حديث: رسول الله ﷺ يقول: "هذا حين حمي الوطيس" يوم حنين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (٢٥) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (٢٦)﴾

عن عباس بن عبد المطلب قال: «شهدت مع رسول اللَّه ﷺ يوم حنين، فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رسول اللَّه ﷺ، فلم نفارقه، ورسول اللَّه ﷺ على بغلة له بيضاء، أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي، فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين، فطفق رسول اللَّه ﷺ يركض بغلته قبل الكفار، قال عباس: وأنا آخذ بلجام بغلة رسول اللَّه ﷺ، أكُفّها إرادة أن لا تُسرع، وأبو سفيان آخذ بركاب رسول اللَّه ﷺ، فقال رسول اللَّه ﷺ: «أي عباس! ناد أصحاب السمرة» فقال عباس -وكان رجلا صيتا-، فقلت بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة؟ قال: فواللَّه، لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي، عطفة البقر على أولادها. فقالوا: يا لبيك! يا لبيك! قال: فاقتتلوا والكفار، والدعوة في الأنصار، يقولون: يا معشر الأنصار! يا معشر الأنصار! قال: ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج، فقالوا: يا بني الحارث بن الخزرج! يا بني الحارث بن الخزرج! فنظر رسول اللَّه ﷺ وهو على بغلته، كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال رسول اللَّه ﷺ: «هذا حين حمي الوطيس» قال: ثم أخذ رسول اللَّه ﷺ حصيات، فرمى بهن وجوه الكفار، ثم قال: «انهزموا ورب محمد». قال: فذهبت أنظر، فإذا القتال على هيئته فيما أرى، قال: فواللَّه، ما هو إلا أن رماهم بحصياته، فما زلت أرى حدهم كليلا وأمرهم مدبرا.

صحيح: رواه مسلم في الجهاد والسير (١٧٥٥) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح،
أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: حدثني كثير بن عباس بن عبد المطلب، قال: قال عباس: فذكره.

عن عباس بن عبد المطلب قال: «شهدت مع رسول اللَّه ﷺ يوم حنين، فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رسول اللَّه ﷺ، فلم نفارقه، ورسول اللَّه ﷺ على بغلة له بيضاء، أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي، فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين، فطفق رسول اللَّه ﷺ يركض بغلته قبل الكفار، قال عباس: وأنا آخذ بلجام بغلة رسول اللَّه ﷺ، أكُفّها إرادة أن لا تُسرع، وأبو سفيان آخذ بركاب رسول اللَّه ﷺ، فقال رسول اللَّه ﷺ: «أي عباس! ناد أصحاب السمرة» فقال عباس -وكان رجلا صيتا-، فقلت بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة؟ قال: فواللَّه، لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي، عطفة البقر على أولادها. فقالوا: يا لبيك! يا لبيك! قال: فاقتتلوا والكفار، والدعوة في الأنصار، يقولون: يا معشر الأنصار! يا معشر الأنصار! قال: ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج، فقالوا: يا بني الحارث بن الخزرج! يا بني الحارث بن الخزرج! فنظر رسول اللَّه ﷺ وهو على بغلته، كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال رسول اللَّه ﷺ: «هذا حين حمي الوطيس» قال: ثم أخذ رسول اللَّه ﷺ حصيات، فرمى بهن وجوه الكفار، ثم قال: «انهزموا ورب محمد». قال: فذهبت أنظر، فإذا القتال على هيئته فيما أرى، قال: فواللَّه، ما هو إلا أن رماهم بحصياته، فما زلت أرى حدهم كليلا وأمرهم مدبرا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام البخاري في صحيحه عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، يصف فيه أحداث غزوة حنين التي وقعت في السنة الثامنة للهجرة، وهو حديث عظيم فيه دروس وعبر كثيرة.

أولاً. شرح المفردات:


● حنين: واد بين مكة والطائف، وقعت فيه الغزوة.
● البغلة: هي أنثى البغل، وهي دابة معروفة.
● بلجامها: اللجام هو الحديدة التي توضع في فم الدابة لقيادتها.
● الركاب: هو الموضع الذي توضع فيه القدم للراكب.
● أصحاب السمرة: هم أصحاب بيعة الرضوان تحت الشجرة، وسُمّوا بذلك لأن الشجرة كانت سمراء (نوع من الأشجار).
● عطفتهم: أي سرعة انقلابهم ورجوعهم إلى القتال.
● حمي الوطيس: الوطيس هو الكير الذي تُسخّن فيه النار، والمراد أن المعركة اشتدت وبلغت ذروتها.
● انهزموا: أي انهزموا وهربوا.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين، ومعه أبو سفيان بن الحارث، وكانا ملازمين للنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان راكبًا على بغلة بياء أهديت له.
وعندما التقى الجيشان، فرّ المسلمون في بداية المعركة بسبب كثرة عدد العدو، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت وبدأ يتقدم نحو العدو، وكان العباس وأبو سفيان يمسكان بلجام البغلة وبركابها كي لا تسرع خوفًا على النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم العباس -وكان صيتًا صاحب صوت عالٍ- أن ينادي أصحاب السمرة وهم الذين بايعوا تحت الشجرة في بيعة الرضوان، فلما ناداهم استجابوا فورًا ورجعوا إلى القتال بحماس شديد، ثم تتابعت الدعوة للأنصار ثم لبني الحارث بن الخزرج.
ورأى النبي صلى الله عليه وسلم اشتداد القتال فقال: "هذا حين حمي الوطيس"، ثم أخذ حصيات ورمى بها وجه الكفار وقال: "انهزموا ورب محمد"، فما هي إلا لحظات حتى انهزم المشركون وانتصر المسلمون.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- ثبات النبي صلى الله عليه وسلم في أحرج المواقف: حيث ثبت حين فرّ الآخرون، وهذا يدل على شجاعته وثقته بنصر الله.
2- دور القيادة الحكيمة: حيث استدعى النبي صلى الله عليه وسلم بندائه أصحاب البيعة الذين عرفوا بالثبات والإيمان.
3- قوة تأثير النداء والكلمة: حيث استجاب الصحابة فورًا لنداء العباس رضي الله عنه.
4- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: فقد رمى النبي صلى الله عليه وسلم الحصيات متوكلًا على الله، فحصل النصر.
5- فضل أصحاب بيعة الرضوان: حيث كانوا من أثبت الناس في المعركة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- غزوة حنين كانت بعد فتح مكة، وكان عدد المسلمين كبيرًا (12 ألفًا)، ولكن بعضهم كان حديث عهد بالإسلام، فلما رأوا كثرة العدو فروا، ولكن ثبات النبي صلى الله عليه وسلم قلب الموازين.
- قوله "حمي الوطيس" أصبح مثلاً يُضرب لاشتداد الأمر وصعوبته.
- الحديث يدل على معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث أن رميه بالحصيات كان سببًا في هزيمة الكفار.
أسأل الله أن ينفعنا بهذا الحديث وأن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في ثباته وتوكله على الله. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجهاد والسير (١٧٥٥) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح،
أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: حدثني كثير بن عباس بن عبد المطلب، قال: قال عباس: فذكره.
وقوله: ﴿وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا﴾ وهم الملائكة. قال: سعيد بن جبير: أمدّ اللَّه نبيه بخمسة آلاف من الملائكة مسوّمين.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 589 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله ﷺ يقول: "هذا حين حمي الوطيس" يوم حنين

  • 📜 حديث: رسول الله ﷺ يقول: "هذا حين حمي الوطيس" يوم حنين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رسول الله ﷺ يقول: "هذا حين حمي الوطيس" يوم حنين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رسول الله ﷺ يقول: "هذا حين حمي الوطيس" يوم حنين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رسول الله ﷺ يقول: "هذا حين حمي الوطيس" يوم حنين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب