حديث: الذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٧٥)﴾

عن ابن عباس قال: ﴿وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا﴾ [سورة النساء: ٣٣]، كان الرجل يحالف الرجل ليس بينهما
نسب، فيرث أحدهما الآخر، فنسخ ذلك الأنفال. قال تعالى: ﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ﴾.

حسن: رواه أبو داود (٢٩٢١) عن أحمد بن محمد بن ثابت، حدثني علي بن حسن، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: ﴿وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا﴾ [سورة النساء: ٣٣]، كان الرجل يحالف الرجل ليس بينهما
نسب، فيرث أحدهما الآخر، فنسخ ذلك الأنفال. قال تعالى: ﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أهلاً بك أيها السائل الكريم، وأشكرك على سؤالك الذي يتعلق بفهم حديثٍ يشرح آية من كتاب الله تعالى. هذا من علامات حرصك على الفهم الصحيح لدينك، فاحرص دائماً على ذلك.
سأقوم بشرح هذا الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما شرحاً وافياً، مستنداً إلى كلام أهل العلم والتفسير المعتمدين عند أهل السنة والجماعة.
### أولاً. نص الحديث (الأثر) ووضعه
هذا الكلام المروي عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، حبر الأمة وترجمان القرآن، ليس حديثاً نبوياً، بل هو من قبيل "الآثار" وهي أقوال الصحابة وتفسيراتهم. وهو يفسر لنا الآية الكريمة من سورة النساء: {وَٱلَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ فَـَٔاتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدًا}.

### ثانياً. شرح المفردات
* عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ: أي حالفتموهم وحلفتم لهم. "العقد" هنا هو عقد الحلف والموالاة والمعاهدة. وكانوا في الجاهلية وصدر الإسلام يقولون: "دمي دمك، وهدمي هدمك، وترثني وأرثك".
* فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ: أي أعطوهم حصتهم من الميراث التي التزمتم لهم بها بسبب هذا الحلف.
* يُحالِفُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ: أي يعقد معه عقد الموالاة والحلف، فيصيران كالأخوين في النصرة وغيرها.
* لَيْسَ بَيْنَهُمَا نَسَبٌ: أي لا تربطهما صلة قرابة أو رحم تجعل أحدهما يرث الآخر شرعاً.
* فَنَسَخَ ذَلِكَ: أي أبطل وأزال هذا الحكم (وهو التوارث بالحلف).
* الْأَنْفَالِ: سورة الأنفال، والمراد هنا الآية التي فيها بيان نظام الميراث الجديد، وهي قوله تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [سورة الأنفال: 75]. والأنفال هي الغنائم، وسُميت السورة بذلك.

### ثالثاً. شرح الحديث والمعنى الإجمالي
يشرح لنا ابن عباس رضي الله عنهما الحكمة من نزول الآية {وَٱلَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ فَـَٔاتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} والسياق التاريخي لها:
1- العادة الجاهلية: في الجاهلية وفي بداية الإسلام، كان من المعروف أن يتعاقد رجلان (ليس بينهما أي صلة قرابة) على الموالاة والحلف. كانا يتعاهدان على أن ينصر أحدهما الآخر، وأن يتوارثا كالأقارب، فيرث أحدهما الآخر إذا مات، ويتخلىان عن ورثة الدم. هذا العقد كان ملزماً في نظرهم.
2- نزول الآية الأولى: عندما جاء الإسلام، لم ينسخ هذا الحكم دفعة واحدة، بل كان هناك تدرج في التشريع. فنزلت الآية {وَٱلَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ فَـَٔاتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} تأمر الْمُسْلِمِينَ بالوفاء بالعهود والعقود التي قطعوها على أنفسهم قبل الإسلام، ومنها عقد الحلف والموالاة الذي يترتب عليه حق الميراث. فكان الواجب عليهم أن يوفوا بهذا العقد ويعطوا الحليف نصيبه من الميراث.
3- نسخ الحكم (الإبطال): ثم نسخ الله تعالى هذا الحكم، أي أبطله وحرم التوارث بالحلف، وأنزل الحكم النهائي والأبدي للميراث. وهذا النسخ كان بآيات المواريث في سورة النساء، وبالتحديد بقوله تعالى في سورة الأنفال: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ}. فأصبح الحق والولاية في الميراث هي لذوي الأرحام (أي الأقارب) فقط، وليس للحلفاء والأصدقاء بالعهد.
4- معنى الآية بعد النسخ: بعد أن نسخ حكم التوارث، بقيت الآية {وَٱلَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ فَـَٔاتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} تتلى، ولكن معناها تحول من إعطاء "نصيب الميراث" إلى إعطاء "النصيب من الصلة والبر والهدية والوصية"، كأن يوصي له بشيء من ماله (في حدود الثلث) أو يصله بمال أو هدية وفاءً لذلك العهد القديم، مع التأكيد على أن الميراث محصور الآن في القرابة.

### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- الوفاء بالعهود: الإسلام يحث على الوفاء بالعهود والعقود حتى تلك التي كانت في الجاهلية، ما لم تخالف شرع الله.
2- حكمة التشريع التدريجي: من حكم الله تعالى أن شرع الأحكام بشكل تدريجي، ليطبقها الناس بسهولة ويسر، وليتخلصوا تدريجياً من عادات الجاهلية المنافية للشرع.
3- نسخ الأحكام: من رحمة الله تعالى أن ينسخ بعض الأحكام الأولى بأحكام أخرى أنفع للعباد وأكمل، وهذا من محاسن الشريعة ومرونتها.
4.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٩٢١) عن أحمد بن محمد بن ثابت، حدثني علي بن حسن، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في علي بن حسين بن واقد المروزي؛ فإنه مختلف فيه، غير أنه حسن الحديث إذا لم يأت بما ينكر عليه.
فالمنسوخ هو التوارث بالحلف، وأما التحالف على طاعة اللَّه ونصر المظلوم والمؤاخاة في اللَّه فهو أمر مرغوب، وقد جاء الأمر به في الأحاديث الكثيرة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 572 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم

  • 📜 حديث: الذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب