حديث: بعث النبي أبا بكر على الحج وقراءة براءة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (٢) وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٣) إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (٤) فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥)﴾

عن جابر أن النبي ﷺ حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر على الحج، فأقبلنا معه، حتى إذا كان بالعرج ثَوَبَ بالصبح، ثم استوى ليُكبِّر فسمع الرغوةَ خلف ظهره، فوقف على التكبير، فقال: هذه رغوة ناقة رسول اللَّه ﷺ الجَدْعاء، لقد بَدَا لرسول اللَّه ﷺ في الحج فلعله أن يكون رسول اللَّه ﷺ فنصلي معه، فإذا علي عليها، فقال له أبو بكر: أمير أم رسول؟ قال: لا بل رسول، أرسلني رسول اللَّه ﷺ ببراءة أقرؤها على الناس في مواقف الحج، فقدمنا مكة، فلما كان قبل التروية بيوم، قام أبو بكر ﷺ، فخطب الناس، فحدّثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام علي ﷺ، فقرأ على الناس براءة حتى ختمها، ثم خرجنا معه حتى إذا كان يوم عرفة، قام أبو بكر، فخطب الناس، فحدّثهم عن مناسكهم، حتى إذا فرغ قام علي، فقرأ على الناس براءة حتى ختمها، ثم كان يوم النحر فأفضنا، فلما رجع أبو بكر خطب الناس فحدّثهم عن إفاضتهم، وعن نحرهم، وعن مناسكهم، فلما فرغ قام عليٌّ، فقرأ على الناس براءة حتى ختمها، فلما كان يوم النفر الأول، قام أبو بكر فخطب الناس فحدّثهم كيف ينفرون، وكيف يرمون، فعلّمهم مناسكهم، فلما فرغ، قام عليٌّ فقرأ براءة على الناس حتى ختمها.

حسن: رواه النسائي (٢٩٩٣)، وابن خزيمة (٢٩٧٤)، وابن حبان (٦٦٤٥) كلهم من طريق أبي قرة موسى بن طارق، عن ابن جريج قال: حدّثنا عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.

عن جابر أن النبي ﷺ حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر على الحج، فأقبلنا معه، حتى إذا كان بالعرج ثَوَبَ بالصبح، ثم استوى ليُكبِّر فسمع الرغوةَ خلف ظهره، فوقف على التكبير، فقال: هذه رغوة ناقة رسول اللَّه ﷺ الجَدْعاء، لقد بَدَا لرسول اللَّه ﷺ في الحج فلعله أن يكون رسول اللَّه ﷺ فنصلي معه، فإذا علي عليها، فقال له أبو بكر: أمير أم رسول؟ قال: لا بل رسول، أرسلني رسول اللَّه ﷺ ببراءة أقرؤها على الناس في مواقف الحج، فقدمنا مكة، فلما كان قبل التروية بيوم، قام أبو بكر ﷺ، فخطب الناس، فحدّثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام علي ﷺ، فقرأ على الناس براءة حتى ختمها، ثم خرجنا معه حتى إذا كان يوم عرفة، قام أبو بكر، فخطب الناس، فحدّثهم عن مناسكهم، حتى إذا فرغ قام علي، فقرأ على الناس براءة حتى ختمها، ثم كان يوم النحر فأفضنا، فلما رجع أبو بكر خطب الناس فحدّثهم عن إفاضتهم، وعن نحرهم، وعن مناسكهم، فلما فرغ قام عليٌّ، فقرأ على الناس براءة حتى ختمها، فلما كان يوم النفر الأول، قام أبو بكر فخطب الناس فحدّثهم كيف ينفرون، وكيف يرمون، فعلّمهم مناسكهم، فلما فرغ، قام عليٌّ فقرأ براءة على الناس حتى ختمها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحديث الشريف:
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البيهقي في سننه، وهو حديث صحيح بشواهده، يرويه الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، ويحكي قصة مهمة من أحداث حجة الوداع، وهي قصة إرسال النبي ﷺ لأبي بكر الصديق أميرًا على الحج، ثم بعثه لعلي بن أبي طالب ليتولى تلاوة سورة براءة على الناس.


1. شرح المفردات:


● عمرة الجعرانة: مكان بين مكة والطائف، أحرم النبي ﷺ منه بعد غزوة حنين.
● ثَوَبَ بالصبح: أذَّن للصبح.
● استوى ليُكبِّر: استعد للإقامة.
● الرغوة: الصوت الخفي الذي يصدر من حركة الدابة.
● الجَدْعاء: الناقة التي قُطع جزء من أذنها.
● بَدَا لرسول الله: خطر بباله أو أراد أن يغير رأيه.
● براءة: سورة التوبة، وتسمى أيضًا "الفاضحة" لأنها فضحت المنافقين.
● التروية: اليوم الثامن من ذي الحجة.
● يوم عرفة: اليوم التاسع من ذي الحجة.
● يوم النحر: يوم العاشر من ذي الحجة (عيد الأضحى).
● أفضنا: انطلقنا من عرفة إلى مزدلفة ثم إلى منى للرمي والنحر.
● يوم النفر الأول: اليوم الحادي عشر من ذي الحجة (أول أيام التشريق).


2. شرح الحديث:


يذكر جابر رضي الله عنه أن النبي ﷺ بعد أن أدى عمرة من الجعرانة، بعث أبا بكر الصديق أميرًا على الحج في تلك السنة (وهي حجة الوداع)، فانطلق الصحابة مع أبي بكر.
وعندما كانوا في مكان يسمى "العرج" وأذن أبو بكر للصبح، سمع صوت ناقة قادمة، فعرف أنها ناقة النبي ﷺ الجدعاء، فظن أن النبي ﷺ قد قرر الحج بنفسه، فتوقف عن الإقامة منتظرًا، فإذا بعلي بن أبي طالب يقود الناقة، فأخبره أنه رسول من النبي ﷺ ومعه سورة براءة ليبلغها الناس في موسم الحج.
ثم يصف جرار كيف أن أبا بكر كان يخطب الناس في مناسك الحج في الأيام المهمة (قبل التروية، ويوم عرفة، ويوم النحر، ويوم النفر الأول)، وبعد أن ينتهي من شرح المناسك، يقوم علي رضي الله عنه فيقرأ سورة براءة على الناس كاملة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الحكمة النبوية في القيادة: النبي ﷺ قدَّم أبا بكر لقيادة الحج؛ لفضله وسابقيته، ثم أرسل عليًّا للتبليغ؛ لقرابته من النبي ﷺ وشجاعته في إعلان البراءة من المشركين.
2- التعاون بين الصحابة: أبو بكر وعلي تعاونا في أداء المهمة دون تنافس أو حساسية.
3- أهمية البلاغ الواضح: تكرر تلاوة سورة براءة في مواقف متعددة؛ لتصل الرسالة بوضوح إلى الجميع.
4- براءة الله ورسوله من المشركين: السورة تؤكد قطع العلاقة مع المشركين ونبذ الشرك.
5- التدرج في التعليم: أبو بكر كان يعلّم المناسك خطوة بخطة، ثم يأتي عليٌّ بالتبليغ العام.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- سبب إرسال عليّ بعد أبي بكر: قيل لأن العرب كانت تعتقد أن لا يبلِّغ إلا رجل من أهل البيت، فبعث النبي ﷺ عليًّا بعد أبي بكر؛ ليجمع بين فضل أبي بكر وقرابة علي.
- سورة براءة لم تبدأ بالبسملة؛ لأنها نزلت بقطع العهد مع المشركين، والبسملة براءة وعهد.
- هذا الحديث يرد على من حاول إثارة الخلاف بين الصحابة، فهو يدل على التعاون والاحترام بينهم.

أسأل الله أن يفقهنا في السنة، وأن يجعلنا من أهلها العاملين بها، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٢٩٩٣)، وابن خزيمة (٢٩٧٤)، وابن حبان (٦٦٤٥) كلهم من طريق أبي قرة موسى بن طارق، عن ابن جريج قال: حدّثنا عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.
ولفظ ابن خزيمة مختصر.
ثم قال النسائي: «ابن خثيم، ليس بالقوي في الحديث، وإنما أخرجت هذا لئلا يجعل ابن جريج، عن أبي الزبير وما كتبناه إلا عن إسحق بن إبراهيم، ويحيى بن سعيد القطان، لم يترك حديث ابن خثيم، ولا عبد الرحمن، إلا أن علي بن المديني، قال: ابن خثيم منكر الحديث، وكأن علي بن المديني خُلقَ للحديث».
قال الأعظمي: ابن خثيم مختلف فيه، والجمهور على تقوية أمره، وثّقه ابن معين، وابن سعد، والعجلي، وقال أبو حاتم: ما به بأس، صالح الحديث، وقال النسائي في رواية: ثقة.
وقوله: «حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر» أراد به السنة التي بعدها؛ لأن عمرة النبي ﷺ كانت من الجعرانة سنة ثمان في شهر ذي القعدة، ثم رجع إلى المدينة فلا يمكن أن يبعث أبا بكر أميرا للحج في شهر ذي الحجة، وإنما كان ذلك في السنة التي تليها التاسعة، فالمقصود من ذكر الجعرانة في هذا الحديث بيان الترتيب الزمني للوقائع، وليس المقصود به بيان التتابع بين الوقعتين.
وفي معناه ما روي عن ابن عباس، قال: بعث النبي ﷺ أبا بكر، وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات، ثم أتبعه عليا، فبينا أبو بكر في بعض الطريق، إذ سمع رغاء ناقة رسول اللَّه ﷺ القصواء، فخرج أبو بكر فزعا فظن أنه رسول اللَّه ﷺ فإذا هو عليٌّ، فدفع إليه كتاب رسول اللَّه ﷺ وأمر عليا أن ينادي بهؤلاء الكلمات فانطلقا فحجّا، فقام عليٌّ أيام التشريق، فنادى: ذمة اللَّه ورسوله بريئة من كل مشرك، فسيحوا في الأرض أربعة أشهر، ولا يحجن بعد العام مشرك، ولا يطوفن بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا مؤمن. وكان عليٌّ ينادي، فإذا عيي قام أبو بكر فنادى بها.
رواه الترمذيّ (٣٠٩٠)، والحاكم (٣/ ٥١) كلاهما من طريق عباد بن العوام، قال: حدّثنا سفيان بن حسين، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم، عن عبد اللَّه بن عباس، قال: فذكره.
والحكم بن عتيبة لم يسمع من مقسم إلا خمسة أحاديث، وليس هذا منها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 577 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بعث النبي أبا بكر على الحج وقراءة براءة

  • 📜 حديث: بعث النبي أبا بكر على الحج وقراءة براءة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بعث النبي أبا بكر على الحج وقراءة براءة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بعث النبي أبا بكر على الحج وقراءة براءة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بعث النبي أبا بكر على الحج وقراءة براءة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب