
- 591 المؤمن لا ينجس
- 592 معنى المسلم لا ينجس
- 593 آداب الجهاد في الإسلام وأخلاق المحاربين
- 594 مَثَلُهُمْ مَثَلُ طَائِرٍ لَهُ رَأْسٌ وَلَهُ جَنَاحَانِ
- 595 اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله
- 596 لئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى
- 597 عبادة اللات والعزى قبل قيام الساعة
- 598 إن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها
- 599 ليبلغن هذا الأمر مبلغ الليل والنهار
- 600 لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا...
- 601 من كنز الذهب والفضة فلم يؤد زكاتها فويل له
- 602 ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه...
- 603 بشّر الكانزين بِكَيٍّ في ظهورهم
- 604 بشر الكانزين برضف يحمى عليه في نار جهنم
- 605 من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته
- 606 يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعا أقرع
- 607 من أطاع أميره فقد أطاعني
- 608 ما يسرني أن عندي مثل أحد ذهبا إلا شيئا أرصده...
- 609 الأكثرون أموالا إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا
- 610 أيما ذهب أو فضة أوكي عليه فهو جمر على صاحبه
- 611 إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا
- 612 قيمة الدنيا في الآخرة كنقطة في البحر
- 613 الدنيا أهون على الله من الجدي الميت
- 614 إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
- 615 ما ظنك باثنين الله ثالثهما
معلومات عن حديث: المؤمن لا ينجس
📜 حديث: المؤمن لا ينجس
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: المؤمن لا ينجس
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: المؤمن لا ينجس
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: المؤمن لا ينجس
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








