حديث: أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف فخرج رسول الله ﷺ
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في الجُنُب يُصَلِّي بالقوم وهو ناسٍ
ثم رجع فاغتَسلَ، ثم خرج إلينا ورأسُه يفطُر، فكبَّر وصَليَّنا معه.
وفي رواية: فعلنا الصفوف قبل أن يخرج.
متفق عليه: رواه البخاري في الغسل (٢٧٥) واللفظ له، ومسلم في المساجد (٦٠٥) كلاهما من طريق يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 275)، ومسلم في صحيحه (رقم 605)، وهو من الأحاديث العظيمة التي تُبيّن حرص النبي ﷺ على تعليم أصحابه وتطبيق الشرع.
شرح المفردات:
● أُقِيمت الصلاةُ: أي نُودي لها بالإقامة، وهي الإعلام بدخول وقتها والاستعداد لها.
● عُدّلت الصفوفُ: سُوّيت و رُتّبت وجُعلت مستقيمة ومتلاصقة، كما هو هدي النبي ﷺ في الصفوف.
● جُنُبٌ: أي على جنابة، وهي الحالة التي تستوجب الاغتسال بسبب جماع أو إنزال.
● مكانَكم: أي اثبتوا في أماكنكم ولا تتحركوا.
● رأسُه يَقْطُر: أي أن الماء كان يسيل من رأسه الشريف بسبب الاغتسال.
● فَكَبَّرَ: أي افتتح الصلاة بتكبيرة الإحرام (الله أكبر).
المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أن المصلين كانوا قد استعدوا للصلاة، وأقيمت الإقامة واصطفوا منتظرين إمامهم النبي ﷺ. فلما خرج عليه الصلاة والسلام ووقف في مكانه (مُصلاه) ليبدأ الصلاة، تذكر أنه كان جنباً ولم يغتسل بعد. فلم يشأ أن يستحيي أو يتردد، بل أمرهم بأمر مباشر وصريح: "مكانكم" أي ابقوا كما أنتم. ثم انصرف سريعاً واغتسل من الجنابة، وعاد إليهم وفي شعره الكريم آثار الماء، فكبر وصلى بهم الصلاة.
الدروس المستفادة والعبر المستفادة:
1- وجوب الطهارة من الجنابة للصلاة: وهذا من أعظم ما يُستفاد من الحديث، فالصلاة لا تصح من الجنب حتى يغتسل، وهذا أمر مجمع عليه. وقد ضرب النبي ﷺ أروع مثال في الامتثال لله تعالى، فلم يهمل هذا الواجب العظيم رغم وجود الناس جميعاً في انتظاره.
2- الصدق والصراحة وعدم الاستحياء في أمر الدين: لم يستحِ النبي ﷺ من قول الحق، بل صرح بالسبب مباشرة ولم يختلق عذراً، ليعلم الأمة أن الاستحياء لا يكون في حقوق الله تعالى.
3- القدوة الحسنة في القول والعمل: لم يكتفِ النبي ﷺ بالأمر النظري، بل طبقه عملياً أمام الجميع ليكون أسوة لهم. فالعالم والمربي يجب أن يكون أول الممتثلين للشرع.
4- احترام وقت المصلين وعدم تضييعهم: بقوله "مكانكم" ضمن ألا يضيع وقتهم ويتفرقوا، بل أمرهم بالانتظار لأنه سيعود سريعاً ليصلي بهم. وهذا من حسن الخلق مع الناس.
5- استحباب تسوية الصفوف وإقامتها قبل بدء الصلاة: كما في الرواية الأخرى "فعلنا الصفوف قبل أن يخرج"، وهذا من هديه ﷺ في الاعتناء بالصفوف وتسويتها.
6- جواز خروج الإمام للصلاة ورأسه يقطر ماءً: وهذا يدل على أن الأمر بالعجلة لإدراك الصلاة مع الجماعة قد يبيح بعض الأمور التي فيها عدم كمال الهيئة، فالمقصود هو إقامة الصلاة في وقتها مع الجماعة.
7- التيسير على الأمة ورفع الحرج عنها: فلو صلى بهم وهو جنب لشق ذلك على من يعلم من بعده، فبيّن لهم الحكم عملياً ليكون أبلغ في التعليم وأسهل في التطبيق.
معلومات إضافية مفيدة:
- الحديث دليل على أن نسيان الجنابة لا يبطل الصلاة، لأن النبي ﷺ لم يصلِّ أصلًا، بل تذكر قبل التكبير.
- فيه بيان أن الاغتسال من الجنابة يجب أن يعم جميع البدن، حتى الرأس، كما يفهم من قوله "ورأسه يقطر".
- يستحب للمسلم أن يبادر إلى الصلاة مع الجماعة، ولو كان عليه مشقة مثل الاغتسال السريع، فالنبي ﷺ لم يؤخر الصلاة بل بادر بالاغتسال وعاد.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
قبل أن يُكَبِّر ذكر فانصرف».
هكذا رواه الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.
هذا هو الصحيح أنه تذكَّر قبل أن يُكبِّر كما رواه يونس عن الزهري، وتابعه على ذلك عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري؛ والأوزاعي، عن الزهري، كما قال البخاري. وهؤلاء أوثق ممن قال: كبّر؛ ولذا قال بعض أهل العلم: قوله «كبّر» أي: أراد أن يكبِّر إلا أنه لم يكبِّر. وعليه يحمل قول ابن عبد البر بأن من قال: إنه كبَّر - زيادة حافظ يجب قبولها. كذا في الاستذكار (٢/ ١٠٣) ومعناه: أراد أن يكبر.
وأما ما قاله أبو داود (١/ ١٦٠): ورواه أيوب وابن عون وهشام، عن محمد (ابن سيرين) عن النبي ﷺ قال: «فكبّر ثم أومأ بيده إلى القوم أن اجلِسُوا، فذهب فاغتسل» فهو مرسل. وكذلك رواه مالك، عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن عطاء بن يسار أن رسول الله ﷺ كبَّر في صلاة. «الموطَّأ» (١/ ٤٨ رقم ٧٩).
وأما ما روي عن أبي بكرة أنَّ رسول الله ﷺ دخلَ في صلاةِ الفَجرِ فأومأ بيده أن مكانَكم، ثم جاء ورأسُه يَقطُر، فصلَّى بهم.
فهو معلول، رواه أبو داود (٢٣٣، ٢٣٤) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد (بن سلمة)، عن زياد الأعلم، عن الحسن، عن أبي بكرة، فذكر الحديث. والحسن مرسل ومدلس، ولم أجد له تصريحا.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 54 من أصل 56 حديثاً له شرح
- 7 إني لأفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل
- 8 إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل
- 9 أتوضأ وضوئي للصلاة أغسل فرجي
- 10 الماء من الماء رخصة في أول الإسلام لقلة الثياب.
- 11 ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر
- 12 المرأة ترى في المنام مثل ما يرى الرجل أتغتسل
- 13 إذا رأت المرأة الرطب فلتغتسل.
- 14 يُخلِّلُ أصولَ الشعرِ عند الاغتسالِ من الجنابة
- 15 طريقة غسل الجنابة للنساء كما روته عائشة
- 16 غسل النبي من الجنابة ورفضه المنديل
- 17 عن الغسل من الجنابة للرجل والمرأة
- 18 يبدأ فيُفرغ على يده اليمنى مرتين أو ثلاثًا
- 19 أمَّا أنا فأُفيضُ على رأسي ثلاثًا
- 20 الغسل من الجنابة: ثلاث أكف على الرأس ثم سائر الجسد
- 21 إن أرضنا أرض باردة فما يكفينا من غسل الجنابة
- 22 ثلاث حثيات على الرأس للجنب ولو كان الشعر طويلا
- 23 إذا أراد أن يغتسل من الجنابة بدأ بكفيه
- 24 كان النبي إذا اغتسل من الجنابة بدأ بشق رأسه الأيمن
- 25 الرسول ﷺ كان يغتسل من إناء وهو الفَرَقُ من الجنابة.
- 26 يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد
- 27 يغتسل النبي ﷺ بالصاع ويتوضأ بالمد
- 28 كان رسولُ الله يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد
- 29 يغتسل النبي ﷺ بالصاع ويتطهر بالمد
- 30 توضأ النبي ﷺ بثلثي المد من الماء.
- 31 يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات
- 32 عائشة: كنت أغتسل أنا ورسول الله من إناء واحد
- 33 من أحب أن يهل بعمرة فليهل
- 34 خُذي فِرْصةً من مسك فتطهري بها
- 35 يغتسل رسول الله وفاطمة تستره بثوب
- 36 وضعت للنبي ماء وسترته فاغتسل
- 37 أحب ما استتر به النبي لحاجته هدف أو حائش نخل
- 38 كانوا إذا أصابهم البول قطعوا ما أصابه البول منهم
- 39 إن الله حيِي ستير يحب الحياء والستر
- 40 كان إذا أراد أن يغتسل قال: ولني فأوليه قفاي وأنشر...
- 41 امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها هتكت ما بينها وبين...
- 42 ما من امرأة تنزع ثيابها إلا هتكت ما بينها وبين...
- 43 من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام بغير...
- 44 كان موسى يغتسل وحده فقالوا إنه آدر
- 45 أيوب يغتسل عريانًا فخر عليه جراد من ذهب
- 46 كان رسول الله ينقل الحجارة للكعبة وعليه إزاره
- 47 ارجع إلى ثوبك فخذه ولا تمشوا عراة
- 48 احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك
- 49 لا من الله استحيوا ولا من رسوله استتروا
- 50 لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة...
- 51 يَطوف على نِسائِه بغسلٍ واحدٍ
- 52 ربما اغتسل فنام وربما توضأ فنام
- 53 كان يوتر أول الليل أم في آخره؟
- 54 أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف فخرج رسول الله ﷺ
- 55 أطلقوا ثمامة
- 56 اغتسل بماء وسدر
معلومات عن حديث: أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف فخرج رسول الله ﷺ
📜 حديث: أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف فخرج رسول الله ﷺ
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف فخرج رسول الله ﷺ
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف فخرج رسول الله ﷺ
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف فخرج رسول الله ﷺ
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








