حديث: كان يوتر أول الليل أم في آخره؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في غسل الجنابة قبل النوم وبعده

عن غُضَيف بن الحارث قال: قلت لعائشة: أرأيتِ رسولَ الله ﷺ يَغتَسِلُ من الجنابة في أوَّل اللَّيل أو في آخره؟ قالت: ربما اغتسلَ في أوَّلِ الليل، وربما اغتَسَلَ في آخره، قلت: الله أكبر! الحمد لله الذي جعل في الأمر سعةً. قلت: أرأيتِ رسولَ الله ﷺ كان يُوتِرُ أول الليلِ أم في آخره؟ قالت: ربما أوتَرَ في أولِ الليل، وربما أوتَرَ في آخره، قلت: الله أكبر! الحمدُ لله الذي جعلَ في الأمر سعةً. قلت: أرأيت رسول الله ﷺ كان يجهر بالقرآن أم يُخفِتُ به؟ قالت: ربما جهرَ به، وربما خَفَتَ، قلت: الله أكبر! الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة.

حسن: أبو داود (٢٢٦) واللفظ له، والنسائي (٢٢٢، ٢٢٣) مقتصرا على الجزء الأول من الحديث، وهو ما يخص بالغسل، وابن ماجه (١٣٥٤) مقتصرا على قراءة القرآن فقط، كلهم من طرق بُرد بن سِنان، عن عُبادة بن نُسيّ، عن غُضَيفِ بن الحارثِ، فذكر الحديث.

عن غُضَيف بن الحارث قال: قلت لعائشة: أرأيتِ رسولَ الله ﷺ يَغتَسِلُ من الجنابة في أوَّل اللَّيل أو في آخره؟ قالت: ربما اغتسلَ في أوَّلِ الليل، وربما اغتَسَلَ في آخره، قلت: الله أكبر! الحمد لله الذي جعل في الأمر سعةً. قلت: أرأيتِ رسولَ الله ﷺ كان يُوتِرُ أول الليلِ أم في آخره؟ قالت: ربما أوتَرَ في أولِ الليل، وربما أوتَرَ في آخره، قلت: الله أكبر! الحمدُ لله الذي جعلَ في الأمر سعةً. قلت: أرأيت رسول الله ﷺ كان يجهر بالقرآن أم يُخفِتُ به؟ قالت: ربما جهرَ به، وربما خَفَتَ، قلت: الله أكبر! الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه ﷺ. هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام أبو داود في سننه، وغيرهما، وهو حديث صحيح. وهو من الأحاديث العظيمة التي تبين سماحة الإسلام ويسره.
شرح الحديث:
أولاً: شرح المفردات:
● يَغْتَسِلُ مِنَ الجَنَابَةِ: الاغتسال هو تعميم الجسد بالماء الطهور على الصفة المعروفة شرعاً. والجنابة: هي الحدث الأكبر الذي يوجب الاغتسال، كالجماع أو خروج المني.
● أَوَّلِ اللَّيْلِ أَوْ فِي آخِرِهِ: أول الليل يبدأ بعد غروب الشمس، وآخره هو الوقت الذي يسبق الفجر.
● يُوتِرُ: الوتر هو صلاة ركعة أو ثلاث أو أكثر مما يوتر به، وتكون بعد صلاة العشاء وقبل طلوع الفجر، وهي سنة مؤكدة.
● يَجْهَرُ بِالقُرْآنِ أَمْ يُخْفِتُ بِهِ: الجهر هو رفع الصوت بالقراءة، والإخفات هو خفض الصوت والقراءة سراً. والمقصود هنا في صلاة الليل (قيام الليل).
ثانياً: المعنى الإجمالي للحديث:
يحدثنا الصحابي غُضَيْف بن الحارث رضي الله عنه أنه سأل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن ثلاثة أمور تتعلق بعبادات النبي ﷺ في أوقاتها وكيفياتها:
1. وقت اغتساله من الجنابة: هل كان في أول الليل أم في آخره؟
2. وقت صلاة الوتر: هل كان يصليها في أول الليل أم في آخره؟
3. كيفية قراءته في صلاة الليل: هل كان يجهر بالقراءة أم يسر بها؟
فأجابته أم المؤمنين في كل مسألة بأن فعل النبي ﷺ كان متنوعاً: (رُبَّمَا فَعَلَهُ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَرُبَّمَا فَعَلَهُ فِي آخِرِهِ)، مما يدل على أن الأمر فيه سعة ومرونة وليس محصوراً في وقت واحد أو هيئة واحدة.
ثالثاً: الدروس المستفادة والفَوائد العِظَام:
1- سُمُوُّ أَدَبِ السَّلَفِ: يظهر أدب غُضَيْف بن الحارث رضي الله عنه حيث توجه بسؤاله إلى من هم أعلم منه، وهي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، التي كانت من أعلم الناس بسنن النبي ﷺ في بيته.
2- يُسْرُ الشَّرِيعَةِ الإِسْلَامِيَّةِ وَسِعَتُهَا: هذا هو المغزى الأكبر من الحديث. فالنبي ﷺ لم يلتزم وقتاً واحداً أو هيئة واحدة في هذه العبادات، مما يفتح الباب أمام الأمة للترخص والتيسير حسب الظروف والحالات. قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185].
3- التَّنَوُّعُ فِي العِبَادَةِ: تنوع النبي ﷺ في هذه الأمور يعلم الأمة أن التنقل بين أنواع الطاعات وأوقاتها مما ينشط القلب ويقيه من الملل والسآمة.
4- فَضِيلَةُ الحَمْدِ وَالتَّكْبِيرِ عِنْدَ تَيُّسُرِ أُمُورِ الدِّينِ: انظر إلى رد فعل السائل، حيث كان يكبر الله ويحمده كلما سمع بسعة الرخصة (الله أكبر! الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة). وهذا يعلمنا أن نفرح بيسر الدين وسماحته، لا أن نبحث عن المشاق والتضييق على أنفسنا أو على غيرنا.
5- بيان السنة العملية: الحديث يرد على من قد يظن أن هذه العبادات مقيدة بوقت معين أو هيئة واحدة لا تتغير، فبيَّنَت سنة النبي ﷺ العملية خلاف ذلك.
رابعاً: معلومات إضافية مفيدة:
● حكم تأخير الغسل من الجنابة: يجوز تأخير الاغتسال من الجنابة إلى قبل وقت الصلاة، بشرط ألا ينام النائم وهو جنب إلا بعد الوضوء، كما في الحديث الصحيح. فمن أصبح جنباً فأراد أن يصلي الصبح، عليه أن يغتسل أولاً.
● أفضل وقت للوتر: أفضل وقت للوتر هو آخر الليل لمن ظن أنه سيقوم، لقوله ﷺ: "من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل" (رواه مسلم). ولكن كما في حديثنا، الأمر فيه سعة.
● الجهر والإسرار في قيام الليل: الجهر في الصلاة السرية (كقيام الليل) سنة إذا لم يكن هناك ما يمنع كإيذاء نائم أو قارئ آخر، والإسرار جائز أيضاً كما فعل النبي ﷺ.
الخاتمة:
هذا الحديث من الكنوز النبوية التي تبين محاسن ديننا، فهو دين يسر وسعة، يراعي ظروف المكلفين ويحثهم على العبادة بكل راحة وطمأنينة، بعيداً عن الحرج والمشقة. فالحمد لله الذي جعل في الأمر سعة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

أبو داود (٢٢٦) واللفظ له، والنسائي (٢٢٢، ٢٢٣) مقتصرا على الجزء الأول من الحديث، وهو ما يخص بالغسل، وابن ماجه (١٣٥٤) مقتصرا على قراءة القرآن فقط، كلهم من طرق بُرد بن سِنان، عن عُبادة بن نُسيّ، عن غُضَيفِ بن الحارثِ، فذكر الحديث.
وغُضَيف بن الحارث السكوني الكندي، أثبت أبو حاتم وأبو زرعة أنَّ له صحبة، وقال ابن سعد والعجلي: تابعي من أهل الشام ثقة. ووثَّقه أيضًا الدارقطني وغيره.
وإسناده حسن من أجل بُرد بن سنان؛ فإنه صدوق، وبقية رجاله ثقات. وصحَّحه ابن حبَّان (٢٤٤٧) من هذا الوجهِ.
وفي الباب حديث أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد، عن عائشة قالت: ... ثم إن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته ثم ينام. فإذا كان النداء الأول قام فاغتسل. رواه مسلم (٧٣٩) وسيأتي ذكره في باب جواز النوم للجنب بدون وضوء (٢٢) في كتاب الوضوء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 53 من أصل 56 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان يوتر أول الليل أم في آخره؟

  • 📜 حديث: كان يوتر أول الليل أم في آخره؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان يوتر أول الليل أم في آخره؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان يوتر أول الليل أم في آخره؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان يوتر أول الليل أم في آخره؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب