حديث: عن الغسل من الجنابة للرجل والمرأة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب صفةِ الغُسْلِ من الجنابة

عن ثوبان أنَّ الناس اسْتَفْتَوا النَّبِيّ ﷺ عن الغُسْل من الجنابة فقال: «أما الرّجل فلينشُزْ رأسَه، فليغُسِله حتَّى يبلغَ أصولَ الشَّعْرِ، وأمّا المرأةُ فلا عليها ألا تَنْقُضَه، لتُغْرِف على رأسِها ثلاثَ غَرفاتٍ بكفَّيْها».

حسن: رواه أبو داود (٢٥٥) قال: حَدَّثَنَا محمد بن عوف، قال: قرأتُ في أصل إسماعيل بن عَيَّاش، قال ابن عوف: حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل، عن أبيه (يعني إسماعيل بن عَيَّاش)، حَدَّثَنِي ضَمْضَمُ بن زُرْعة، عن شُرَيح بن عُبيد، قال: أفتاني جُبَيْرُ بن نُفَير، عن الغُسل من الجنابة أنَّ ثوبانَ حدَّثهم، أنهم اسْتَفْتَوا النَّبِيّ ﷺ، فذكره.

عن ثوبان أنَّ الناس اسْتَفْتَوا النَّبِيّ ﷺ عن الغُسْل من الجنابة فقال: «أما الرّجل فلينشُزْ رأسَه، فليغُسِله حتَّى يبلغَ أصولَ الشَّعْرِ، وأمّا المرأةُ فلا عليها ألا تَنْقُضَه، لتُغْرِف على رأسِها ثلاثَ غَرفاتٍ بكفَّيْها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث الشريف الذي رواه ثوبان مولى رسول الله ﷺ، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو حديث عظيم يبين هدي النبي ﷺ في تفصيل كيفية الاغتسال من الجنابة، مع مراعاة الفروق بين الرجل والمرأة، مما يدل على سماحة هذا الدين ومراعاته لأحوال الناس.

شرح المفردات:


● اسْتَفْتَوا: سألوه أن يفتيهم ويبين لهم الحكم.
● الغُسْل من الجنابة: الاغتسال الواجب بسبب الحدث الأكبر من جماع أو إنزال.
● لينشُزْ رأسَه: ليرفعه ويجيله بيديه ليصل الماء إلى بشرته.
● أصولَ الشَّعْرِ: أصول الشعر أي منابت الشعر وجذوره في الرأس.
● تَنْقُضَه: لا يجب عليها حل ضفائرها وفك شعرها.
● تُغْرِف: تصب الماء على رأسها.
● غَرفاتٍ: جمع غرفة، وهي ملء الكف من الماء.

المعنى الإجمالي للحديث:


أن الصحابة رضي الله عنهم سألوا النبي ﷺ عن كيفية الاغتسال الكامل من الجنابة، فأجابهم ﷺ بأن الرجل يجب عليه أن يحرك رأسه بيديه أثناء غسله ويبلله بالماء حتى يصل الماء إلى أصل الشعر وبشرة الرأس. أما المرأة، فلا يجب عليها حل ضفائر شعرها ونقضه، بل يكفيها أن تصب على رأسها ثلاث مرات من الماء، تبلل به شعرها وظاهره دون اشتراط وصوله إلى جميع البشرة تحت الشعر المضفر.

الدروس المستفادة منه:


1- التفريق في الأحكام بين الرجل والمرأة عند وجود المبرر الشرعي: فالشعر عند المرأة غالباً ما يكون طويلاً ومضفراً، فرفع الحرج عنها بعدم وجوب نقضه دليل على يسر الإسلام وسماحته.
2- مراعاة التيسير ورفع الحرج: حيث خفف عن المرأة مشقة نقض الشعر وغسله شعراً شعراً، خاصة مع طوله وكثافته.
3- بيان هدي النبي ﷺ في التعليم: حيث فصل الجواب بين حال الرجل وحال المرأة، مما يدل على دقة التبليغ ووضوح الشرح.
4- أهمية إيصال الماء إلى البشرة في الغسل: وهذا عام في غسل الرجل، حيث يجب أن يصل الماء إلى جميع البشرة، ومنها فروة الرأس تحت الشعر.
5- استحباب التثليث في الغسل: حيث ذكر النبي ﷺ ثلاث غرفات للمرأة، مما يدل على استحباب تكرار الغسل ثلاثاً كما في الوضوء.

معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "الغسل من الجنابة" في كتب الفقه، وهو دليل للمذاهب الأربعة على أن المرأة لا يجب عليها نقض ضفائرها في الغسل، وإنما يجب عليها أن تروي أصول الشعر بالماء دون اشتراط وصوله إلى كل جزء من البشرة تحت الشعر المعقود.
- يستحب للرجل أن يخلل شعر لحيته ورأسه بأصابعه أثناء الغسل ليتأكد من وصول الماء إلى البشرة.
- الفرق بين الغسل والوضوء أن الغسل يشمل جميع البدن، بينما الوضوء يشمل الأعضاء الأربعة فقط.
- هذا الحديث من أدلة أهل العلم على أن الأصل في العبادات التوقيف، فلا يشرع شيء إلا بدليل، وفيه رد على من يتشدد في الدين ويحمّل الناس ما لم يأذن به الله.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٥٥) قال: حَدَّثَنَا محمد بن عوف، قال: قرأتُ في أصل إسماعيل بن عَيَّاش، قال ابن عوف: حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل، عن أبيه (يعني إسماعيل بن عَيَّاش)، حَدَّثَنِي ضَمْضَمُ بن زُرْعة، عن شُرَيح بن عُبيد، قال: أفتاني جُبَيْرُ بن نُفَير، عن الغُسل من الجنابة أنَّ ثوبانَ حدَّثهم، أنهم اسْتَفْتَوا النَّبِيّ ﷺ، فذكره.
رجاله ثقات غير إسماعيل بن عَيَّاش؛ فإنه صدوق في أهل بلده الشاميين، ومُخلِّطٌ في غيرهم، وشيخه ضَمْضَم بن زُرعة من أهل حمص.
ولكن في الإسناد علة أخرى، وهي أنَّ محمد بن إسماعيل لم يسمع من أبيه شيئًا كما قال أبو حاتم، ولكن محمد بن عوف لم يكتف بروايته عن محمد بن إسماعيل، عن أبيه، بل كان قد اطلع على أصل مسموعات إسماعيل بن عَيَّاش عن شيوخه، وهذا يُقوي روايته عن محمد بن إسماعيل، عن أبيه؛ لأنَّ محمد بن إسماعيل مع عدم سماعه عن أبيه مختلف في توثيقه، ولكن حصل لمحمد بن عوف طريق مباشر بدون واسطة محمد بن إسماعيل، وهو اطلاعه على مسموعات إسماعيل بن عَيَّاش، وهذا من باب الوِجادة، وهي من طرق تحمُّل الحديثِ، وقد اعتمده أهل العلم في رواية الحديثِ.
قال الحافظ ابن القيم في تهذيب السنن: «هذا إسناد شاميّ، وأكثر أئمة الحديث يقول: حديث إسماعيل بن عَيَّاش عن الشاميين صحيح. ونص عليه أحمد بن حنبل رضي الله عنه» انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 17 من أصل 56 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن الغسل من الجنابة للرجل والمرأة

  • 📜 حديث: عن الغسل من الجنابة للرجل والمرأة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن الغسل من الجنابة للرجل والمرأة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن الغسل من الجنابة للرجل والمرأة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن الغسل من الجنابة للرجل والمرأة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب