حديث: أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٩)﴾

عن ابن عباس قوله: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ قال العباس بن عبد المطلب حين أسر يوم بدر: «لئن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد، لقد كنا نعمر المسجد الحرام، ونسقي الحاج، ونفك العاني، قال: فأنزل اللَّه: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾، يعني أن ذلك كان في الشرك، ولا أقبل ما كان في الشرك.

حسن: رواه الطبري في تفسيره (١١/ ٣٧٨)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٦/ ١٧٦٨) كلاهما من طريق عبد اللَّه بن صالح أبي صالح كاتب الليث، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قوله: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ قال العباس بن عبد المطلب حين أسر يوم بدر: «لئن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد، لقد كنا نعمر المسجد الحرام، ونسقي الحاج، ونفك العاني، قال: فأنزل اللَّه: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾، يعني أن ذلك كان في الشرك، ولا أقبل ما كان في الشرك.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الأثر الوارد عن ابن عباس رضي الله عنهما، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● سِقَايَةَ الْحَاجِّ: تقديم الماء للحجاج والمعتمرين.
● عِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ: خدمة المسجد الحرام والعناية به.
● نفك العاني: تحرير الأسير وفك أسره.
● في الشرك: أثناء كون الفاعل مشركًا غير مؤمن.

ثانيًا. شرح الحديث والقصة:


هذا الأثر يروي قصةً وقعت للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه عم النبي صلى الله عليه وسلم، حين أُسر في غزوة بدر وهو لم يكن قد أسلم بعد. فلما رآه المسلمون أسيرًا، ذكر لهم ما كان يقوم به من أعمال الخير في الجاهلية، وهي:
- سقاية الحجاج
- عمارة المسجد الحرام
- فك الأسرى
فظن أن هذه الأعمال قد تكون سببًا في معاملته معاملة أفضل أو أن لها وزنًا عند الله، فأنزل الله تعالى الآية الكريمة من سورة التوبة (آية 19) لتبين أن هذه الأعمال الحسنة التي تُقام في حال الشرك والكفر لا وزن لها ولا قيمة عند الله، ولا يمكن أن تساوي أو تقارن بالإيمان والجهاد في سبيل الله.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- الإخلاص شرط لقبول العمل: العمل الصالح لا يقبله الله إلا إذا كان خالصًا لوجهه، وصادرًا من مؤمن موحد. فالأعمال التي يقوم بها الكفار -ولو كانت في ظاهرها أعمالاً خيرية- لا ثواب عليها في الآخرة لعدم الإخلاص وعدم التوحيد.
2- تفاضل الأعمال عند الله: بيان أن أعمال البر مع الإيمان والجهاد هي أعلى درجة وأعظم أجرًا عند الله، ولا تساويها أعمال البر المادية وحدها.
3- الرد على المراءين: أن الإنسان لا ينبغي أن يفتخر بأعماله الصالحة أو يتكل عليها، خاصة إذا كانت في زمن لم يكن فيه مؤمنًا.
4- عظمة نعمة الإسلام: حيث إن الله لا يقبل العمل من أي أحد إلا إذا كان مسلمًا موحدًا.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه الآية نزلت في العباس وغيره من المشركين الذين كانوا يفعلون بعض أعمال الخير في الجاهلية.
- العباس رضي الله عنه أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه، وكان من أفاضل الصحابة.
- يستفاد من هذا أن الكافر لا يثاب على حسناته في الآخرة، لكن قد يخفف عنه من عذاب الآخرة أو ينال بها ثوابًا في الدنيا كما جاء في بعض الآثار، ولكنها لا تقارن بثواب المؤمن.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبري في تفسيره (١١/ ٣٧٨)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٦/ ١٧٦٨) كلاهما من طريق عبد اللَّه بن صالح أبي صالح كاتب الليث، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن من أجل علي بن أبي طلحة وهو وإن كان يرسل عن ابن عباس، ولكن الواسطة معروف، وهو صدوق. وكذلك عبد اللَّه بن صالح حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 582 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله

  • 📜 حديث: أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب