شرب النبي من زمزم وهو واقف

حديث: شرب النبي من زمزم وهو واقف

عن عبد الله بن عباس، قال: سقيتُ رسول الله ﷺ من زمزم، فشرب وهو قائم.

متفق عليه: رواه البخاري في الأشربة (٥٦١٧)، ومسلم في الأشربة (٢٠٢٧: ١١٧) كلاهما من حديث عاصم الأحول، عن الشعبي، عن ابن عباس، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عبد الله بن عباس، قال: سقيتُ رسول الله ﷺ من زمزم، فشرب وهو قائم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث:
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ مِنْ زَمْزَمَ، فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ."
(رواه البخاري ومسلم)

1. شرح المفردات:

● سَقَيْتُ: أي قدمت له الشراب ليشرب.
● زَمْزَم: البئر المعجزة التي فجرها الله تعالى لسيدنا إسماعيل وأمه هاجر في مكة المكرمة، وهي ماء مبارك شريف.
● قَائِمٌ: واقفًا على قدميه.

2. شرح الحديث:

يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما – وهو حبر الأمة وترجمان القرآن – أنه قدم لرسول الله ﷺ ماء زمزم ليشرب، فشربه النبي ﷺ وهو واقف.
المسألة الفقهية المتعلقة بالشرب قائمًا:
هذا الحديث يظهر جواز الشرب قائمًا، وهو ما فعله النبي ﷺ هنا. وهذا يعالج ما ورد في بعض الأحاديث الأخرى التي فيها النهي عن الشرب قائمًا، مثل حديث: «لَا يَشْرَبَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ قَائِمًا» (رواه مسلم).
الجمع بين الأحاديث:
جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة على أن النهي عن الشرب قائمًا للتنزيه وليس للتحريم. أي أن الأفضل والأكمل أن يشرب الإنسان جالسًا، ولكن الشرب قائمًا جائز ولا حرج فيه. وهذا من حكمة الشريعة وسماحتها.
● فعل النبي ﷺ للشرب قائمًا هنا يدل على الجواز.
● نهيه عن الشرب قائمًا في أحاديث أخرى يدل على أن الترك أولى والأفضل، تحقيقًا للتواضع ولئلا يتشبه بالشرب على عجل كشرب البهائم، ولأنه أسلم للجسد وأريح له.
وهذا من الأدلة على أن السنة تشمل قول النبي ﷺ وفعله وتقريره، وأن الفقهاء يجمعون بين النصوص الظاهرة في التعارض لاستنباط الأحكام الكاملة.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- سماحة الإسلام ويسره: الشريعة الإسلامية جاءت باليسر ورفع الحرج، فجمعت بين بيان الأفضل وبين إباحة ما سواه.
2- اتباع السنة في كل شيء: حتى في أمورنا اليومية البسيطة كالأكل والشرب، نحرص على فعل ما جاء عن النبي ﷺ، سواء كان ذلك على سبيل الاستحباب أو الإباحة.
3- بركة ماء زمزم: حرص ابن عباس على سقاية النبي ﷺ من هذا الماء المبارك يدل على فضله وعظيم شأنه. وهو ماء شفاء وبركة، كما قال النبي ﷺ: «إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ» (رواه مسلم).
4- أدب الصحابة مع النبي ﷺ: نرى في هذا الموقف أدب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وحرصه على خدمة النبي ﷺ وتقريبه منه، مما كان سببًا في نيله العلم والحكمة.
5- طريقة فهم النصوص: يجب جمع نصوص القرآن والسنة كلها معًا لفهم الحكم الشرعي بشكل صحيح، وعدم الأخذ ببعضها وإهمال البعض الآخر.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث من الأحاديث التي استدل بها الفقهاء على جواز الشرب قائمًا.
- وردت أحاديث أخرى عن النبي ﷺ بأنه شرب قائمًا، منها أنه شرب من شن معلق (قربة معلقة) قائمًا.
- الأفضل للمسلم أن يشرب جالسًا اقتداءً بالأحاديث الناهية، ولكن إذا شرب قائمًا فلا إثم عليه، خاصة إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأشربة (٥٦١٧)، ومسلم في الأشربة (٢٠٢٧: ١١٧) كلاهما من حديث عاصم الأحول، عن الشعبي، عن ابن عباس، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 496 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: شرب النبي من زمزم وهو واقف

📜 حديث: شرب النبي من زمزم وهو واقف

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: شرب النبي من زمزم وهو واقف

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: شرب النبي من زمزم وهو واقف

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: شرب النبي من زمزم وهو واقف

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية