حديث: كان يوتر أول الليل أم في آخره؟
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في غسل الجنابة قبل النوم وبعده
حسن: أبو داود (٢٢٦) واللفظ له، والنسائي (٢٢٢، ٢٢٣) مقتصرا على الجزء الأول من الحديث، وهو ما يخص بالغسل، وابن ماجه (١٣٥٤) مقتصرا على قراءة القرآن فقط، كلهم من طرق بُرد بن سِنان، عن عُبادة بن نُسيّ، عن غُضَيفِ بن الحارثِ، فذكر الحديث.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه ﷺ. هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام أبو داود في سننه، وغيرهما، وهو حديث صحيح. وهو من الأحاديث العظيمة التي تبين سماحة الإسلام ويسره.
شرح الحديث:
أولاً: شرح المفردات:
● يَغْتَسِلُ مِنَ الجَنَابَةِ: الاغتسال هو تعميم الجسد بالماء الطهور على الصفة المعروفة شرعاً. والجنابة: هي الحدث الأكبر الذي يوجب الاغتسال، كالجماع أو خروج المني.
● أَوَّلِ اللَّيْلِ أَوْ فِي آخِرِهِ: أول الليل يبدأ بعد غروب الشمس، وآخره هو الوقت الذي يسبق الفجر.
● يُوتِرُ: الوتر هو صلاة ركعة أو ثلاث أو أكثر مما يوتر به، وتكون بعد صلاة العشاء وقبل طلوع الفجر، وهي سنة مؤكدة.
● يَجْهَرُ بِالقُرْآنِ أَمْ يُخْفِتُ بِهِ: الجهر هو رفع الصوت بالقراءة، والإخفات هو خفض الصوت والقراءة سراً. والمقصود هنا في صلاة الليل (قيام الليل).
ثانياً: المعنى الإجمالي للحديث:
يحدثنا الصحابي غُضَيْف بن الحارث رضي الله عنه أنه سأل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن ثلاثة أمور تتعلق بعبادات النبي ﷺ في أوقاتها وكيفياتها:
1. وقت اغتساله من الجنابة: هل كان في أول الليل أم في آخره؟
2. وقت صلاة الوتر: هل كان يصليها في أول الليل أم في آخره؟
3. كيفية قراءته في صلاة الليل: هل كان يجهر بالقراءة أم يسر بها؟
فأجابته أم المؤمنين في كل مسألة بأن فعل النبي ﷺ كان متنوعاً: (رُبَّمَا فَعَلَهُ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَرُبَّمَا فَعَلَهُ فِي آخِرِهِ)، مما يدل على أن الأمر فيه سعة ومرونة وليس محصوراً في وقت واحد أو هيئة واحدة.
ثالثاً: الدروس المستفادة والفَوائد العِظَام:
1- سُمُوُّ أَدَبِ السَّلَفِ: يظهر أدب غُضَيْف بن الحارث رضي الله عنه حيث توجه بسؤاله إلى من هم أعلم منه، وهي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، التي كانت من أعلم الناس بسنن النبي ﷺ في بيته.
2- يُسْرُ الشَّرِيعَةِ الإِسْلَامِيَّةِ وَسِعَتُهَا: هذا هو المغزى الأكبر من الحديث. فالنبي ﷺ لم يلتزم وقتاً واحداً أو هيئة واحدة في هذه العبادات، مما يفتح الباب أمام الأمة للترخص والتيسير حسب الظروف والحالات. قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185].
3- التَّنَوُّعُ فِي العِبَادَةِ: تنوع النبي ﷺ في هذه الأمور يعلم الأمة أن التنقل بين أنواع الطاعات وأوقاتها مما ينشط القلب ويقيه من الملل والسآمة.
4- فَضِيلَةُ الحَمْدِ وَالتَّكْبِيرِ عِنْدَ تَيُّسُرِ أُمُورِ الدِّينِ: انظر إلى رد فعل السائل، حيث كان يكبر الله ويحمده كلما سمع بسعة الرخصة (الله أكبر! الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة). وهذا يعلمنا أن نفرح بيسر الدين وسماحته، لا أن نبحث عن المشاق والتضييق على أنفسنا أو على غيرنا.
5- بيان السنة العملية: الحديث يرد على من قد يظن أن هذه العبادات مقيدة بوقت معين أو هيئة واحدة لا تتغير، فبيَّنَت سنة النبي ﷺ العملية خلاف ذلك.
رابعاً: معلومات إضافية مفيدة:
● حكم تأخير الغسل من الجنابة: يجوز تأخير الاغتسال من الجنابة إلى قبل وقت الصلاة، بشرط ألا ينام النائم وهو جنب إلا بعد الوضوء، كما في الحديث الصحيح. فمن أصبح جنباً فأراد أن يصلي الصبح، عليه أن يغتسل أولاً.
● أفضل وقت للوتر: أفضل وقت للوتر هو آخر الليل لمن ظن أنه سيقوم، لقوله ﷺ: "من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل" (رواه مسلم). ولكن كما في حديثنا، الأمر فيه سعة.
● الجهر والإسرار في قيام الليل: الجهر في الصلاة السرية (كقيام الليل) سنة إذا لم يكن هناك ما يمنع كإيذاء نائم أو قارئ آخر، والإسرار جائز أيضاً كما فعل النبي ﷺ.
الخاتمة:
هذا الحديث من الكنوز النبوية التي تبين محاسن ديننا، فهو دين يسر وسعة، يراعي ظروف المكلفين ويحثهم على العبادة بكل راحة وطمأنينة، بعيداً عن الحرج والمشقة. فالحمد لله الذي جعل في الأمر سعة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وغُضَيف بن الحارث السكوني الكندي، أثبت أبو حاتم وأبو زرعة أنَّ له صحبة، وقال ابن سعد والعجلي: تابعي من أهل الشام ثقة. ووثَّقه أيضًا الدارقطني وغيره.
وإسناده حسن من أجل بُرد بن سنان؛ فإنه صدوق، وبقية رجاله ثقات. وصحَّحه ابن حبَّان (٢٤٤٧) من هذا الوجهِ.
وفي الباب حديث أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد، عن عائشة قالت: ... ثم إن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته ثم ينام. فإذا كان النداء الأول قام فاغتسل. رواه مسلم (٧٣٩) وسيأتي ذكره في باب جواز النوم للجنب بدون وضوء (٢٢) في كتاب الوضوء.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 53 من أصل 56 حديثاً له شرح
- 7 إني لأفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل
- 8 إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل
- 9 أتوضأ وضوئي للصلاة أغسل فرجي
- 10 الماء من الماء رخصة في أول الإسلام لقلة الثياب.
- 11 ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر
- 12 المرأة ترى في المنام مثل ما يرى الرجل أتغتسل
- 13 إذا رأت المرأة الرطب فلتغتسل.
- 14 يُخلِّلُ أصولَ الشعرِ عند الاغتسالِ من الجنابة
- 15 طريقة غسل الجنابة للنساء كما روته عائشة
- 16 غسل النبي من الجنابة ورفضه المنديل
- 17 عن الغسل من الجنابة للرجل والمرأة
- 18 يبدأ فيُفرغ على يده اليمنى مرتين أو ثلاثًا
- 19 أمَّا أنا فأُفيضُ على رأسي ثلاثًا
- 20 الغسل من الجنابة: ثلاث أكف على الرأس ثم سائر الجسد
- 21 إن أرضنا أرض باردة فما يكفينا من غسل الجنابة
- 22 ثلاث حثيات على الرأس للجنب ولو كان الشعر طويلا
- 23 إذا أراد أن يغتسل من الجنابة بدأ بكفيه
- 24 كان النبي إذا اغتسل من الجنابة بدأ بشق رأسه الأيمن
- 25 الرسول ﷺ كان يغتسل من إناء وهو الفَرَقُ من الجنابة.
- 26 يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد
- 27 يغتسل النبي ﷺ بالصاع ويتوضأ بالمد
- 28 كان رسولُ الله يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد
- 29 يغتسل النبي ﷺ بالصاع ويتطهر بالمد
- 30 توضأ النبي ﷺ بثلثي المد من الماء.
- 31 يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات
- 32 عائشة: كنت أغتسل أنا ورسول الله من إناء واحد
- 33 من أحب أن يهل بعمرة فليهل
- 34 خُذي فِرْصةً من مسك فتطهري بها
- 35 يغتسل رسول الله وفاطمة تستره بثوب
- 36 وضعت للنبي ماء وسترته فاغتسل
- 37 أحب ما استتر به النبي لحاجته هدف أو حائش نخل
- 38 كانوا إذا أصابهم البول قطعوا ما أصابه البول منهم
- 39 إن الله حيِي ستير يحب الحياء والستر
- 40 كان إذا أراد أن يغتسل قال: ولني فأوليه قفاي وأنشر...
- 41 امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها هتكت ما بينها وبين...
- 42 ما من امرأة تنزع ثيابها إلا هتكت ما بينها وبين...
- 43 من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام بغير...
- 44 كان موسى يغتسل وحده فقالوا إنه آدر
- 45 أيوب يغتسل عريانًا فخر عليه جراد من ذهب
- 46 كان رسول الله ينقل الحجارة للكعبة وعليه إزاره
- 47 ارجع إلى ثوبك فخذه ولا تمشوا عراة
- 48 احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك
- 49 لا من الله استحيوا ولا من رسوله استتروا
- 50 لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة...
- 51 يَطوف على نِسائِه بغسلٍ واحدٍ
- 52 ربما اغتسل فنام وربما توضأ فنام
- 53 كان يوتر أول الليل أم في آخره؟
- 54 أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف فخرج رسول الله ﷺ
- 55 أطلقوا ثمامة
- 56 اغتسل بماء وسدر
معلومات عن حديث: كان يوتر أول الليل أم في آخره؟
📜 حديث: كان يوتر أول الليل أم في آخره؟
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان يوتر أول الليل أم في آخره؟
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان يوتر أول الليل أم في آخره؟
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان يوتر أول الليل أم في آخره؟
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








