حديث: يوم النحر هو يوم الحج الأكبر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (٢) وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٣) إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (٤) فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥)﴾

عن ابن عمر أن النبي ﷺ وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حجّ، فقال: «أيّ يوم هذا؟» قالوا: يوم النحر، قال: «هذا يوم الحج الأكبر».

صحيح: رواه أبو داود (١٩٤٥)، وابن ماجه (٣٠٥٨)، وصحّحه الحاكم (٢/ ٣٣١)، والبيهقي (٥/ ١٣٩) من حديث هشام بن الغاز، قال: سمعت نافعا يحدث عن ابن عمر، فذكره.

عن ابن عمر أن النبي ﷺ وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حجّ، فقال: «أيّ يوم هذا؟» قالوا: يوم النحر، قال: «هذا يوم الحج الأكبر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: «أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ وَقَفَ يَوْمَ النَّحْرِ بَيْنَ الجَمَرَاتِ فِي الحَجَّةِ الَّتِي حَجَّ، فَقَالَ: أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالُوا: يَوْمُ النَّحْرِ، قَالَ: هَذَا يَوْمُ الحَجِّ الأَكْبَرِ».
[رواه البخاري في صحيحه]


شرح الحديث

# 1. شرح المفردات:


● وَقَفَ يَوْمَ النَّحْرِ: أي يوم العاشر من ذي الحجة، وهو اليوم الذي يذبح فيه الحجاج هديهم ويحلقون رؤوسهم.
● بَيْنَ الجَمَرَاتِ: الجمرات هي المواضع التي يرمي فيها الحجاج الحصيات، وهي: الجمرة الصغرى، والجمرة الوسطى، وجمرة العقبة (الكبرى). والمقصود هنا أنه وقف في الموضع الذي بينها أثناء خطبته.
● الحَجَّةِ الَّتِي حَجَّ: وهي حجة الوداع، التي حجها النبي ﷺ في السنة العاشرة من الهجرة.
● يَوْمُ الحَجِّ الأَكْبَرِ: هو اليوم الأعظم في مناسك الحج، الذي تجتمع فيه أهم أعمال الحج.

# 2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ في حجة الوداع، وقف في مكان يسمح للجميع برؤيته وسماعه، وهو المكان بين الجمرات (وقد ورد في روايات أخرى أنه كان عند جمرة العقبة)، وذلك بعد أن رمى الجمرة وحلق رأسه وذبح هديه.
ثم شرع ﷺ في تعليم أصحابه، مستخدماً أسلوباً تربوياً رفيعاً، بسؤالهم: «أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟». وكانوا يعرفون جيداً أنه يوم النحر، فأجابوا: «يَوْمُ النَّحْرِ».
فبيّن لهم النبي ﷺ عظمة هذا اليوم وخصوصيته، وأطلق عليه اسماً يليق بمكانته، فقال: «هَذَا يَوْمُ الحَجِّ الأَكْبَرِ».
لماذا سُمي "يوم الحج الأكبر"؟
لأنه اليوم الذي تكتمل فيه معظم أعمال الحج العظام، والتي لا يصح الحج إلا بها، ومنها:
● رمي جمرة العقبة: وهو أول ما يفعله الحاج بعد التوجه من مزدلفة.
● النحر أو الذبح: وهو تقرب إلى الله تعالى وامتثال لأمره.
● الحلق أو التقصير: وهو شعيرة من شعائر الله، وعلامة على انتهاء الإحرام والتخلص من بعض محظوراته.
● الطواف (طواف الإفاضة) والسعي: وهما الركنان الباقيان لإكمال مناسك الحج.
فاجتمعت في هذا اليوم أعظم الشعائر، فاستحق أن يسمى "اليوم الأكبر".

# 3. الدروس المستفادة منه:


1- بيان عظمة يوم النحر: فهو أفضل أيام السنة على الإطلاق كما ذهب إلى ذلك كثير من العلماء، لقوله ﷺ: (إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ) [رواه أبو داود].
2- أسلوب التربية والتعليم: استعمل النبي ﷺ أسلوب السؤال والجواب لشد انتباه السامعين وتثبيت المعلومة في أذهانهم.
3- بيان فضل الحج وعظم شأنه: حيث خصص الله يوماً كاملاً تكون فيه القربات عظيمة والأعمال جليلة.
4- الحث على استشعار عظمة الشعائر: ينبغي للمسلم أن يستحضر عظمة هذه الأيام وهذه المشاعر، ليعبد الله على بصيرة ويثيبته الأجر العظيم.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- اختلف العلماء في المقصود بـ "يوم الحج الأكبر" على قولين:
● القول الأول: أنه يوم النحر (العاشر من ذي الحجة)، وهو قول الجمهور واستدلوا بهذا الحديث.
● القول الثاني: أنه يوم عرفة، لقول الله تعالى: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ} [التوبة: 3]. ورجح بعض العلماء أن الآية نزلت في حجة أبي بكر الصديق رضي الله عنه التي كانت قبل حجة الوداع، وكان يوم الإعلان براءة المشركين من الحج، وكان ذلك في يوم عرفة. والجمع بين الحديث والآية أن لكل منهما سياقاً مختلفاً.
- سمي "الأكبر" تمييزاً له عن يوم عرفة، الذي يسمى "الحج" أو اليوم الأكبر في بعض السياقات، ولكن اجتماع معظم المناسك في يوم النحر جعله يستحق هذه التسمية على الوجه الأكمل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٩٤٥)، وابن ماجه (٣٠٥٨)، وصحّحه الحاكم (٢/ ٣٣١)، والبيهقي (٥/ ١٣٩) من حديث هشام بن الغاز، قال: سمعت نافعا يحدث عن ابن عمر، فذكره. واللفظ لأبي داود. وإسناده صحيح.
وكذلك قال أيضًا حميد بن عبد الرحمن كما في الصحيحين: البخاري (٤٦٥٧)، ومسلم (١٣٤٧).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 576 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يوم النحر هو يوم الحج الأكبر

  • 📜 حديث: يوم النحر هو يوم الحج الأكبر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يوم النحر هو يوم الحج الأكبر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يوم النحر هو يوم الحج الأكبر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يوم النحر هو يوم الحج الأكبر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب