حديث: لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٣٣)﴾
صحيح: رواه أحمد (٢٣٨١٤)، وصحّحه ابن حبان (٦٦٩٩)، والحاكم (٤/ ٤٣٠) كلهم من حديث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: سمعت سُليم بن عامر، قال: سمعت المقداد بن الأسود، يقول: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي ﷺ يبشر بانتشار الإسلام وعلوِّه في الأرض، وسأشرحه لكم شرحاً وافياً على النحو التالي:
الحديث بلفظه:
عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر، ولا وبر إلا أدخله اللَّه كلمة الإسلام، بعز عزيز أو ذل ذليل، إما يعزهم اللَّه، فيجعلهم من أهلها، أو يذلهم فيدينون لها».
1. شرح المفردات:
● بيت مدر: البناء المصنوع من الطين المحروق (الآجر) أو الحجارة، ويراد به بيوت الحضر والقرى.
● بيت وبر: الخيمة المصنوعة من صوف الغنم أو وبر الإبل، ويراد به بيوت البادية والبدو الرحل.
● كلمة الإسلام: هي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويراد بها دين الإسلام كله.
● بعز عزيز: بقوة وقهر من الله تعالى، وهو العزيز الذي لا يُغلب.
● أو ذل ذليل: بخضوع واستسلام من أولئك الناس، وهم الأذلاء المهزومون.
● إما يعزهم الله فيجعلهم من أهلها: أي إما أن يمنَّ الله عليهم بالعزة بأن يسلموا طوعاً فيصبحوا من أهل الإسلام وأنصاره.
● أو يذلهم فيدينون لها: أي أو أن يذلهم الله بقهرهم وغلبة المسلمين عليهم، فيخضعوا لحكم الإسلام ويؤدوا الجزية وهم صاغرون.
2. شرح الحديث:
يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث عن حقيقة عظيمة، وهي أن دين الإسلام سينتشر في كل الأرض، حتى لا يبقى مكان إلا ودخلته دعوة الإسلام، سواء كان هذا المكان في الحضر أو البادية، في المدن أو في الصحاري.
فـ "بيت المدر" يرمز إلى أماكن الحضارة والاستقرار، و"بيت الوبر" يرمز إلى أماكن البدو والترحال. وهذا تعبير بلاغي يشير إلى عمومية الانتشار وشموليته.
ثم يبين ﷺ الكيفية التي سيدخل بها الإسلام إلى هذه الأماكن، وهي إحدى حالين لا ثالث لهما:
● الحالة الأولى: العزة والكرامة: بأن يهدي الله أهل هذه البلاد إلى الإسلام، فيدخلوا فيه طوعاً واختياراً، فيعزهم الله به ويجعلهم من أنصاره وأهله، ينضمون إلى صفوف المسلمين ويشاركون في حمل رسالته.
● الحالة الثانية: الذل والصغار: بأن يقهرهم المسلمون في الحروب، فيخضعوا لسلطان الإسلام، ويدفعوا الجزية (إن كانوا من أهل الكتاب) وهم صاغرون، محكومون بشريعة الإسلام، مع حفظ حقوقهم ودمائهم وأموالهم.
فالحديث يبشر بنصر الإسلام وعلوه على جميع الأديان، كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [الصف: 9].
3. الدروس المستفادة منه:
1- بشارة بنصر الإسلام: فالحديث من دلائل نبوة النبي ﷺ، حيث تحقق كثير مما أخبر به، فانتشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها.
2- عزة الإسلام وأهله: فالإسلام دين العزة، والله تعالى ينصره ويؤيده، وهو الدين الخاتم الذي لا يقبل الله من أحدٍ ديناً سواه.
3- الفرق بين الدخول في الإسلام طوعاً وقسراً: فمن دخل في الإسلام طائعاً مختاراً فهو العزيز الكريم، ومن دخل مقهوراً خاضعاً فهو الذليل الصاغر.
4- الحكمة في تشريع الجهاد: فالجهاد في الإسلام ليس目的是 العدوان أو الإكراه على الدين، بل هو لإزالة الحواجز أمام دعوة الله، وحماية الدعوة، وإخضاع الطغاة للعدل الإسلامي.
5- التمسك بالدين والثقة بنصرة الله: على المسلم أن يكون ثابتاً على دينه، واثقاً بنصر الله، عاملاً لتحقيق هذه البشارة النبوية.
4. معلومات إضافية:
● راوي الحديث: هو المقداد بن الأسود الكندي رضي الله عنه، من السابقين إلى الإسلام، وشهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله ﷺ.
● درجة الحديث: رواه الإمام أحمد في مسنده، وقال عنه الشيخ الألباني: حديث صحيح.
● تحقيق الوعد: لقد تحقق هذا الوعد النبوي عبر التاريخ، فانتشر الإسلام في معظم أرجاء المعمورة، وما زال ينتشر حتى يومنا هذا، وسيستمر إلى أن يقاتل المسلمون الدجال في آخر الزمان.
أسأل الله تعالى أن يعز الإسلام والمسلمين، وأن يذل الشرك والمشركين، وأن يجعلنا من أنصار دينه وحملة رسالته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
والصواب أنه على شرط مسلم فقط، فإن البخاري لم يخرج عن سُليم بن عامر، وإنما أخرج له مسلم فقط.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 600 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 575 تحريم الحج على المشركين والطواف عريانا
- 576 يوم النحر هو يوم الحج الأكبر
- 577 بعث النبي أبا بكر على الحج وقراءة براءة
- 578 ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة
- 579 من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له...
- 580 من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في...
- 581 ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن...
- 582 أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله
- 583 اسقني فإنهم يجعلون أيديهم فيه
- 584 ابن عباس: لا نريد تغيير ما أمر به رسول الله...
- 585 شرط الايمان ان يكون حب الرسول فوق حب الاهل والناس
- 586 لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من أهله وماله
- 587 لا حتى أكون أحب إليك من نفسك
- 588 رماة هوازن ما يكاد يسقط لهم سهم، فرشقوهم رشقا ما...
- 589 رسول الله ﷺ يقول: "هذا حين حمي الوطيس" يوم حنين
- 590 لما التقينا نحن ورسول الله والمسلمون لم يقوموا لنا حلب...
- 591 المؤمن لا ينجس
- 592 معنى المسلم لا ينجس
- 593 آداب الجهاد في الإسلام وأخلاق المحاربين
- 594 مَثَلُهُمْ مَثَلُ طَائِرٍ لَهُ رَأْسٌ وَلَهُ جَنَاحَانِ
- 595 اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله
- 596 لئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى
- 597 عبادة اللات والعزى قبل قيام الساعة
- 598 إن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها
- 599 ليبلغن هذا الأمر مبلغ الليل والنهار
- 600 لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا...
- 601 من كنز الذهب والفضة فلم يؤد زكاتها فويل له
- 602 ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه...
- 603 بشّر الكانزين بِكَيٍّ في ظهورهم
- 604 بشر الكانزين برضف يحمى عليه في نار جهنم
- 605 من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته
- 606 يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعا أقرع
- 607 من أطاع أميره فقد أطاعني
- 608 ما يسرني أن عندي مثل أحد ذهبا إلا شيئا أرصده...
- 609 الأكثرون أموالا إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا
- 610 أيما ذهب أو فضة أوكي عليه فهو جمر على صاحبه
- 611 إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا
- 612 قيمة الدنيا في الآخرة كنقطة في البحر
- 613 الدنيا أهون على الله من الجدي الميت
- 614 إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
- 615 ما ظنك باثنين الله ثالثهما
- 616 من قاتل لإعلاء كلمة الله فهو في سبيل الله
- 617 تكفل الله لمن جاهد في سبيله أن يدخله الجنة
- 618 لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر
- 619 يا جد هل لك في جلاد بني الأصفر
- 620 من يعدل إذا لم أعدل
- 621 لا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب
- 622 حرمة الزكاة على الغني والقوي القادر
- 623 المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه
- 624 خذ ما أعطيت من غير أن تسأل فكل وتصدق
معلومات عن حديث: لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة
📜 حديث: لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








