كنا نأكل على عهد رسول الله ونحن نمشي ونشرب قيامًا

حديث: كنا نأكل على عهد رسول الله ونحن نمشي ونشرب قيامًا

عن ابن عمر قال: كنا نأكل على عهد رسول الله ﷺ ونحن نمشي ونشرب ونحن قيام.

صحيح: رواه الترمذي (١٨٨٠)، وابن ماجه (٣٣٠١)، وأحمد (٥٨٧٤)، وصحّحه ابن حبان (٥٣٢٢) كلهم من طريق حفص بن غياث، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن ابن عمر قال: كنا نأكل على عهد رسول الله ﷺ ونحن نمشي ونشرب ونحن قيام.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه الإمام الترمذي في سننه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «كنا نأكل على عهد رسول الله ﷺ ونحن نمشي ونشرب ونحن قيام».

1. شرح المفردات:

● نأكل ونحن نمشي: أي كان الصحابة يأكلون الطعام وهم يمشون في الطرقات أو في حوائجهم.
● نشرب ونحن قيام: أي كانوا يشربون الماء أو غيره من المشروبات وهم واقفون.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يصف حال الصحابة الكرام رضي الله عنهم في زمن النبي ﷺ، حيث كانوا يأكلون وهم يمشون، ويشربون وهم قيام، دون أن يجد النبي ﷺ في ذلك حرجًا أو ينكر عليهم، مما يدل على أن الأمر على الإباحة الأصلية.
ملاحظة مهمة: هذا الحديث لا يعارض الأحاديث الأخرى التي وردت في النهي عن الشرب قائمًا، مثل حديث: «لا يشربن أحد منكم قائمًا» (رواه مسلم). بل الجمع بينهما ممكن بأن يقال:
- إما أن النهي كان للتنزيه لا للتحريم، فيكون الشرب قائمًا مكروهًا لا حرامًا.
- أو أن النهي كان في وقت معين ثم نسخ بالإباحة، كما فهم بعض العلماء.
- أو أن النهي محمول على حالة الخوف من الضرر (كأن يسقط في الحلق بشدة)، والإباحة محمولة على حالة الأمن من ذلك.
وأما الأكل أثناء المشي، فلم يرد فيه نهي صريح، فيبقى على الأصل وهو الإباحة.

3. الدروس المستفادة منه:

1- السعة واليسر في الشريعة: الشريعة الإسلامية جاءت باليسر ورفع الحرج، ولم تمنع من الأمور المباحة إلا إذا كان فيها ضرر.
2- فهم النصوص المتعارضة ظاهرًا: يجب جمع النصوص الواردة في الموضوع الواحد وعدم إهمال بعضها، والعمل بما ترجح بعد النظر في جميع الأدلة.
3- اتباع الهَدْي النبوي في الأكل والشرب: مع إباحة الأكل أثناء المشي والشرب قائمًا، إلا أن الأفضل هو الأكل والشرب جالسًا؛ لأن ذلك هو الهَدْي الأكمل الذي وردت به الأحاديث الصحيحة، وهو أقرب إلى التواضع وأسلم من العجلة.
4- التيسير على الناس في أمورهم اليومية: إذا احتاج الإنسان للأكل أو الشرب أثناء قيامه أو مشيه فلا حرج عليه، خاصة في ظروف العمل أو السفر أو الضرورة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● حكم الشرب قائمًا: جمهور العلماء على أنه مكروه كراهة تنزيهية وليس حرامًا، إلا إذا كان يخشى منه ضررًا.
● حكم الأكل أثناء المشي: الأصل فيه الإباحة، لكن الأفضل تركه إلا لحاجة.
● الترجيح بين الأحاديث: عندما يُجمع بين حديث الإباحة وحديث النهي، يقال: النهي للكراهة، أو أن النهي منسوخ بفعل الصحابة، أو أن النهي في حال الخوف من الضرر.

الخلاصة: الحديث يدل على إباحة الأكل أثناء المشي والشرب قائمًا، لكن مع التأكيد على أن الهَدْي النبوي الكامل هو في الجلوس للأكل والشرب، فهذا أكمل وأفضل، إلا أن الأمر فيه سعة ولا حرج على من فعله لحاجة أو بدونها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (١٨٨٠)، وابن ماجه (٣٣٠١)، وأحمد (٥٨٧٤)، وصحّحه ابن حبان (٥٣٢٢) كلهم من طريق حفص بن غياث، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
قال الترمذي: «هذا حديث صحيح غريب من حديث عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، وروى عمران بن حدير هذا الحديث عن أبي البزري، عن ابن عمر، وأبو البزري اسمه يزيد بن عطارد» انتهى.
قال الأعظمي: حديث أبي البزري الذي أشار إليه الترمذي رواه أحمد (٤٦٠١)، وابن حبان (٥٢٤٣)، والبيهقي (٧/ ٢٨٣) كلهم من طريق عمران بن حدير، عن يزيد بن عطارد، عن ابن عمر، فذكره.
وأبو البزري يزيد بن عطارد لم يرو عنه إلا عمران بن حدير، فهو مجهول، ولكن تابعه في الإسناد السابق نافع إلا أن البخاري أعلّه كما ذكره الترمذي في العلل الكبير (٢/ ٧٩١) فقال: «هذا حديث فيه نظر».
قال الأعظمي: حفص بن غياث ثقة فلا يضر تفرده، ولذا أخرجه أصحاب الصحاح، وصحّحه الترمذي، والنووي وغيرهما، ولا يمنع أن يكون للحديث وجهان، وهو شيء معروف في رواية الحديث. والله أعلم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 502 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كنا نأكل على عهد رسول الله ونحن نمشي ونشرب قيامًا

📜 حديث: كنا نأكل على عهد رسول الله ونحن نمشي ونشرب قيامًا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كنا نأكل على عهد رسول الله ونحن نمشي ونشرب قيامًا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كنا نأكل على عهد رسول الله ونحن نمشي ونشرب قيامًا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كنا نأكل على عهد رسول الله ونحن نمشي ونشرب قيامًا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية