حديث: ما من امرأة تنزع ثيابها إلا هتكت ما بينها وبين الله من ستر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في منع النساء من دخول الحمَّامات العامة

عن أم الدّرداء أنها حدَّثتْ أنَّ رسول الله ﷺ لقيها يومًا فقال: «من أين جئتِ يا أم الدّرداء؟» فقالت: من الحمَّام فقال لها رسول الله ﷺ: «ما من امرأة تنزع ثيابها إِلَّا هَتَكَتْ ما بينها وبين الله من سِتر».

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٧٠٤١) والطَّبرانيّ في الكبير (٢٤/ ٦٥٢) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب، قال: أخبرني حيوة بن شريح، قال: حَدَّثَنِي أبو صخر أنَّ يُحَنِّس أبا موسى حدَّثه، أنَّ أم الدّرداء حدثته فذكر الحديث.

عن أم الدّرداء أنها حدَّثتْ أنَّ رسول الله ﷺ لقيها يومًا فقال: «من أين جئتِ يا أم الدّرداء؟» فقالت: من الحمَّام فقال لها رسول الله ﷺ: «ما من امرأة تنزع ثيابها إِلَّا هَتَكَتْ ما بينها وبين الله من سِتر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن أم الدّرداء رضي الله عنها أنها حدَّثتْ أنَّ رسول الله ﷺ لقيها يومًا فقال: «من أين جئتِ يا أم الدّرداء؟» فقالت: من الحمَّام. فقال لها رسول الله ﷺ: «ما من امرأة تنزع ثيابها إِلَّا هَتَكَتْ ما بينها وبين الله من سِتر».


الشرح المفصل:



# 1. شرح المفردات:


● الحمَّام: المكان المعدّ للاغتسال، وهو يشبه في زماننا "الحمامات العامة" أو "الساونا"، وكانت تُوجد في ذلك الوقت.
● تنزع ثيابها: تخلع ملابسها وتكشف عورتها.
● هَتكت: نقضت وخرقت وأزالت. والهتك هو تمزيق الستر وإزالته.
● ما بينها وبين الله من ستر: الحجاب والغطاء والحياء الذي جعله الله تعالى وقايةً وعفةً للمرأة، وهو يشمل كل ما يحفظ كرامتها ويصون عفتها.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يسأل النبي صلى الله عليه وسلم الصحابية الجليلة أم الدرداء عن مكان مجيئها، فتُخبره أنها كانت في الحمّام (وهو مكان الاغتسال). فينبهها النبي صلى الله عليه وسلم - وتنبيهها هو تنبيه لأمته كلها - إلى خطورة ما فعلَت، موضحًا أن المرأة عندما تخلع ثيابها وتكشف بدنها في مكان قد يراها فيه غير محارمها، أو يكون فيه اختلاط أو نظر، فإنها بذلك تكون قد نزعت الستر الذي جعله الله حمايةً وعفةً لها، وخَرقت حجاب الحياء الذي يحميها ويصون كرامتها.
والحديث ليس تحريمًا للاغتسال نفسه، فهو من الأمور المشروعة، ولكن تحذيرًا من طريقة الاغتسال ومكانه، إذا كان يؤدي إلى كشف العورة أو النظر المحرم.

# 3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


● وجوب ستر العورة: من أعظم مقاصد الشريعة حفظ العورات وصيانتها، والحديث يؤكد على وجوب ستر المرأة لجسدها إلا عن زوجها أو محارمها.
● الحياء شعبة من الإيمان: نزع الثياب في غير موضعه الشرعي يناقض خلق الحياء الذي هو من أساسيات الإيمان.
● تحذير من مواطن الريبة: يجب على المسلم تجنب الأماكن والأوضاع التي قد ت exposeه للفتنة أو النظر المحرم، حتى لو كان القصد مباحًا كالاغتسال.
● النصيحة بلطف وحكمة: نلاحظ كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوبخها مباشرة، بل بدأ بالسؤال ثم نصحها توجيهاً وتعليماً، وهذا من أدبه العظيم في التعليم.
● المسؤولية الاجتماعية: الخطاب موجه لأم الدرداء، ولكن الحكم عام لكل امرأة، مما يدل على أن هذه القضية concern المجتمع كله.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم الحمامات العامة في الإسلام: ذهب كثير من الفقهاء إلى كراهة دخول المرأة الحمامات العامة (التي يختلط فيها الناس أو可能 تكشف فيها عورتها) إلا للضرورة، مع وجوب اتخاذ جميع الاحتياطات لضمان الستر الكامل وعدم النظر.
● الفرق بين الاغتسال في البيت والحمام العام: الاغتسال في البيت هو الأصل وهو الأكثر أمانًا من نواحي الستر والعفة، وهو ما يجب الحرص عليه.
● الحديث وضعه عند العلماء: هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وقال عنه الشيخ الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" أنه حديث حسن. وهو يعتبر من الأحاديث التي عليها المعول في باب الحجاب والستر.
نسأل الله أن يرزقنا الحياء والستر والعفة في الدنيا والآخرة.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٧٠٤١) والطَّبرانيّ في الكبير (٢٤/ ٦٥٢) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب، قال: أخبرني حيوة بن شريح، قال: حَدَّثَنِي أبو صخر أنَّ يُحَنِّس أبا موسى حدَّثه، أنَّ أم الدّرداء حدثته فذكر الحديث.
قال الهيثميّ في «المجمع» (١/ ٢٧٧): رواه أحمد والطَّبرانيّ بأسانيد ورجال أحدها رجال الصَّحيح».
وهذا الحديث من الأحاديث التي أوردها ابن الجوزي في: العلل المتناهية (١/ ٣٤١) وحكم
عليه بالبطلان، بناءً على أنَّ في الإِسناد أبا صخرٍ، واسمه: حميد بن زياد، ضعَّفه يحيى، وبناءً على نفي وجود الحمام في زمن النَّبِيّ ﷺ فأجاب عنه الحافظ في: القول المسدد (الحديث ١٤)، قائلًا: فقد تكون أطلقتْ لفظَ الحمام على مطلق ما يقع الاستحمام به، لا أنه الحمام المعروف الآن، وقد ورد ذكر الحمام في عدة أحاديث غير هذه».
قال الأعظمي: أمَّا أبو صخر، وهو حميد بن زياد الخرَّاط؛ فقد وثَّقه الدارقطنيّ، وقال الإمام أحمد، وابن معين في رواية: لا بأس به، والخلاصة أنَّه حسن الحديث.
وسقط هذا الحديث من نسخة «الترغيب والترهيب» للحافظ المنذريّ، فاستدركه العلامة الألباني رحمه الله تعالى في «صحيح الترغيب والترهيب» (١٦٢) من هامش نسخة الظاهرية مقابل حديث أبي المليح، وحكم عليه بالصحة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 42 من أصل 56 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما من امرأة تنزع ثيابها إلا هتكت ما بينها وبين الله من ستر

  • 📜 حديث: ما من امرأة تنزع ثيابها إلا هتكت ما بينها وبين الله من ستر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما من امرأة تنزع ثيابها إلا هتكت ما بينها وبين الله من ستر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما من امرأة تنزع ثيابها إلا هتكت ما بينها وبين الله من ستر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما من امرأة تنزع ثيابها إلا هتكت ما بينها وبين الله من ستر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب