حديث: ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٩)﴾

عن أنس قال: لما قدم النبي ﷺ المدينة أتاه المهاجرون فقالوا: يا رسول الله! ما رأينا قوما أبذل من كثير، ولا أحسن مواساة من قليل من قوم نزلنا بين أظهرهم. لقد كفونا المؤونة، وأشركونا في المهنإ حتى لقد خفنا أن يذهبوا بالأجر كله. فقال النبي ﷺ: «لا، ما دعوتُمُ اللهَ لهم وأثنيتم عليهم».

صحيح: رواه الترمذي (٢٤٨٧) وأحمد (١٣١٢٢، ١٣٠٧٤) والبيهقي (٦/ ١٨٣) من طرق عن
حميد، عن أنس، فذكره، واللفظ للترمذي.

عن أنس قال: لما قدم النبي ﷺ المدينة أتاه المهاجرون فقالوا: يا رسول الله! ما رأينا قوما أبذل من كثير، ولا أحسن مواساة من قليل من قوم نزلنا بين أظهرهم. لقد كفونا المؤونة، وأشركونا في المهنإ حتى لقد خفنا أن يذهبوا بالأجر كله. فقال النبي ﷺ: «لا، ما دعوتُمُ اللهَ لهم وأثنيتم عليهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه، يروي لنا موقفاً مؤثراً من مواقف الأخوة والمواساة بين المهاجرين والأنصار، ويحتوي على دروس عظيمة وفوائد جليلة.

أولاً. شرح المفردات:


● لما قدم النبي ﷺ المدينة: أي عندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجراً من مكة.
● أتاه المهاجرون: المقصود بهم المسلمون الذين هاجروا من مكة إلى المدينة.
● أبذل من كثير: أي أكثر عطاءً وتفضلاً عندما يكون عندهم الكثير.
● أحسن مواساة من قليل: أي أفضل مشاركة ومعونة عندما يكون عندهم القليل.
● بين أظهرهم: بينهم، في وسطهم.
● كفونا المؤونة: أي تكفلوا باحتياجاتنا المعيشية.
● المهنإ: الخير والبركة والغنى، والمقصود هنا: المنافع والأرزاق.
● أشركونا في المهنإ: أي جعلونا شركاءهم في الخير والرزق الذي عندهم.
● يذهبوا بالأجر كله: أي يحصلوا على كل الأجر والثواب بسبب إحسانهم لنا.

ثانياً. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث المشهد العظيم الذي حدث بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، حيث استقبله الأنصار أحسن استقبال، وواسوا إخوانهم المهاجرين الذين تركوا ديارهم وأموالهم في مكة.
جاء المهاجرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم معترفين بفضل الأنصار، قائلين: يا رسول الله، لم نرى قوماً يعطون بكرم وسخاء عندما يكون عندهم الكثير مثل الأنصار، ولم نر قوماً يحسنون المشاركة والمعونة عندما يكون عندهم القليل مثلهم. لقد تكفلوا بكل احتياجاتنا المعيشية، وجعلونا شركاءهم في كل خير ونعمة عندهم، حتى إننا خشينا أن يذهبوا بكل الأجر والثواب بسبب هذا الإحسان العظيم.
فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم مطمئناً لهم: «لا، ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم»، أي لن يذهبوا بكل الأجر، لأنكم أنتم أيضاً ستحصلون على أجر عظيم بدعائكم لهم وثنائكم عليهم واعترافكم بفضلهم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل الأنصار وعظيم إحسانهم: يظهر الحديث مكانة الأنصار وعلو منزلتهم، وكيف ضربوا أروع الأمثلة في الإيثار والتضحية.
2- الإعتراف بالفضل والجميل: علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أهمية الاعتراف بفضل المحسنين وشكرهم، كما فعل المهاجرون مع الأنصار.
3- الدعاء للمحسنين ثمن إحسانهم: بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الدعاء للمحسن والثناء عليه هو الجزاء المناسب الذي يكافئ به المحسن، ويشجعه على الاستمرار في الإحسان.
4- الأجر لا ينقص بالدعاء للغير: طمأن النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرين أن دعاءهم للأنصار وثنائهم عليهم لن ينقص من أجر الأنصار، بل سيزيد أجر الجميع.
5- التواضع وخشيَّة حبس الأجر: من فرط إحسان الأنصار وخوف المهاجرين من ذهاب الأجر كله، نتعلم أهمية التواضع وخشية العجب وحبس الأجر.
6- الأخوة الإسلامية الحقيقية: الموقف يمثل ذروة الأخوة الإسلامية التي لا تعرف الأنانية ولا الحسد، بل التكامل والتعاون.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تبين فضل الأنصار، وهم الذين نصر الله بهم دينه ورسوله.
- يستحب للمسلم أن يدعو لمن أحسن إليه، وأن يذكر محاسنه، فهذا من كمال الإيمان وحسن العشرة.
- الدعاء للمحسن من أسباب دوام النعم وزيادتها، كما قال تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}.
أسأل الله أن يجعلنا من المحسنين المعترفين بالإحسان، والمشكرين للمنعم، وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٢٤٨٧) وأحمد (١٣١٢٢، ١٣٠٧٤) والبيهقي (٦/ ١٨٣) من طرق عن
حميد، عن أنس، فذكره، واللفظ للترمذي.
ورواه أيضا أبو داود (٤٨١٢) مختصرًا، والحاكم (٢/ ٦٣) كلاهما من حديث حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، فذكره مختصرًا.
قال الترمذي: «حسن صحيح غريب من هذا الوجه».
وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1649 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم

  • 📜 حديث: ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب