حديث: ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٨)﴾

عن جرير بن عبد الله، قال: كنا عند رسول الله ﷺ في صدر النّهار، قال: فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النّمار - أو العَبَاء - متقلِّدي السّيوف، عامتهم من مضر بل كلّهم من مضر، فتَمَعَّر وجهُ رسول الله ﷺ لما رأى بهم من الفاقة، فدخل، ثم خرج، فأمر بلالًا فأذّن وأقام، فصلّى ثم خطب فقال: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ إلى آخر الآية: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: ١]، والآية التي في الحشر: ﴿اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾. تصدَّقَ رجلٌ من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بُرِّه، من صاع تمره، حتَّى قال: «ولو بشقِّ تمرة». قال: فجاء رجلٌ من الأنصار بصُرَّةٍ كادَتْ كفُّه تَعْجِزُ عنها، بل قد عجزَتْ. قال: ثم تتابعِ النَّاسُ حتَّى رأيتُ كومين من طعام وثياب حتَّى رأيت وجهَ رسول الله ﷺ كأنَّه مُذْهَبَةٌ، فقال رسول الله ﷺ: «من سنَّ في الإسلام سنّةً حسنةً فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيءٌ، ومن سنَّ في الإسلام سنَّةً سيّئةً كان عليه وزرها ووزرُ من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيءٌ».

صحيح: رواه مسلم في الزكاة (١٠١٧) عن محمد بن المثنى العنزي، أخبرنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عون بن جحيفة، عن المنذر بن جرير، عن أبيه، قال: فذكره.

عن جرير بن عبد الله، قال: كنا عند رسول الله ﷺ في صدر النّهار، قال: فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النّمار - أو العَبَاء - متقلِّدي السّيوف، عامتهم من مضر بل كلّهم من مضر، فتَمَعَّر وجهُ رسول الله ﷺ لما رأى بهم من الفاقة، فدخل، ثم خرج، فأمر بلالًا فأذّن وأقام، فصلّى ثم خطب فقال: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ إلى آخر الآية: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: ١]، والآية التي في الحشر: ﴿اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾. تصدَّقَ رجلٌ من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بُرِّه، من صاع تمره، حتَّى قال: «ولو بشقِّ تمرة». قال: فجاء رجلٌ من الأنصار بصُرَّةٍ كادَتْ كفُّه تَعْجِزُ عنها، بل قد عجزَتْ. قال: ثم تتابعِ النَّاسُ حتَّى رأيتُ كومين من طعام وثياب حتَّى رأيت وجهَ رسول الله ﷺ كأنَّه مُذْهَبَةٌ، فقال رسول الله ﷺ: «من سنَّ في الإسلام سنّةً حسنةً فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيءٌ، ومن سنَّ في الإسلام سنَّةً سيّئةً كان عليه وزرها ووزرُ من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيءٌ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه:

أولاً. شرح المفردات:


● حفاة عراة: أي لا نعال في أقدامهم ولا ما يستر أجسادهم بالكامل.
● مجتابي النمار أو العباء: "النمار" هي الأكسية المخططة، و"العباء" نوع من الثياب. والمقصود أنهم يلبسون ثياباً بالية قديمة.
● متقلدي السيوف: يحملون سيوفهم معلقة بأكتافهم.
● تمعر وجهه ﷺ: تغير واغتم لِمَا رأى من حالهم.
● صرة: شيء ملفوف فيه مال أو طعام.
● مذهبة: مائلة إلى الصفاء والبهجة كالذهب.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي جرير بن عبد الله رضي الله عنه أنهم كانوا مع النبي ﷺ في أول النهار، فجاءه قوم من أهل مضر (إحدى القبائل العربية) في حالة شديدة من الفقر والعوز، لا يجدون ما يلبسونه ولا ما يأكلونه، حتى أن سيوفهم كانت معلقة بأكتافهم لشدة حاجتهم.
فلما رأى النبي ﷺ حالهم وما هم فيه من فاقة وحاجة، تغير وجهه الشريف واغتم لهم، فدخل بيته ثم خرج وأمر بلالاً أن يؤذن ثم يقيم للصلاة، فصلى بالناس ثم خطبهم.
فبدأ خطبته بتلاوة آيات من القرآن تحث على التقوى والاستعداد للآخرة، منها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [النساء: 1]، وقوله تعالى: {اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: 18].
ثم حث النبي ﷺ على الصدقة، فبدأ الناس يتصدقون كل حسب استطاعته: من دينار، أو درهم، أو ثوب، أو صاع من بر أو تمر، حتى قال ﷺ: "ولو بشق تمرة" أي ولو بنصف تمرة.
فجاء رجل من الأنصار بصدقة كبيرة كادت يده أن تعجز عن حملها، بل قد عجزت فعلاً، فتبع الناس هذا المثال الحسن وتتابعوا في الصدقة حتى تجمع كومان (أي كومتان) من الطعام والثياب.
فلما رأى النبي ﷺ هذا الكرم والجود، استنار وجهه الشريف فرحاً وسروراً بما فعلوه، ثم بين لهم الأجر العظيم في هذا العمل فقال: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء".

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- رحمة النبي ﷺ بأمته واهتمامه بشؤونهم: حيث تغير وجهه لما رأى من فقرهم وحاجتهم.
2- الحث على الصدقة والإنفاق في سبيل الله: خاصة لإغاثة المحتاجين وإعانة الفقراء.
3- فضل السبق في الخيرات: حيث أن من بدأ بالصدقة كان له أجرها وأجر من اقتدى به.
4- التدرج في الدعوة إلى الخير: حيث بدأ النبي ﷺ بخطبة وعظية ثم حث على الصدقة.
5- التعاون والتآزر بين المسلمين: حيث تتابع الناس في الصدقة بعد أن رأوا مثالاً حسناً.
6- أن القليل لا يُستهان به: حيث قال ﷺ: "ولو بشق تمرة".
7- التحذير من إطلاق البدع والمعاصي: لأن من سن سنة سيئة يتحمل إثمها وإثم من عمل بها.

رابعاً. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على جواز تغير وجه الإنسان عند رؤية ما يغتم له أو يفرح له.
- جواز الخطبة بعد الصلاة وقراءة الآيات المناسبة للموقف.
- فضل الأنصار رضي الله عنهم وكرمهم وجودهم.
- أن العمل القليل إذا كان خالصاً لله فإن الله يتقبله ويضاعف أجره.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا للعمل الصالح والإحسان إلى المحتاجين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزكاة (١٠١٧) عن محمد بن المثنى العنزي، أخبرنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عون بن جحيفة، عن المنذر بن جرير، عن أبيه، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1654 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها

  • 📜 حديث: ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب